الكل يعلم كيف تم بناء الحكومة الحالية وسابقاتها من الحكومات وهذا الامر لم يكن خلف ستار او حجاب وانما كان ضمن دوائر مستديرة ومعلومة والكل يعرف ذلك وضمن مشاورات على المستوى الحكومي .. وكان نوعا من الرضا يعم كافة الاحزاب والتشكيلات وقد ادى ذلك الى اضمحلال الاداء الحكومي وعدم الايفاء بالكثير من الوعود التي قطعتها للشعب بل اتجهت الامور الى منحدر خطير وبانت نتائجه واضحة للعيان وقد تراكمت المواقف والاشكاليات وازدادت الامور سوءا ولم تحرك الحكومات ساكنا بل كانت ترى ولم تفعل شيء ازاء مايحدث وهذا لان التشكيلة الوزارية نصبت على امر لم يعد امرا مقبولا ألا وهو المخاصصة والتكتلات الحزبية وكذلك دخول النزعة الطائفية التي زادت الامور تردياامثر مما نتصور وهذا لم يكن ضعغا من دولة رئيس الوزراء بل من الكابينات الوزارية التي لم تعد بها الكفائة مبدأ لها .. لذلك لم نرى تغير في جميع الاصعدة فتراكمت الصعاب اما من النواحي الامنية والاقتصادية وهذين اهم مفصلين لقيام الدولة .فلو يكن التغير اليوم جادا فربما تحل بعض من المشاكل الصعبة التي ادت بوصلنا الى هذا الامر المخجل ان لم يعاد بناء الحكومة على اساس الكفائة والدراية والتخلي عن المحاصصة المقيتة التي فسحت المجال الى كل من يريد الايقاع بالحكومة في هذا المأزق الصعب وكذلك الابتعاد عن التحزب والتخندق والعدول عن كل ماهو غير واقعي وحقيقي والالتزام بالقوانين والدستور ومراعاة كلمة الشعب والابتعاد عن الأنا لان البلد لا يحتمل اكثر من ذلك .. هذه الاسباب ادت كذلك الى التشظي الشعبي والانحلال وقتل روح المواطنة وبلوغ الشعب حد العجز الفكري لانه لم يتصور انه يصل الى ما وصل اليه اليوم .فالجدية في التغير ليس بالامر السهل لانه ذو فائدة جمة لهذا الشعب ولم تعد الاحزاب اليوم تفكر بهذا اكثر من التفكير بمصالحها وكذلك الكتل فالكل يريد ان ينفع نفسه ولايفكر سيناله الشعب من جراء ذلك
وعدم مراعاة ما التزمت به الحكومات وهذا مما جعل الوضع في حالة يرثى له فهل تكون الدولة حازمة وجدية في هذا التغيير ام انه مجرد حبر على ورق ؟.
مقالات اخرى للكاتب