بغداد – مشيا على منهج نوري المالكي في التطلع نحو الافق العربي وتناسي الواقع
العراقي، وأستدعاءا لمنهج وسياسات نظام صدام حسين، قرر رئيس حزب التيار الصدري
السيد مقتدى الصدر، القفز على الواقع العراقي والتطلع إلى فلسطين لنصرة اهلها
في قطاع غزة الذي يتعرض حاليا لعدوان صهيوني جديد، أمرأ أتباعه بالبدء فورا في
تشكيل ميليشيا (فدائيي فلسطين) تشبها بفدائيي صدام التي شكلها عدي صدام حسين
في تسعينيات القرن الماضي.
ودعا السيد مقتدى الصدر اتباعه ومناصريه الى مناصرة الحركات الجهادية في غزة
طالبا من اتباع التيار الصدري بالجهاد الى جانب من اسماهم بالحماسيين في غزة
ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وقال الصدر في بيان رسمي، تسلم موقع "العراق تايمز" نسخة منه، يجب ان نقف الى
جانب غزة الجريحة بكل ما نمتلك من قوة لافتا الى ضرورة ذهاب ابناء التيار
الصدري وتقديم العون لابناء غزة.
وقال بيان السيد الصدر "بعد الأستنكار والأستهجان الشديدين والإدانة لأفعال
(الكيان الظالم) إسرائيل ضد غزة الصمود والجهاد أقدم كل ما أملك من قوة وناصر
لمناصرتكم أيها الأخوة الأحبة في مدينتنا الحبيبة (غزة) ولا نألو جهدا في
معونتكم ونصرتكم بل والساكت عن نصرتكم شيطان أخرس ولذا فأني اوجه الشكر الجزيل
والأحترام الكبير لفخامة رئيس مصر الحبيبة بقراره سحب سفارته من إسرائيل
الظالمة فهي أحقر من أن ترسل لها السفراء وأطلب من جميع الدول التأسي بهذا
الفعل البطولي ولا سيما الدول الإسلامية أو العربية كدولة قطر الشقيقة والاردن
الجارة وموريتانيا الشقيقة وغيرها من الدول عسى أن يكون ذلك بابا للفرج ونشر
السلام والوحدة والقوة .... والله ولي التوفيق".
من جانبها دعت مكاتب مقتدى الصدر في بغداد والمحافظات الراغبين في الجهاد
والذهاب الى غزة لتسجيل اسماؤهم فورا في مكاتبهم من أجل البدء بالتدريب ونقلهم
إلى غزة للقتال إلى جانب الفلسطينيين والمجاهدين في القطاع المحاصر.
واشار مصدر مقرب من مكتب الصدر الى انهم اكملوا الاستعدادات لاستقبال فدائيي
فلسطين بانتظار الاوامر التي سيصدرها لاحقا مقتدى الصدر.
ودخلت الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة مرحلة جديدة بعد سقوط صاروخ
فلسطيني من نوع "فجر 5" في تل ابيب، وآخر من نوع "غراد" على مدينة كريات ملاخي
أدى الى مقتل أربعة اسرائيليين واصابة آخرين بجروح متفاوتة، اضافة الى سقوط
صاروخ ثالث قرب مفاعل "ديمونا" النووي الصهيوني، مما أدى لزيادة توقعات قرب
وقوع حرب برية شاملة ضد القطاع. وتأتي هذه التطورات أثر اغتيال نائب القائد
العام لـ "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس" احمد الجعبري.
وقال الكاتب والصحافي علي عبد الوهاب أن تحرك الصدر الأخير هو أقرب إلى التخبط
في وقت تغيب فيه السياسة الإستراتيجية للتيار الصدري، وأبتعادها عن الواقع
العراقي الذي يئن من الفقر والعوز ونقص الخدمات المقدمة له، خاصة بعد فشله
السياسي وعدم تمكنه من رسم ملامح ثابته في الواقع السياسي في البلاد، ولذا فهو
يلجأ للبعد القومي العاطفي في التعاطي مع القضية الفلسطينية لكسب المزيد من
أصوات الشارع الشعبي العراقي وخداعه في الإنتخابات المقبلة.
وأضاف أن التيار سار على ذات النهج الذي مشى فيه نظام صدام حسين في تشكيل مثل
هذه المليشيات لدعم توجهاته السياسية، وقد أمر نجله (عدي) في تسعينيات القرن
الماضي بتشكيل (فدائيي صدام) كميليشا مجرمة لتحقيق ما يريده النظام الصدامي من
أجل ترويع الشعب العراقي، وتنفيذ أعمال الإغتيالات والقتل. مطالبا التيار
الصدري بالأبتعاد عن هذه التصرفات والألتفات للواقع العراقي وأنتشاله من
الواقع المتردي الذي يعيشه جراء سياسات حكومة نوري المالكي التجويعية ضد الشعب
العراقي.