اكتشف باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا أنه على الرغم من عجزنا عن امتلاك قوى التجدد الخارقة، فإننا قادرون على تجديد الأضلاع. وجاءت النتيجة السابقة عقب تحليل الفريق الأميركي قدرات الفئران على التجدد، بعد تسليط الضوء على أن أحد الفئران كان قادراً على تجديد جزء من أضلاعه.
ليخلص الفريق إلى أن الفئران والبشر كانوا قادرين على استعادة الأضلاع، وذلك بعد أشهر من إزالتها. وتبشر النتائج بإمكانية استخدامها في علاج بعض الأمراض كهشاشة العظام، والاضطرابات الأخرى المتعلقة بالهيكل العظمي في أي مكان آخر في الجسم.
ثلاث مهام.
وتتمثل وظيفة الأضلاع بأداء ثلاث مهام. أولها، توفير الحماية للرئتين والقلب من خلال تشكيل «قفص» حولهما. والثانية، قدرتها على مواصلة إنتاج «النخاع الأحمر» (وبالتالي كريات الدم) في البالغين. كما أنها أيضا بمنزلة نقطة التقاء عضلات الصدر المنخرطة في عملية التنفس.
وخلال الدراسة، بقيادة الباحثة المتخصصة في الخلايا الجذعية، فرانشيسكا مارياني، تم الإمعان في ظاهرة نمو الأضلاع تلك عن طريق التصوير بالأشعة المقطعية بالكمبيوتر، إذ رصد الفريق شفاء ضلعٍ بشري تمت إزالته جزئياً من قبل جراح.
شكل جزئي
ودلل الباحثون الأميركيون على أن ثمانية سنتيمترات من العظام المفقودة، وسنتيمتراً واحداً من الغضروف المفقود، تمت استعادتها وإصلاحها بشكل جزئي، وذلك في غضون ستة أشهر. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أنه عند إزالة غضروف الصدر، مع ترك ما يدعى بـ«سمحاق الغضروف»، وهو الجزء المحيط به، تمكنت الأجزاء المفقودة من التجدد تماماً في مدة تراوح بين أسبوع إلى شهرين. غير أنه عند إزالة السمحاق فشلت الفئران في تجديد أجزائها المفقودة، ما يُظهر ضرورة وجود تلك الأغلفة المحيطة.
كما وجد الباحثون أيضاً أن السمحاق يملك القدرة على إنتاج الغضاريف حتى عند قطعها من الضلع نفسه. وأعرب الباحثون عن اعتقادهم بأن تطوير هذا النموذج في الفئران مهم، لإحراز تقدم في مجال ترميم الهيكل العظمي وتجديده، إذ إن هناك ضرورة ملحة لإيجاد حلول طبية لتخفيف وعلاج إصابات الهيكل العظمي، والتهاب المفاصل المزمن، والمشكلات الحادة.