يبدو أن الحكومة عجزت عن معالجة الوضع الأمني في العراق,ولم تتمكن من أن تجعل المواطن يشعر بأمان حقيقي يطمئن له بحيث يذهب الى السوق بثقة ويسير في الشارع هاديء البال وينام في بيته بلا قلق ولايشغله أنتظار أحد افراد أسرته في ذهابة لوظيفته ولعمله.. فبالرغم من عودة العافية للمؤسسات العسكرية والأمنية وتزايد عدد منتسبيها وأفرادها وتطور مهنيتهم وحرفيتهم وتطورالمعدات وألأجهزة..فان واقع الحال وماتفزه معطيات الواقع بما تشهده الحياة اليومية في العراق من أنفجارات وأغتيالات وعمليات خطف وعلى مدى السنين العشر المنقضية.يجعلنا أن نقول بعجز الحكومة كونها ولي أمر الناس والشعب, وهو ليس من باب الشماتة ولاالتشاؤم ولا النيل من هيبتها كسلطة وطنية. فلماذا يستمر تدهور الوضع الأمني؟ أعتقد أن ماسوف اذكره من جملة النقاط التي اعتبرها أسبابا هي معروفة لدى الحكومة والدولة وحتى بعض ألمواطنين,لكننا نذكرها هنا كي نضع وحسب وجهة نظرنا الشخصية بعض المقترحات والحلول. ألأسباب 1 – فيما يخص المؤسسة الأمنية (جيش وشرطة ومؤسسات أخرى) فأن معظم منتسبيها رغم تمتعهم بمهنية عالية وعلمية وحرفنة فأنهم يفتقرون الى الروحية الوطنية والشعور بأداء الواجب شعور أنتمائي . 2 – فقدان هيبة الضبط الصارم بسبب اهتزاز القيم العسكرية ورفع الحدود بين الضابط والجندي التي استنبتت في معظم نفسيات العراقيين بعد حل الجيش وأنهيار الشرف العسكري بعدما أهين كبار الضباط وموت قدراتهم وكفاءاتهم تحت ذرائع ومسميات منها أن الضابط الفلاني كان من اتباع النظام السابق أو كان بعثيا؟! 3 - يتحمل المواطن جزءا من المسؤولية..لكنه وبسبب تشوه الحكومة لنفسها بسبب انفلات الأمن وفشلها في السيطرة على أمور كثيرة,جعل المواطن يرضى بالفوضى ملقيا بكل شيء على الحكومة ووزارتها الأمنية.وبذلك فقد الكثير من المواطنين الشعور بوطنيتهم مكتفين بتأمين متطلباتهم العائلية الخاصة ولاشأن لهم بمتطلبات المجتمع والوطن. 4 – الفساد الأداري والمادي الذي تجذر في نفوس عدد كبير من منتسبي وزارة الدفاع والداخلية نتيجة رواتبهم الكبيرة وممارسات البذخ والشهوات والرغبات الشخصية.فضلا عن انتشار ظاهرة الرشوة والمحسوبية وهدر المال العام. 5 – أستخفاف بعض كبار السياسيين والحزبيين وكوادرهم ومؤيديهم وأتباعهم بالمؤسسات العسكرية والأمنية والتباهي بالمناصب والأستناد على نفوذ أحزابهم لاسيما الكبيرة منها. 6 – طغيان الحس الفئوي والأسري والطائفي والعشاري لأغلب المنتسبين على الحس الوطني للبلد الواحد. 7 – فقدان المركزية في اتخاذ القرارات وتنفيذها وتطبيقها.حيث يفسر كل واحد وفق رغبته ورأيه.وذلك يأتي بسبب فقدان هيبة القانون وعدم أحترامه . 8 – ضعف الثقافة الأمنية وفتور وعي المواطن وأهماله في متابعة القضايا الأمنية معتبرا أن ذلك ليس من عمله وواجبه. 9 – أستنبات روحية الأنتقام والثأر عند بعض الدوائر الأمنية ومؤسسات الشرطة والأستخبارات اثناء تنفيذ الواجبات ضد المواطنين,فضلا عن سيادة الشعور بالزهو والتباهي والمغامرة على حساب حقيقة وشرف الواجب ومتطلباته الأنسانية. ذلك ما نراه من أسباب ربما تكون هي التي تقف وراء تدهور الوضع الأمني,وتؤدي الى عدم أستقرار البلد وأستنزاف قدراته وثرواته أرضا وشعبا.فما هي الحلول المقترحة؟ 1 – ان الوطنية وحب الوطن لاتصنع صناعة انما تأتي من النطفة أو تأتي بالتربية والتشئة الصحيحة. ويأتي هنا دورالمؤسسات التربوية والدينية والأعلامية في بذر روحية حب الوطن والدفاع عنه والتي ترافق الأنسان منذ ولادته..رحم الله اتحاد الشباب والطلائع والفتوة. 2 – أعادة الهيبة للرتبة العسكرية واعادة العمل بالضبط العسكري وأعادة مجد الضابط والعراقي الذي قالت فيه بريطانيا ((أذا اردت ان تكون ملكا فكن ضابطا في الجيش العراقي). 3 – أن يحترم المواطن في نقاط التفتيش وعند الزيارات في السجون والمعتقلات.وتربية أفراد الجيش والشرطة وغيرها على التربية الأجتماعية والاخلاقية الصحيحة.وألأبتعاد عن أستفزاز الناس وأهانتهم وأبتزازهم وعدم أحترام ممتلكاتهم المادية والمعنوية..فكثيرا من منتسبي المؤسسات الامنية هم السبب في تمرد المواطن ودفعه نحو أرتكاب الخطأ حتى قد يؤدي ذلك الى صناعة عدو وخصم للنظام والقانون. 4 – وضع حد لتصرفات بعض الحزبيين والسياسيين وأستهتارهم بالأنظمة والقوانين.في الوقت الذي يجب ان يكون فيه اولئك قدوة للشعب والناس. 5 – ان يكف بعض رجال الدين (المتدينين) عن القاء الخطب المبطنة الأستفزازية التي تثير في نفوس المواطنين مشاعر الحقد والكراهية وتوقظ الفتنة.وأن يكتفي الخطباء بالخطب التربوية التوجيهية التي من شأنها توحيد كل العراقيين تحت خيمة الوطن الواحد. ومع كل ذلك فأن أمن كل بلد لايستتب مالم يتعاون الشعب مع الحكومة والدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية.وأن يتجرد كل منا عن انتماءاته الضيقة التي هي سبب البلاء والفتن.وأن لاننجرف خلف الحماسة الطائشة والتهور الأعمى لبعض رجال الدين والسياسيين الذين هم أيضا من اخطر أسباب تدهور البلاد.وأن يؤدي المثقفون دورهم التوعوي والتوجيهي والأرشادي والأعلامي,من خلال بث النتاجات التي تحترم الأنسان والأنسانية.وأن يأخذ المعلم والمدرس والأستاذ واجبه الوطني من خلال تجنب كل دعوة مغلفة بالطائفية والفتنة.
مقالات اخرى للكاتب