يلجأ الكثيرون للصابون القاتل للبكتيريا، كوسيلة للوقاية من الأمراض، لكن دراسة حديثة خلصت إلى وجود مبالغة كبيرة في الترويج لهذه المنتجات على أنها تقتل أكثر من 99 بالمئة من البكتيريا.
لا تكف الشركات عن الترويج لأنواع من الصابون والمنظفات السائلة التي تقول إنها تقتل البكتيريا بنسبة 99.9 بالمائة، وبالتالي فهذه المنتجات هي الخيار المثالي للآباء والأمهات الراغبين في حماية أطفالهم من البكتيريا بأعلى درجة ممكنة. وتثير هذه المنتجات اختلافات بين العلماء نظرا لاحتوائها على مادة تريكلوسان، وهي محل خلاف من حيث الآثار الجانبية ودرجة التركيز التي تقضي بالفعل على البكتيريا.
وخلص باحثون إلى أن هذه الأنواع من الصابون والمنظفات السائلة، ليست بالفاعلية التي تروج لها الإعلانات، إذ أجرى فريق بحثي كوري في سيول، بحثا علميا اعتمد على دراسة تأثير مادة التريكلوسان على البكتيريا. ووضع الباحثون محلول التريكلوسان المخفف بنسبة 0.3 بالمائة على 20 من أنواع البكتيريا المختلفة لمدة 20 ثانية، وهي متوسط مدة غسل اليدين. وتم اختيار نسبة التركيز المذكورة، وفقا للمعايير المسموح بها داخل الاتحاد الأوروبي وفي دول عديدة.
وكانت النتيجة أن محلول التريكلوسان لم يظهر فاعلية أكبر من الصابون العادي الخالي من التريكلوسان، سواء عند استخدامه مع ماء بدرجة حرارة 22 مئوية أو حتى 40 مئوية. ولم تظهر فاعلية محلول التريكلوسان الإضافية على البكتيريا، إلا بعد تسع ساعات، وفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في دورية Journal of Antimicrobial Chemotherapy.
وبتكرار التجربة على أيدي 16 من الأشخاص الأصحاء، ثبت أن الصابون المحتوي على مادة التريكلوسان يقتل نفس العدد من البكتيريا التي يقضي الصابون العادي عليها، عند غسل اليدين. وسبق وأظهرت دراسات سابقة فاعلية التريكلوسان الواضحة لكن عند زيادة تركيزه وهو أمر محل خلاف نظرا للآثار الجانبية المحتملة لهذه المادة على الصحة العامة.
واشتد الجدل حول التريكلوسان العام الماضي عندما خلص فريق بحثي أمريكي إلى أن هذه المادة من الممكن أن تسبب سرطان الكبد لدى الفئران. وقبل نحو عشرة أعوام طالب المعهد الألماني لتقييم المخاطر، بقصر استخدام المطهرات التي تحتوي على مادة التريكلوسان على المستشفيات والمنشآت الطبية، حتى لا تكتسب البكتيريا مناعة إضافية.
وتحتوي العديد من منظفات الملابس ومستحضرات التجميل على مادة التريكلوسان، التي يمكن أن تكون سامة بالنسبة لبعض الطحالب، وبالتالي فهي ليست محل ترحيب من قبل نشطاء حماية البيئة. وبشكل عام يرى بعض الباحثين أن المبالغة في اختيار المطهرات التي تعد بالقضاء التام على البكتيريا، مسألة لا لزوم لها إذ أن الالتزام بقواعد النظافة التقليدية المتعارف عليها، يكفي للحماية من الأمراض دون آثار جانبية.