لقد قرأت ردكم على مقالي المعنون (حكومة كردستان تطلب من ضحايا صدام الإعتذار لجرائمه) ووجدته يبتعد كثيراً عن فحوى الموضوع بل أتخذ من القضايا الدولية المثال الأصلح لمطالبة الكورد بالإعتذار من الحكومة المركزية التي بناها وأسسهالكورد أنفسهم بل كان الشيعة والكورد عصبها الأساسي ، فجميع الأمثلة التي طرحتها ليس لها علاقة بموضوع المقال لا من قريب ولا من بعيد لأنها جميعاً حدثت ما بين دول وليس مكون شعب مع حكومته إلا مثال مطالبة السود في أمريكا فهذا قريب ولكن ليس كمثل المطالبة الكردية لأن السود طلبوا من نفس الحكومة ( لأن النظام ثابت لم يتغير بل الذي يتغير هي الشخصيات من خلال الإنتخابات) ونفس الدستور الذي إضطهدم وعاملهم معاملة سيئة ، فرد حضرتك يكون واقعي إذا كانت كردستان دولة مستقلة وأن كان الجانب الأخلاقي يرفض الطلب ، لأن ليس من المعقول أن يقاتل أو يناضل طرفان نفس الجهة التي تضطهدهم وتظلمهم وعندما يقضون عليها تطلب إحدى الجهات من رفيقتها الإعتذار والتعويض فهذا يخالف الأخلاق والمبادئ الإنسانية ، أما مطالبة الدولة الكويتية بترسيم الحدود والتعويضات والإصرارعليها فهذا شيء وافقت عليه حكومة البعث المجرم بقيادة الطاغية صدام وأقرتها الأمم المتحدة وأما الحكومة الحالية فلا تستطيع إلا أن تنفذ هذه القرارات لكي تخلص نفسها من البند السابع الذي خنق العراق حكومةً وشعباً وقد كان يمثل الجانب العراقي في ألمفاوضات مع الجانب الكويتي وزير الخارجية زيباري ، أما بقية الأمثلة فأنا لا أناقشها لأنها تفند نفسها بنفسها لأنها لا تنطبق على محتوى المقال ، فألجميل من حضرتك أن تقدم لنا أمثلة  تتطابق مع محتوى المقال كمطالبة مكوّن معين بالتعويضات أو الإعتذار من حكومته المركزية وهو كان يشاركها بالنضال والتضحية ويشترك في تكوين هذه الحكومة بل يسيطر على مواقع حساسة في الدولة العراقية وقد حصل على ما كان يصبوا إليه بل أكثر مما كان يتوقع ، أما موقفنا من إضطهاد الكورد فهو موقف مبدئي وثابت ولا يتغير لأننا نرفض إضطهاد أي إنسان على هذه المعمورة وما بالك بأخوة يعيشون معنا في نفس الوطن بل شاطرونا المعاناة والنضال ضد الطغمة الفاسدة التي حكمت العراق ، ولكننا في نفس الوقت نرفض رفضاً قاطعاً الإبتزار والظلم لهذا السبب رفضنا طلب حكومة كردستان الإعتذار من الحكومة المركزية لأنه غير واقعي ويناقض كل المبادئ الإنسانية ، أما بقية الإتهامات والكلمات الوضيعة التي تضمنها ردكم الجميل والتي تأسفت كثيراً عند قرأتها ك(بعضها عن جهل وبعضها تجاهلا منه للمستوى الحضاري .....، فلا يعدو ان يكون اتهاما باطلا وقلة ضمير، فليس من الغريب ان نلاحظ استعلائية بعض الكتاب العرب مرة تلو المرة فهم لا يشعرون بشعور الاقلية رغم انهم كانوا مضطهدين سابقا) لا أرد عليها لأنني أحب أن يكون المقال هادف ولا يمس بشخصية الكاتب بل غايتنا الأساسية تقديم الأراء التي نتبناها لعلها تفيد المجتمع حتى نسهم ببناء عراق ديمقراطي تعددي فدرالي يقدم السعادة لشعبه بجميع طوائفه وقومياته ونضمن مستقبل واعد للأجيال القادمة وأن لا يعيشوا بالتجارب القاسية التي عشناها .

مع خالص كل تحياتي وأمنياتي لحضرتكم