اليوم الموعود 20-3-2013 عرس انتخابي جديد وثورة بنفسجية اخرى ولكن؟
استيقظت اليوم مرعوباً على صوت انفجار هز منزلنا الذي يقع قرب مركز انتخابي لاردد في نفسي قائلاً (ياستار ياحافظ من الصبح ) , رغم ان الامر كان متوقعاً الا اني (بكت هوه كما نقول في العامية) فصوت الانفجار كان مدوياً وارتجاج المنزل كان عنيفاً وشديداً..... قبل هذا الصباح وأعني يوم 19 ليلاًَ كنت اجلس ومجموعة من الاصدقاء وانصب حديثنا حول مرشحي الانتخابات من ابناء المنطقة ومن هو الشخص الاكثر حضوضاً للفوز وأنتقدنا في نفس الوقت بعضهم الاخر من الذين رشحوا في انتخابات سابقة ولم يحصلوا على شيئ يذكر ليعيدوا الكرة مرة اخرى ويحاولون جاهدين الحصول على اصوات لن يحصلوا عليها ابدا لانهم من المختومين بعلامة (x) من ابناء جلدتهم ولن تقوم لهم قائمة ابداً........ واستطردنا في الكلام لنتوقع ماسيحدث في يوم الانتخاب من انفجارات لمنع الناس من الذهاب الى صناديق الاقتراع والادلاء باصواتهم وان هذه الانفجارات ستكون اغلبها صوتية لاتحدث اضرار تذكر غايتها بث الخوف والقلق في نفوس الناخبين، وقد شد انتباهنا الانتشار الكثيف للقوات الامنية ودورياتها المستمرة في محيط المراكز الانتخابية حتى ان الشباب عزفوا عن الالتقاء كعادتهم اليومية في رأس كل (دربونة) لان الوضع كان يعتريه نوع من التوتر والارتباك ناهيك عن قيام القوات الامنية بتبليغ الناس الابتعاد عن التجمعات وقامت باغلاق المقاهي تحسباً لاي انفجارات قد تطالها خاصة بعد الانفجار الذي حصد ارواح مجموعة من الشباب في مقهى دبي في منطقة العامرية.... وما اثار استغرابنا في صباح يومنا هذا ان الانفجارات قد حدثت وكانت بمجملها صوتية ولم تحدث اضرار سوى التسبب في سقوط بعض اوراق الاشجار ولم تخدش حتى الحائط الذي وضعت بالقرب منه بالرغم من صوتها المرعب المرعد..... فمن وضع هذه العبوات وماهي الغاية ؟ اترك تقدير ذالك لكم,
أما مايخص موضوعة الانتخابات تحديداً وقدرتها على احداث نوع من التغيير او افرازها حكومات محلية جديدة ( نيو لوك ) فهذا امر مستبعد وهي احلام تلامس الخيال ، صحيح ان الكثير من الوجوه الجديدة زج بها وصحيح ايضاً ان العنصر الشاب والدماء الجديدة توفرت بكثرة في مرشحي الكتل الا ان هذه الكتل السياسية التي رشحتهم هي عينها التي سارت بالعراق الى المجهول منذ العام 2003 الى يومنا هذا والتي يحلو لي تسميتها (قروش العملية السياسية ) لان كلمة قروش مفردها قرش والقرش هو عملة عراقية عثمانية كانت متداولة في نطاق الامبراطورية العثمانية انذاك بالتالي ربطت هذه الكتل السياسية بغايتها الدائمة المادة والفلوس، ايضاً قرش هو اسم سمكة القرش المتوحشة الدموية التي جل غايتها افتراس الاسماك لتشبع بطنها الجائعة دائماً وبالتاكيد فان الاسماك هنا هو الشعب الكادح المسكين... وقروش السياسة هذه سوف تبقى متمسكة بما اكتسبته في السنوات السابقة ولن يكون للوجوه الجديدة دوراً يذكر في ضل هيمنة احزابها وبالتالي ستكون مجرد ادوات ودمى تتحرك من قبل قادة الكتل التي تمتلك الموارد والاموال وتسيطر على اعضائها بخيوط فولاذية تحدد مسارها وبنفس الوقت فاننا لم نلتمس او نستشعر بروز قوى وطنية علمانية تنأي بنفسها عن الدين والطائفة والقومية لتشكل تيار وطني ينتمي الى الوطن اولاً وان وجدت هكذا تيارات فسيكون صوتها ضعيفاً وقدرتها المادية متدنية لتنافس نظرائها في سوق السياسة الذي يحتكر من البعض يوما بعد يوم, قد ترون انني تشاؤميا" بعض الشئ الا نها حقيقة مايحدث على ارض واقعنا التعيس وما ستنتجه انتخابات اليوم سوف لن يخرج عن حدود مقولة (نفس الطاس ونفس الحمام)....
مقالات اخرى للكاتب