غزال الذرة (جاءه اللقب من شخص مغرم بالسخرية) اشتغل مديراً إدارياً في مستشفى المدينة. وهو ما زال يذكر تلك الظهيرة حينما اندلعت تظاهرة مرّت من أمام المستشفى.
كان صديقه الممرض انتهى من تخدير امرأة في الثلاثين. المرأة ممدّدة على السرير بكامل بهائها، والمدير الإداريّ يتابع مشهد التخدير (هذا الأمر لا يحدث في مستشفى رصين).
فجأة اندلع صوت رصاص. إنهم الجنود يطلقون الرصاص على المتظاهرين. الطبيب والممرّض والممرّضات خرجوا إلى الشرفة لمتابعة المشهد.
غزال الذرة بقي وحده في غرفة العمليات. اقترب من جسد المرأة، تشمّمه بالطول وبالعرض.
أزاح الرداء الأبيض الخفيف عن صدرها. تأمّل جمال النهدين، وحينما ارتطمت رصاصة طائشة بزجاج غرفة العمليّات، ارتمى تحت السرير، وظلّ هناك إلى ما قبل إجراء العمليّة الجراحيّة للمرأة، بلحظات.