قال الأمام الصادق عليه السلام( ليس العلم بالتعلم انما هو نور يقع في قلب من يريد الله ان يهديه , فان اردت العلم فاطلب اولا في نفسك حقيقة العبودية واطلب العلم باستعمالة واستفهم الله يفهمك ), الحياة عبارة عن مدرسة شاملة وغنية بمختلف العلوم وعلينا طلب التعلم منذ ولادة الآنسان حتى موته ونبقى نتعلم ولانطلق على انفسنا اننا استغنينا أو وصلنا الى درجة الكمال من العلم او الخبرة من الحياة , ولقد صدق رسول الله صل الله عليه واله وسلم حين قال تعلم العلم من المهد الى اللحد , ومن يدري لعل الانسان تعلم حتى في رحم امه , والعلم هو ادراك الشيء لما هو عليه في الواقع او البحث عن حقيقة الاشياء , واول ما أمر الاسلام في بدايته هو التعلم لقوله تعالى ( اقراء باسم ربك ) وقول الرسول صلى الله عليه واله ( تعلم العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ),وفي معركة بدر سمح الرسول الى الاسرى بأن كل من يجيد القراءة والكتابة ان يعلم  10 من المسلمين  أو اكثر مقابل اطلاق سراحه , قال الحكماء بان للعقل شعبتين علمية وعملية فالعقل العلمي هو تلك الادراكات الكلية التي تعودالى الله تعالى واسمائه وصفاتة الكمالية واثاره كذلك خواص الاشياء,اما العقل العملي فيمكن ان يدرك الادراكات الكلية التي تعود الى الله تعالى واسمائه وصفاتة الكمالية , الحسن والقبيح في الاعمال ويفهم الصحيح منها والفاسد بأي الاعمال تتصف بانها حسنة وجيدة حتى يمكنه القيام بها , وايضاً قال الحكماء بان العلم لا يصل الى الانسان من الخارج لآن جميع العلوم كامنة في عقل الانسان وذاته والذي يسمعه باذنه ويراه بعينيه ويدركه بحواسه يبعث على تنبيه العقل وخروج ماكان موجود في ذاته , فيحرك قوته الفكرية لتصبح المجملات التي كانت في ذهنه واضحه بشكل تفصيلي ويتحقق ما كان كامنا في ذاته , فجميع العلوم كامنه في العقل الانساني وهي بحاجة الى مذكر بحيث لو فعل ذلك فان عمله سوف يظهر والا فانه سيبقى بحالة الجمود, وللعلم ابواب واسعة فمنها علوم التفسير والحديث والفقة ومايحصل بها من اجتهاد في حكم الاشياء من النصوص والخاصة بالعبادات والمعاملات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , فلابد لها من العلماء المجتهدين والمتنيرين لكي لايتقهقر المجتمع ويتاخر المسلمون     وتتعقــد الحياة لقوله تعالى ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) التوبة اية 122 , وكذلك العلوم العلمية والتي تعتمد على البحث والتجربة والاكتشاف والتصنيع كعلوم الفلك والجيلوجية والطب والرياضيات وعلوم الحيون ودراسة الفضاء ...الخ , ولايختلف الامر بالنسبة للعلوم الانسانية  من تاريخ وفلسفة واجتماع ...الخ , فان الاسلام دعي الى تعلمها ومعرفتها لما لها من فائدة , والعلم نوعان علم تعليمي : هو علم التلميذ ياخذه من معلمه ( خلق الانسان علمه البيان ) , والعلم اللدني : علم يلقيه الله سبحانه في قلب من يشاء (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)الكهف 65, كذلك العلم الذي افاضه على ادم عليه السلام والقاه في قلبه مرة واحدة بقوله تعالى ( وعلم ادم الاسماء كلها ) , كما ان حشو العقول والاذهان بالعلوم الكثيرة والغامضة لايودي الى نتيجة متقدمة بل العكس , حيث يؤخر ابناء المجتمع ولايدعهم يلحقون بالركب العلمي ولايقال اننا في عصر السرعة فعلينا ان نسرع بتعبئة العقول بالعلوم المختلفة والكثيفة والكثيرة في مدة طويلة , ان القرأن الكريم قد تم نزوله على اذكى البشر واعقلهم لكنه لم ينزل مرة واحدة , وانما نزل اية تلو الآية والسورة تلو السورة , وذلك لزيادة الترسيخ وحسن الاستيعاب والتدرج في احكام التشريع , ومن خلال العلم وصل الانسان الى ابعد مراكز الكون وعرج على القمر وتحكم بتزين الارض ومانسمعه اليوم من أن بعض الدول الاوربية استطاعت ان تصنع صواريخ تطلق على الجو لتتفاعل مع الغيوم اما ان تحولها الى أمطار او تدفعها الى أماكن اخرى معتقدين  انهم  قد سيطر على قرارات الطبيعة ولكن يبقى علم الله هو الاكثر والاقوى لقوله تعالى ( وما أتيتم من العلم الا قليلا) الزمر 85 0