أتيتك لوعة بالخافقين .. أقدم مهجتي بالراحتين
أقبل نعلك المدماة عطرا .. يفوح شذى بأرض الرافدين
يغمسه النزيف على تراب .. تعثر في الخطى بالوجنتين
لأجساد تهاوى النجم فيها .. دموع الله عند المنحرين
وعدت اليوم في حزن جديد .. لك النهران جرح العاشقين
لتأتمِن الوصية من وصي .. أمينة من دنا للمقدسين
فأنت كما هو التنزيل علما .. يفرق أمة في أمتين
يميْز الخبث متقداً وكي لا .. يضيِّعها الخنا بين إثنتين
وما شعري تهلل دون آل .. لتسبقه دموع المقلتين
وحب الآل يطعِم في كياني .. وشرّبني هوى الريحانتين
فدنيانا لاُخرانا متاع .. فزيديني رؤىً بالعالمَين
أيا بنت النبيِّ ولِصطفاءٍ .. وصفو الطهر خيرُ الوالدين
عقيلة أمةِ الأبرار طراً .. وأنتِ أخيَّة للسيِّدَين
وعمة أوصياءِ الله ديناً.. أضفتيهُم بيان العروتين
إليك العمّ والأخ طيرُ خلدٍ .. بما فقدا الحياة بلا يدين
وميراث العلى من وحي حقّ .. وميزان التقى في ثقل زيْن
لتأتين المدى توحيد صفٍّ .. وزينب بات لاسم المذهبين
وأمتنا تلاقت فيكِ عهداً .. لتحظى المجد وهج النيِّرين
فكم طالت بكمْ شمس إنتصار .. وبعدكُمُ غدتْ خفيْ حُنين
هي الظلماء من عبث تلاقت .. فراعنة الزمان بردّتين
فواحدة وقد نالت حسيناً .. وذي أخرى بعصر الفتنتين
فاِيْهٍ من ذوي القربى فتونا .. كما وصِف القذا إيلام عيْن
وقد عشت إنحراف يدا قريب .. لتقصدنا الخيانة قصّتين
وتلطم بعضُها البعضَ المخازي .. وتلعب شبهة ما بين بيْن
عجبت لقول عقم في يزيد .. فأولاد لمن أفراخ شين
فعاد بك الزمان إلى ذبيح .. تقوم له المذابح مرتين
تقاطر ضد شعبك كلّ نذل .. لُيجلب للمنية كلّ حين
يسائل من لبغداد المعالي .. يمزقها الردى حدّ الردين
سلام زينبٌ ملئ إبتهالي .. صلاة الحب عند الركعتين
أقمت لنا بأرض الشآم روضا .. يناصر كربلا في رايتين
وسيلة ربك المعطاء فيها .. سيقضي رحمة ذنبي وديْني
ضريحك والمزار نزول وحي .. دمشق لها مقامٌ من لجَين
تدلى في روائقه سرور .. يحجِّب سرّ ربٍ جنتين
ليرسم في سما العرب إنتفاضا .. ينوِّر اُفقنا من فرقدين
فقد كُتِب الكتاب بها فحازت .. معاني الهدى بين المشرقين
وأمتك التي رفت جناحا ..غراب البين أنزفَها ببين
فتلك وهذه سنن علمنا .. لها بالوحي أمر الثورتين
علمنا سنة التكوين فيكم .. عراقكِ ذا سيبعث بالحسين
أيا أمّ اليتامى لا سواها .. لتحظى الدهر أمّ المذبحين
تحشد نحوك التاريخ نجوى .. صراخ للثكالى أين أين
ألا يا زينب الأحرار هبي .. شفيعا بين من أخشى وبيني
فانت ونحن للمهدي كنا .. وحتى نلتقي متوحدين