احببناه لكثر سمعنا له ورددناه على السنتنا لكثرة استعماله اذ كانت صلاحيته تمتد الى ما لانهاية وحفظنا كلماته لان حروفه رسمت بأحلى الالوان وأجمل الخطوط وتعودت الشفاه النطق به ، وكنا نعده من الشعارات الخاصة بنا ، وبعد الانفتاح على العالم وتذوقنا فاكهة الحداثة التي لم نعهدها من قبل وكأن العالم اصبح بستانا صغيرة شاهدنا هذا الشعار بكلماته وحروفه المعروفة معلقا بهذه البستان ومنتشرا في جميع الساحات والميادين اخذتنا حالة من الفخر بأننا قد ابتكرنا شيئا للعالم بتصنيعنا لهذا الشعار .

وبعد الثورات التي اندلعت في الدول العربية شاهدنا على محطات الفضائيات الشعار ذاته مع اختلاف بسيط في الكلمة الاخيرة حيث كان مرسوما بذاكرتنا (بالروح بالدم نفديك يا عراق ) اصبح الان (….. يا فلسطين )، وبعدها (…يا تونس)، وتلتها(…. يا مصر )، و(…يا يمن )، و(يا بحرين ) ، و(يا سوريا …..الخ) اخذنا الشك في متاهاته وأوصلنا الى ضفة اليقين بان هذا الشعار من الشعارات القومية وانه قد اقر بمحضر من الجامعة العربية التي تعقد بين فترة وأخرى لغرض الشجب والتنديد ، ولكنها في هذه الدورة كانت اكثر جرأة فأقرت بهذا الشعار ولم نستطع ان نعرف في اي دورة كانت ؟؟؟

ولو اخذنا منه عينة وأدخلناها الى المختبرات الخاصة بالفحص لإجراء اللازم وجدنا انه قديم اذ يعود الى ما يقارب القرن من السنين وقد يزيد منه بشي قليل او ينقص منه بيسير !!!!!!!!

وشان هذا الشعار كبقية الاشياء عندنا يقبل القسمة على اثنين او اكثر وانه يقبل التجزئة لأننا في بلاد تعشق الانشطار والتكاثر بسبب حاضنتنا السليمة لتكون لنا اصوات كثيرة في اللقاءات الدولية وكي لا يستهان بنا اذ اصبحنا قلة قليلة ، فبعد ان كان يطلق على رمز الشيء او قمته بدأ ينحدر ليصل الى فئات او طوائف او حتى اشخاص لا يعرفهم حتى الواقف بقربهم !!!!!

لا احب الغوض في عميق هذا الموضوع .. فقد استشهد ببيت شعر للشاعر العراقي (معروف الرصافي)..

لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن

فالقوم في السر غير القوم في العلن