قد يبدو التساؤل الذي يحمله عنوان الموضوع غريبا مواربا ..ولكن فعلا هل حققت المفخخات التي ضربت بغداد اليوم الثلاثاء اهدافها.
من الواضح ان العمليات الارهابية ليست لها اهداف مباشرة ، بل هناك اهداف تكتيكية ،تهدف الى تحقيقها عبر الاساليب المختلفة التي تنتهجها ، سواء اكانت بتفجير المفخخات ، او الاغتيالات المباشرة ، او التهديدات ..الخ.
فقتل الأطفال والعمال المنتظرين على المسطر ونساء ورجال عابرو سبيل وطلبة في مدارسهم لايشكل هدفا استراتيجيا لاسقاط حكومة او السيطرة على حكومة كما يحاول البعض ان يوحي ، لاسيما وان الضحايا جلهم من عامة الناس الذين لا شأن لهم بالسياسة وربما فيهم من لا يسمع الاخبار اصلا ، ومنهم من لم يبلغ الحلم بعد، والانفجارات استهدفت المناطق الفقيرة والمكتظ من بغداد .
اذن ما هي الاهداف ؟ وماذا يرغب بتحقيقه من يقف وراء هذه التفجيرات الدامية؟
ربما كلنا يعرف الاجابة رغم تجاهلنا للكثير من الحقائق ، غير انني وعبر متابعة القنوات العراقية المحسوبة على هذه الجهة او تلك والاطلاع على تصريحات القادة والساسة ومن والاهم ، والاحاديث والتعليقات على الانترنت والفيسبوك ، استطيع القول ان الاهداف التي تريد الجهات التي تقف وراء التفجيرات يمكنها ان تتحقق اذا ما استمرينا بالعمل والتفكير بالطريقة السائد الان واعتبرنا الانقسام والصراع الطائفي والعرقي يقينا لا مفر منه وعلى كل جهة ان تحصل على ما تستطيع الحصول عليه اكثر من غيرها.
فما تهدف التفجيرات تحقيقه هو ما يمكن ان يجري بالمستقبل ، سواء باجراءات حكومية امنية تزيد الهوة بينها وبين المواطن ، او بفسح المجال امام دعاة التقسيم والتجزئة ، او حتى بعودة الاقتتال الطائفي الذي لن ينجو منه غير المخططين له والساعين اليه كونهم بعيدين عن الشارع العراقي ، فلا يصيبهم من شظاياه التي ساعتها سيكون الجسد العراقي هدفا لها – لاسامح الله- .
ويكفي ان نطلع على احدى وسائل الاعلام التابعة الى هذه الجهة او تلك حتى نعرف ما الأهداف التي يمكن تحقيقها نتيجة المفخخات بشكل مباشر او كنتائج عرضية.
ما انا متيقن منه ان المواطن البسيط ، المستهدف بالتفجيرات ، والمستهدف بالاجراءات الامنية، والمستهدف بالتصريحات السياسية ، ليس مستعدا لان يكون اداة للقتل بعد ان ذاق الويلين ، كما انه غير مستعد لان يكون المضحي لكي يستفاد ساسة وتجار ومرابون ودولا خارجية ، ولكن ما اخافه ان يبدأ اللاعبون الكبار ،لاسيما الخارجيون منهم ، اللعب على وتر العواطف لاجل تحقيق الخطوة التالية من التفجيرات وهي الهدف الحقيقي منها الذي يمكن ان يتحقق على اشلاء الضحايا الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى انهم عراقيون …
مقالات اخرى للكاتب