يمكن ان نسمي هذه الايام بمرحلة التصريحات النارية المتكررة من قبل شخصيات عديدة خارجية و داخلية عراقية و اقليمية حول القضايا العراقية الحساسة العامة . داخليا من النواب و المسؤلين المتطرفين و كل له اختصاصه، فمنهم الصياد الذي يصيد في الماء العكر دون ان يعلم بانه جديد على العمل، و منهم له العقدة و لا يريد ان يحن على الشعب الكوردي و مستفيد من تصريحاته شخصيا لجمع الاصوات العرقية، و اسمه على غير المسمى من ناحية الحنان و الحب، و منهم يدلي بتصريحات هو مدني باسم العسكري و لم يخدم في العسكرية يوم و ربما جاء بلقبه من الجعفر العسكري دون ان يعلم و هو كوردي، اضافة الى غير ذلك من النجفيين و النجيفيين الذين لم يزوروا النجف يوما و كما هم الكربلائيين الذي لم يروا مرقد الحسين في حياتهم . و كما نرى من يسمي نفسه عالي و هو واطيء جدا في كلامه و سلوكه، و من اشعث و اشعن ربما و ليس بمشعان و يريد ان يرمي و يشعنٌ الشعر ويرمي الكلام على عواهنه و يحتسبه سياسة . كما راينا من قبل تصرف البعض و اعتبر السلطة ملكه و كانه يملك العراق و ليس بمالكه . هذا داخليا اما خارجيا فان هناك من يتكلم و كانه طيب و ولد في شهر رجب على عكس اسمه و كنيته اضافة الى من ليس بمحمود و لامحبوب و يدعونفسهاحمد و ابن داود كما هو الاخرين ابناء اصل الاصفر . و اما شرقا فان من لا يؤنس و يدلي بتصريحات ربما يريد ان يحقق هدف ما على حساب مواقف و مباديء الناس و يريد ان يعوضهم عن الانس و يسمي نفسه يونسي ويامل ان يوسع الامبراطورية التي يريد اعادة امجادها مساحة و ثقلا على حساب العراق، اضافة الى من لا يعيش بهناء و لا هو بحسن السيرة و يسمي نفسه على عكس حقيقته و يدعي انه حسن و من بنو هاني و يريد الاتحاد بين الدولتين ايران و العراق و يبني افكاره على مجموعة من الادعاءات التي ربما يؤمن بها الكثير منهم خارج حدود العراق و داخله ايضا .
لو تكلمنا بجدية اكثر، اننا نعيش في مرحلة يختلط فيها الحابل بالنابل، و لا يعلم احد بماذا نخرج في اخر النفق، الا ان المخططات جارية على قدم و ساق من قبل اطراف سارت المرحلة من الناحية السياسية لصالحهم و وقعت على حال غير منتظر منهم، فيريدون تحقيق الاحلام العتيقة و ما يضمرون في عمق كيانهم و ما تبنى لديهم و في اخلاقياتهم من التكبر على الاخرين و يعتقدون بانهم مالكو هذه المنطقة حملة و تفصيلا، و الا فهل من المعقول ان تتكلم في هذا العصر الذي يهدف و يتمنى العقلاء الانسانيين ان يخطوا العالم لصالح الانسانية العقلانية، ان تؤمن انت بما كانت عليه المراحل الساحقة من الامبراطوريات و التحديات ،و تنوي و تامل التوسع على حساب الاخر. فهل من الممكن ان تعيد تاريخ دامي مليء بالتعدي و التحدي و الاضرار بالانسان من الماضي السحيق و تعتبره حق لك كمجموعة او عرق خدمته الصدفة و التاريخ في تجسيد نفسه على الارض اكثر من غيره . لازالت المنطقة تعاني من افرازات الحروب الدموية بين الامبراطوريتن الساسانية و العثمانية، و تاتي انت تتكلم عن اعادة الامجاد لعرقك المعتدي على حقوق الاعراق الاخرى و تظلم الناس انسانيا قبل اي شيء اخر، و اليوم تصرح باعادة ما فقدته بالامس من اجل مجموعة على حساب اخرى . اي تخبط هذا يحدث ما لا يتوقعه العقلاء وتتحرك رموز الفوضى في هذه البلدان المتجاورة بهذا الشكل و استغلتها الامبريالية العالمية لتحقيق مرامهم الدنيء .
قول ما تؤمن داخليا يظهر ما لديك وحقيقتك عند لحظة الانفعال، و نرى اليوم بعد المعارك الطائفية التي اندلعت في العراق، بروز شخصيات سواء بدافع منفرد او بتحريض قوى و سلطات و بافكار كامنة في كيانهم عن ما يكنون في صلب تفكيرهم و يطرخونه بعد هذا الانفعال السياسي العسكري العام في العراق، فهناك من يدعي تابعية العراق الى دولته و يريد اعادة التوحيد، و الاخر يدعي حقه على جزء اخر منه، و البقية الباقية من الشعب العراقي ضيوف على ارض المعركة من الكورد و المسيحيين و الاشوريين و الايزيديين و هم اصلا و منذ ايجاد او قبل انبثاق الدولة اصلا هم اصحاب العراق ارضا و كيانا و شعبا قبل غزوات و المغول و الاسلام . هذه بوادر لاعادة رسم المنطقة كما تريدها الجهات العالمية و الاقليمية، وكما يتوقع بعض المتابعين، ربما سيسحق البعض في خضم الانفعالات العملية على الارض، كما نرى في التصريحات النارية الخارجة من الانفعالات النظرية في هذه المرحلة . هنا لا نريد ان نبين الوجه السياسي العام لتلك التصريحات و الهدف من وراءه لانه يحتاج لشرح و تحليل و لكن نقول، هذه التصريحات غير المسبوقة بداية لامور اكبر و اخطر لننتظر ما نصل اليه في نهاية الامر
مقالات اخرى للكاتب