البقاء للأقوى ، ملخص قوانين الطبيعة ، واصبح هذا هو واقع حال الوضع السياسي المتردي في العراق ، فبدلا من تفعيل الدستور والقوانين وبسبب انعدام المهنية و الخبرة في مجال إدارة الدولة ودوائرها ، وصل العراق الى ما هو عليه الان والضحية الأولى هم أبناء شعبه الأبرياء.
بتفعيل قوانين الطبيعة ظهرت سياسة الفوضى الخلاقة التي أسست لانهيار عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني عام 2003 ، واللطيف هنا ان دول الاحتلال وبشكل خجول اعترفت كونها ارتكبت اكبر خطأ في احتلال العراق وكانت هناك معلومات خاطئة حول ما يمتلكه العراق من أسلحة كيمياوية وبيولوجية يهدد الامن العالمي بها !!.
الحكومات التي تعاقبت منذ عام 2006 وليومنا هذا لم تعترف بأخطائها ولم تصارح الشعب بها ، اعتقادا منها وحسب قوانين الطبيعة بأنها الأقوى والبقاء لها ، وهذا اعتقاد خاطئ كون الحكومات زائلة وبتغيير دائم ، بالانتخابات او بالتظاهرات الشعبية او الانقلابات او مثل ما حصل للعراق عام 2003 .
لذلك ، نكرر ما دعونا اليه سابقا بتفعيل الدستور والقوانين النافذة ، وان يكون العراق للعراقيين جميعا وبدون استثناء ، ومحاسبة المقصرين وتقديمهم الى القضاء وفاءا للشهداء والابرياء ، واطلاق سراح السجناء والموقوفين والذين لم تثبت بحقهم أي تهم وتقديم اعتذار رسمي لهم ولعوائلهم ، وإعادة العوائل التي هجرت من بيوتها الى مناطقهم المحررة دون قيد او شرط ، وبناء علاقات دبلوماسية جيدة مع دول الجوار والعالم ، وتفعيل عمل القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية لبناء اقتصاد متين للبلد ، وبناء قوات امنية عراقية مهنية قوية بمختلف اشكالها وصنوفها ، قبل فوات الأوان .
مقالات اخرى للكاتب