العراق تايمز: عاد فريق من العلماء الأجانب للتنقيب عن الآثار في مدينة إريدو القديمة التي كانت من أوائل المدن في المنطقة، بحسب علماء الآثار.
وتوافد علماء آثار فرنسيون وإيطاليون على مواقع أثرية تضم بعض أطلال موقع إريدو القديم في بلاد ما بين النهرين، بالتعاون مع أثريين عراقيين في إطار مهمة تنقيب نادرة في جنوب العراق.
وقال أستاذ علم الآثار الفرنسي في جامعة ستراسبورج، فليب كوينت، إن«هناك عدة أسباب لأهمية الموقع، أولاً كانت مأهولة بشكل مستمر على مدى فترة طويلة جداً، في حقبة ما قبل الميلاد».
وأضاف «ما يمكن أن نجده هنا هو مقبرة من الألفية الخامسة، إذ يمكننا ربما العثور على الحمض النووي وتحديد أصول الأشخاص الذين أتوا إلى هنا وعاشوا هنا في العصور القديمة».
وبحسب فريق العلماء فإن تشييد المباني الكبيرة وظهور التسلسلات الهرمية السياسية في المنطقة يجعلها من أماكن مهد الحضارة.
وكانت المدينة مخصصة لآلهة المياه في بلاد ما بين النهرين، إيا أو إنكي، في الأوقات التي كانت فيها جنوب بلاد ما بين النهرين ومواقع أور وإريدو مكاناً للأهوار والممارسات الزراعية الناشئة، مما سمح للمجتمعات المحلية بالازدهار.
واستُكشف موقع أور القريب لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر، ويُعتقد بأنه مسقط رأس النبي إبراهيم، وقد زاره البابا فرنسيس العام الماضي وأقام تجمعاً بين الأديان قرب مدينة أور الشهيرة.
وقال الأثري الفرنسي مارتن ماكنسون «هذه المدينة كانت مهمة أو كانت مركزاً دينياً لأننا نعرف هذه المدينة من الإله إيا أو إنكي، كان إله وقت السومريين على الماء، ماء الشرب والزراعة».
ومنذ تخفيف قيود السفر بسبب جائحة كورونا، وصلت العديد من البعثات الأثرية الأجنبية إلى العراق لدعم مشاريع التنقيب المحلية.
ورغم استمرار التحديات الإدارية والأمنية، قالت عالمة الآثار العراقية وعل نعيم، إن هذه البعثات تسمح للعراقيين بالتعلم وتبادل الخبرات مع علماء الآثار من جميع أنحاء العالم.
أضافت عالمة الآثار في دائرة ذي قار «بالنسبة لعودة البعثات الأجنبية وعملها داخل العراق له عدة أبعاد بالنسبة لنا لاكتشاف المواقع الأثرية غير المعروفة، واكتشاف نقطة جديدة وفتح آفاق أوسع بالنسبة لعلماء يتعلمون الخبرة ويتعلمون تكنولوجيا يدخلوها بعمل الآثار».
ويجذب الموقع الآن عدداً متزايداً، لكن محدوداً من السياح الأجانب والمحليين، الذين ظلوا غائبين لسنوات بسبب الاضطراب السياسي وانعدام الأمن في البلاد.
ورغم كثرة عدد نقاط التفتيش في الرحلة التي تستغرق أربع ساعات تقريباً بين بغداد وأور، وصلت مجموعة من السياح من العراق وبريطانيا إلى الموقع المهجور إلى حد كبير.
وقال السائح البريطاني كريس كاتسيرفياديس «كنت أرغب في القدوم إلى أور منذ سنوات، منذ أن كان عمري نحو 12 عاماً، لأنني مهتم بعلم الفلك وقد بدأ الكثير من علم الفلك هنا، وأنا مهتم أيضاً بالرياضيات وقد بدأت الكثير من الرياضيات هنا».