ترى لماذا وقف حزب الدعوة بامينهم العام ونوابه في البرلمان وانصاره البعثيين بكل هذا الثقل و القوة الى جانب قضية مدحت المحمود ودافعوا عنها دفاع حياة او موت بينما لم يقفوا بنفس القوة الى جانب السيد محمد باقر الصدر عندما قام صدام باعدامه ؟
قد يقول البعض هذا تجني واتهام وافتراء ولكن تعالوا نرى الواقع كما كان وقتها وكما هو الان .
منذ ان اعلن البعث الحرب على السيد محمد باقر الصدر واحتجزه في بيته لم يعمل حزب الدعوة واعضاءه على فك الحصار باي صورة كانت فلا هم هاجموا الامن الذي كان يراقب بيت السيد ولا فعلوا شيئا سوى انهم كانوا يقولون نحن في مرحلة البناء الفكري العقائدي ولم تحن مرحلة المواجهة وبالتالي تركوا السيد صدر وحده يواجه البعثيين حتى ان اعضاء الحزب في الخارج لم يكن لديهم توجيه حزبي باثارة موضوع السيد الصدر من خلال المظاهرات او مناشدة برلمانات العالم الغربي بالتدخل خصوصا وان الكثير من انصار الدعوة كانوا في اوربا وبريطانيا بالذات .
نعم قد يقول البعض بان هذا تجني وكذب لان وفود البيعة التي ذهبت للسيد الصدر دليل على تحرك الدعوة ولكن البعث ظالم وقاسي فاعتقل الدعاة واعدم السيد الصدر ولكن جوابي هنا ترى هل كانت وفود البيعة خطة سليمة حقا ومدروسة ام انها كانت ارتجالية دون تفكير وتحليل لنتائجها حيث كانت من السذاجة بحيث قدمت الدعاة و انصارها لقمة سائغة لقوات الامن لمعرفة اسمائهم وعناونيهم ومن ثم اعتقالهم بينما لو استغلت تلك المجاميع من اجل ارباك الامن في المحافظات ومن ثم وضع خطة لاخراج السيد الصدر من حجزه الاجباري لكان افضل بكثير اما اكذوبة بان الدعوة عرضت عليه ذلك ورفض هو فهي لن يصدقها احد وحتى ان رفض الصدر ذلك فلانه بمعرفة تامة عن حقيقة موقف الدعوة منه وتركه طيلة تلك السنين لانها مشغولة بالبناء الفكري وبالتالي فهي ليست بوارد المواجهة من البعث من اجل الصدر .
المهم استغلت الدعوة استشهاد الصدر ابشع استغلال من اجل الحصول على الرصيد الجماهيري والاتكاء على شهادته من اجل التقدم على الاخرين دون تبني حقيقي للشهيد واراءه وافكاره وكان استخدامه كشعار هو للعبور ليس الا و الدليل انهم خالفوا كل تعاليمه وتوجيهاته بعد ان وصلوا للسلطة بل انهم لم يستطيعوا تحمل نجله السيد جعفر ففر منهم فزعا لما شاهده من عمل معاكس ومغاير لكل ما نادى به والده الشهيد وبالتالي لم تقف الدعوة اي موقف مدافع عن السيد الصدر بل وصاروا يتهربون حتى من ذكر اسمه الان لان مجرد ذكره يسبب قلقا واحراجا لهم .
