ما يعرف عن الاعلام ووسائله المنتشرة بكثافة هذا اليوم في جميع اروقة المؤسسات الحكومية وزوايا المجتمع بعد الثورة الهائلة في تكنلوجيا المعلومات والبركان الذي اغرق العالم بتلك الاجهزة والمعدات المتطورة ماهي الا حالة صحية وطريقة مثلى لفضح كل تلكأ وصدأ بشكل سريع تحدث في جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية وما يرافقها من خروقات تضر المجتمع وتمزقه الى فئات متناحرة, الاعلام والاقلام الشريفة التي قل وجدوها اليوم لسبب ان الكثير منهم ارتبط بالحزبيات ومجانبة الباطل والدفاع عنه خوفا من انقطاع سبل العيش لديهم , سابقا يعرُف ان الاعلام هي تلك العملية او ممارسة يقوم بها الصحفي أوالاعلامي بنقل المعلومة من مكان الى اخر مقرونه بعمل الصدق والنزاهة والشفافية دون الميل والانشغاف الى التأثيرات الجانبية مهما كانت حجمها ومغرياتها , وهي من المهن النبيلة والنزيهة كما هي حلقة الوصل بين الصوت المغيب لدى المواطن والمشاكل المحيط به والتي لايستطيع ان يوصلها الى المسؤول او الرأي العام الا من خلال صحفي يتصف بمكارم الاخلاق والشجاعة , وما يمر به العراق اليوم من مشاكل وتصدع وخلل في المنظومة الامنية وضعفا للتطبيق في القانون بسبب وجود التيارات الحزبية والكتل السياسية التي تقف حال دون تنفيذ بعض القوانين وتفعيل محاسبة الفاسدين من السراق والمجرمين الذي انعكس على انعدام تام للخدمات وشلل اصاب ابسط مقومات الحياة وهي الماء والكهرباء ومستلزمات العيش التي تتأثر بين فترة واخرى بوجود الازمات السياسية والامنية وتضارب الاسعار الذي انهك اجساد العراقيين واتلاف عقول المواطنين وجعلهم يقفون بطوابير امام عيادات الاطباء الجشعين مستغلين ذلك وبالاتفاق مع المختبرات الطبية والصيدليات ووقع بذلك المواطن بين نارين نار الاستغلال وانعدام الخدمات وسبل العيش البسيطة من قبل الحكومة ومواعيدها المتغيرة بين لحظة واخرى وبين جشع الاطباء واستغلال الظروف الأمنية وغياب الدورالرقابي لنقابة الاطباء والصيدلة ومحاسبة المقصرين , مما دفع بعض الاعلاميين ان يكشفوا الحقائق ويتعاملوا بروح الوطنية والايثار على النفس وقد سبب بذلك الى تعرض الكثر من الصحفيين والاعلاميين الى الاعتداءات من قبل حماية المسؤولين والجهات الامنية والحزبية ونسمع بين الحين والاخر عن اصدار بيانات من قبل نقابة الصحفيين العراقيين ومرصد الحريات الصحفيين الى الى الاستنكار والادانة فقط دون وضع حلول ومعالجات , وقبل فترة تعرض زميلنا الشاعر والاعلامي هلال كوتا الى اعتداء مسلح من قبل مجهولين ولكن بحمد الله ولطفه قد نجى باعجوبة بسبب ارائه الثابتة واشعاره الوطنية , ناهيك عن الرسائل والتهديدات بالقتل من قبل بعض عناصر خارجة عن القانون ولم يكن لها اي انتماء بجهة سياسية مجرد عصابات لايروم لها ان يخرج العراق من ازمته وبسبب ذلك قرر الهجرة خارج العراق حفاظا على نفسه ومستقبله , ولايختلف الامر عند بعض الاعلاميين والصحفيين اصحاب الاقلام الشريفة والنبيلة التي تعرضت كذلك الى مواقف التهديد فمنهم من قضى نحبه والاخر ينتظر , فلم يشرع لحد الان قانون يضمن سلامة الصحفيين وتسهيل تنقلهم واحترامهم , كل ما يعلن به امام اجهزة الاعلام هو مجرد اطلاق عبارات تطمن الصحفيين ولكن بمجهودهم الشخصي واساليبهم في التعامل مع المواطنين والاجهزة الامنية جعلهم يحصلون على بعض المعلومات ويذهبون بشكل فوري الى مناطق الحدث لنقل الواقع والصورة الحية رغم صعوبات التنقل , وقد سقط من جراء ذلك العديد من الصحفيين الشهداء لتغطية حادثة معينة او لكشف معاناة ,
قال السيد علي جواد (قناة السومرية): العمل في العراق يتعرض الى تحديين “تحدي امني وتحدي تشريعي، الامني يكمن في عدم فهم رجل الدولة او رجل الحكومة لعمل الاعلامي حتى هذه اللحظة. قانون الصحفيين يعد في البرلمان وبعد جهد جهيد صوت عليه ثم هناك تعديلات عليه ولم ير النور ولم نرى حتى هذه اللحظة اعلامي استرد حقه عن طريق المحاكمة او عن طريق قانون. الاعلامي الذي يدافع عن حقوق الناس مغصوب حقه , واذا استمرت هجرة الصحفيين والاعلاميين الوطنيين والاقلام الشريفة الى خارج الوطن فستتقلص مساحة كشف الحقائق وتنذر بخطر وتعم الفوضى وسيجد المفسدون مناخ لهم من التحرك على حريتهم دون وجد الرقيب .
مقالات اخرى للكاتب