وصلت طلائع القوات التركية، أمس، إلى العاصمة القطرية الدوحة، فيما أكد الشيخ صباح الأحمد الجابر أمير دولة الكويت، تطلعه لتجاوز التطورات الأخيرة في البيت الخليجي وتهيئة الأجواء لحل الخلافات التي وصفها بـ«المؤسفة»، ورأب الصدع بالحوار والتواصل «في ظل ما يجمع دول مجلس التعاون وشعوبها من روابط تاريخية راسخة وعلاقات أسرية حميمة ومصير واحد ومصالح مشتركة».
وقال أمير الكويت في كلمته في العشر الأواخر من شهر رمضان، نقلتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن التطورات الأخيرة في دول مجلس التعاون الخليجي «تحتم علينا العمل وبكل الجهد للحفاظ على هذا الكيان الخليجي ليبقى متماسكاً ومحققاً لآمال وتطلعات أبنائه».
وشدد الشيخ صباح الأحمد على وقوف بلاده مع المجتمع الدولي «صفاً واحداً» لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، والعمل على تجفيف منابعه والقضاء عليه ليعم الأمن والاستقرار جميع الدول والشعوب.
وحذر، في كلمته أمس، من الإرهاب «الذي امتد وباؤه، فطال الدول والمجتمعات تحت مختلف التسميات والشعارات المتطرفة في ظاهرة غير مسبوقة؛ فأصبح يهدد أمنها واستقرارها ويستهدف أرواح الأبرياء الآمنين».
وقال إن «تلك المخاوف والمخاطر من ظاهرة الإرهاب وتداعياتها تتطلب مزيداً من الحيطة والحذر والتكاتف والتلاحم للحفاظ على أمن الوطن وسلامته».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، صدق الأسبوع الماضي على قرار برلمان بلاده، على تطبيق اتفاقية لنشر قوات تركية على الأراضي القطرية.
ويأتي وصول القوات التركية للدوحة، بعد يومين من جولة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التي شملت قطر والكويت والسعودية، في مساعٍ من القيادة التركية لحل الأزمة.
وكان مصدر سعودي مسؤول، أكد أن بلاده «لا يمكن أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها».
وأشار المصدر، بحسب ما أوردته وزارة الخارجية السعودية أول من أمس على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى عدم حاجة السعودية إلى ذلك، وأن «قواتها المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى، ولها مشاركات كبيرة في الخارج، بما في ذلك قاعدة أنجيرليك في تركيا لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة».
وقد أجرت القوات التركية، بعد وصولها إلى الدوحة أول تدريباتها العسكرية في كتيبة طارق بن زياد بالعاصمة القطرية، وتهدف اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين، إلى زيادة القدرات الدفاعية للقوات المسلحة القطرية.
بينما أعرب أمير دولة الكويت عن أمله في أن تكلل المساعي المبذولة والجهود المخلصة بالوصول «إلى كل ما من شأنه الحفاظ على دولنا الخليجية وشعوبها وتجنب كل ما يعكر صفو علاقاتها الوطيدة ويهدد أمنها وسلامتها».
وكان الشيخ صباح الأحمد زار في إطار جهوده لرأب الصدع الخليجي، كلاً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، حيث استقبل بحفاوة كبيرة وأجرى محادثات جيدة وأخوية ولقي ترحيباً كبيراً من الجميع.