بالمقابل نرى هذا الاستنفار الدعوتي اللامعقول و الجنوني بمجرد ان ازيح البعثي مدحت المحمود من منصبه الذي احتله خلافا لكل شيء وصار هدف حزب الدعوة الاسلامية الرئيسي هو ارجاع مدحت المحمود الى منصبه باي ثمن فهاج الامين العام وماج النواب وتهستر الشلاه وشقت الفتلاوي جيبها ولطمت خدها واعلنت القيادتين القومية و القطرية اندماجها في جبهة واحدة مع حزب الدعوة لاعادة مدحت المحمود الى منصبه (ولو كلفهم ذلك حياتهم )
فياترى ماذا يمثل مدحت المحمود لحزب الدعوة الاسلامية وامينها العام ؟؟؟؟؟ ولماذا كل هذا التمسك به؟؟؟؟
قضايا كثيرة ومهمة وتتعلق بحياة ومصير الالاف من الناس تتاخر اشهر وسنين حتى يبت فيها ولكن محكمة التمييز تهرع باسرع من سرعة الصوت لنقض قرار اقالة واجتثاث مدحت المحمود فلماذا ؟
بكل تاكيد ان هذه الهستيريا التي اصابت حزب الدعوة الاسلامية هي دليل على ان مدحت المحمود هو افضل من محمد باقر الصدر لدى هذا الحزب واعضاءه لانهم في موضوع السيد الصدر استغلوا دماءه وتضحيته ابشع استغلال وذلك من اجل مصالحهم الخاصة واستشهد هو بينما في قضية المحمود فانهم وظفوا دم الشهيد الصدر الذي به ومنه انتخبهم الناس ليضعوا كل هذه الثقة وهذه الدم المقدس للشهيد الصدر في خدمة مدحت المحمود البعثي الذي خدم صدام حسين امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي ومن ثم خدم نوري المالكي امين عام حزب الدعوة الاسلامية .
لا يختلف اثنان خصوصا من المطلعين وليس الذين ( كمثل الحمار يحمل اسفارا ) بان مدحت المحمود مشمول بالاجتثاث وقد استثناه رئيس الوزراء نوري المالكي لانه يحتاج الى قاض تحت الطلب يصدر له ما يشاء كيف يشاء ومتى يشاء على ان يتبنى المالكي قيمة العلاج الطبي للامراض المزمنة التي يعاني منها مدحت المحمود بالاضافة طبعا الى امتيازات هذا المنصب ومن قبل ان يخدم صدام ويصوغ له القوانين ويبرر له فانه بكل تاكيد يقبل ان يطوع القانون لصالح نوري المالكي (واللي يتزوج امه يصيحله عمه ) .
اليس مضحكا ومخزيا بان يعمل القضاء بسرعة البرق ويصدر احكامه فورا وبدون تاخير مستندا الى المواد القانونية و الدستورية بل ويستعين حتى بالايات القرانية و الشيطانية عندما يتعلق الامر بمصالح حزب الدعوة وامينها العام مثل اعادة مدحت المحمود او اثبات التهم على الطائفي الهاشمي او العيساوي بينما ينام ويشخر نفس القضاء و القضاة عن عشرات الالاف من القضايا التي تتعلق بارهابيين قتلوا عمدا وباصرار الالاف العراقيين لاسباب طائفية مع وجود الدليل القاطع و الاعترافات و الشهود ؟
واخيرا اليس هذا الهيجان الدعوتي حول قضية البعثي مدحت المحمود وضرورة اعادته الى خدمة المالكي دليل على ان مدحت المحمود اهم لدى حزب الدعوة الاسلامية بنسخته الحاكمة من المرجع و الفيلسوف و المفكر الشهيد محمد باقر الصدر ؟
اعتقد ان التعميم الداخلي الذي اصدره حزب الدعوة بخصوص قضية مدحت المحمود هو ( على كل داعية وبعثي داخل وخارج البرلمان ان يعمل كل ما في وسعه لاعادة مدحت المحمود الى منصبه ولو كلفه ذلك حياته ) .
فياترى هل سيقيم حزب دعوة المالكي مهرجانا تابينيا في ذكرى استشهاد محمد باقر الصدر في شهر نيسان القادم ام انه سيقيم مهرجانا راقصا بمناسبة عودة مدحت المحمود الى منصبه ؟؟ سؤال برسم الاستاذ شلتاغ .
مقالات اخرى للكاتب