بغداد – تتجاهل حكومة نوري المالكي وقبلها حكومات الإحتلال السابقة التي أوجدها المندوب السامي للإحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق بول بريمر، كثيرا واقع الثقافة والمثقفين في البلاد، وتفضل عمليات التسليح المجنونة ودعم عمليات الفساد المالي والإداري، وتسخيرها جميعا في بناء دكتاتورية جديدة في بلاد الرافدين.
وكان نوري المالكي أخذ الأموال المخصصة في الموزانة الإتحادية لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية والبالغة 20 مليار دينار، من أجل شراء طائرات رئاسية مخصصة له وللمتحالفين معه من الساسة في سرقة أموال الدولة العراقية وتدميرها.
وقالت المتحدثة باسم الكتلة العراقية ميسون الدملوجي، إن وزارة الثقافة قامت "بمناقلة" أموال مخصصة لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية إلى وزارة الدفاع "لشراء طائرات". وأضافت أن "عملية مناقلة الأموال التي تمت بموافقة وزير الثقافة ووزير الدفاع وكالة تقدر بـ20 مليار دينار لشراء طائرات رئاسية، علما أن هذه الأموال كانت مخصصة لتطوير وتأهيل القشلة وشارع الرشيد".
وتابعت أن "وزارة الاسكان والاعمار بدورها وافقت أيضاً على مناقلة أموال كانت مخصصة لبناء مساكن بكلفة 50 مليارا ستتم مناقلتها أيضا الى وزارة الدفاع". وتابعت أن "وزير الثقافة يبدو أكثر حرصا على وزارة الدفاع من وزارته التي تستعد لاستقبال مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، ومن المفترض أن تستقبل بغداد الوفود الأجانب بحلة جميلة، واعتقد انه سيحدث العكس ونخشى أن يكون مصير بغداد كمصير مشروع النجف عاصمة الثقافة".
ويرى الكاتب محمد الياسري أن المالكي وحكومته الحالية تتجاهل بصورة متعمدة دعم الثقافة والمثقفين ووقفت بقوة دون وصول العديد من مشاريع القوانين وإقرار بعضها في البرلمان كونها تدعم الثقافة والمثقفين العراقيين، وقد رفض المالكي مؤخرا صرف مكافآت مالية لهم، لاسيما ان الواقع الثقافي العراقي غير جيد وهناك العديد من المفكرين والمثقفين والفنانين الذين ماتوا بسبب العوز والفقر، وكثير منهم يشكون من وضع صحي سيئ ولا يمكنهم استجداء المسؤولين أو المطالبة من المالكي، مؤكدا ان المالكي وحكومته يكرهون الثقافة والمثقفين، ومشيرا بأسف الى عدم وجود أي احترام للثقافة في العراق.