الحقوق تأخذ، ولا تعطى شعار جميل، وكبير بمعناه يدل على عدم الخنوع والخضوع منتظرين مكارم السيد الرئيس تنهال على المصفقين، والناعقين.
    أخيرا، ذهب السيد رئيس الوزراء إلى محافظة الانبار، بعد أكثر من سنة تقريبا ليعترف بان اغلب مطالب أهل المحافظة، وساحات الاعتصام(ساحات العز والكرامة) كما يحلو للبعض تسميتها مشروعة!
   منها ما يلبى بشكل آني؛ ومن موازنة عام٢٠١٤ الذي تباكى السيد المالكي عليها، متوسلا بالإخوة البرلمانيين بإقرارها متناسيا بأنه ومجلسه(مجلس الوزراء) إن كان بيدهم الأمر هو السبب الرئيس في تأخير إقرار الموازنة بسبب تأخر تقديمها للبرلمان، ليضعهم أي البرلمانيين في عنق الزجاجة، ليكونوا في مواجهة الناس وتحمل أوزار التأخير، أما المطالب الشرعية الأخرى(طبعا) بنظر دولة الرئيس، الذي أستبصر بها مؤخرا سيتم تلبيتها تباعا.
  خطوة كان لابد لها أن تتحقق قبل أكثر من سنة تقريبا؛ وكانت تحتاج إلى الرضوخ لواقع الحال، ونزولا قليلا من صهوة العناد، والانقياد خلف المستشارين؛ الذي لا يهمهم شئ سوى مصالحهم الشخصية، أو مأرب أخرى والله العالم.
   كان لزاما من دولة الرئيس الاستماع، والانصياع لصوت المرجعيات، والعقلاء من القوم عندما طالبوا في بادئ الأمر إلى تحقيق المطالب المشروعة، وتفويت الفرصة على المأجورين، ودرء الفتنة، وحقن دماء شبابنا.
  لنترك هذا كله ولنبارك لإخوتنا في الانبار لانتزاع حقوقهم المشروعة حسب تصريحات السيد المالكي! وليس تصريحاتي طبعا! الذي أبلى السيد المالكي بلاءً حسنا في تلبية المطالب؛ وكأنه كان مرتبكا بتصريحه وكأنه يظهر لأول مرة على التلفاز، حيث لم يفرق بين مليار دولار، ومليون دولار ليأتي التصريح ب100مليار دولار تعويضا لأهل الرمادي من ميزانية العام الحالي البالغة 140 مليار دولار!
   أي العراق بأجمعه بميزانيته التشغيلية وإقليمه الشمالي المطمأن على حقوقه وغيرها بأربعين مليار.
  أعود للبقرة الحلوب في الجنوب؛ وأقول لهم؛ متى تكون الصحوة؟ لماذا لا تقومون بما قام به إخوتكم بالانبار؟ ننصب الخيام، نطرح المطالب، يموت من يموت (لان حياة العراقي من أكثر الأشياء التي لا تعار لها أهمية بالعراق )! وإلا ماذا نسمي قتل أكثر من 1000 عراقي شهريا بدم بارد ولم يكن هناك ردة فعل واحدة من الحكومة؟.
  لماذا لا يطالب أبناء الجنوب بحقوقهم؟ كيف لا يخرج أبناء البصرة بالمطالبة بمشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية؛ الذي نوقش بالبرلمان، وغيب في غياهب مجرات رئاسة الوزراء؟ لماذا لا يطالب أبناء الجنوب من المصدرين للنفط بمبالغ الخمسة دولار؟  بعد إقراره من البرلمان، لماذا لا يخرج أبناء الجنوب مطالبين بزيادة صلاحيات مجالس المحافظات التي تعود عليهم بالمنفعة، والخير الكثير؟.
  قد يكون خروج أبناء الجنوب له الأثر الكبير على حالهم، قد تطبق اغلب القوانين، وتنتزع الحقوق، وتوفر الدرجات الوظيفية، ونقل الصلاحيات إلى مجالس المحافظات؛ كما نقلت محاكمة العلواني إلى الانبار ليتم إطلاق سراحه، وإقرار اغلب القوانين التي تهم أبناء الجنوب مثل سجناء رفحاء وغيرهم.