قبل أكثر من سنتين تقريبا التقيت بأحد الإخوة النجفيين الطيبين وكنت أقوم وقتها بمهمة عمل رسمي في المدينة المقدسة وبعد نهاية المهمة جلسنا انا ومضيفي لتناول الشاي والحديث عن النجف وأهلها ومرجعيتها المباركة وقدسيتها العلوية الشريفة ولم أتذكر بالضبط كيف ان الحديث وصل إلى عدنان ألزرفي لأنه لم يكن وقتها محافظا للنجف. وقد تحدث صاحبي عن ألزرفي بشي من الألم والحسرة والغضب في نفس الوقت وكنت مستغربا بعض الشي عن موقف صاحبي الذي يعتبر عندي من الثقات ولا يميل مع هوى نفسه في تقييم الاخرين .وكان أول ما وصف به ألزرفي هو عميل وقاتل فطلبت منه توضيح الأمر بشيء من التفصيل لان المرء يكون قاتلا اشرف من ان يكون عميلا اما وان الرجل جمع الرزيتين فانا لله وإنا إليه راجعون. قال لي صاحبي وهو ممن عايش ألزرفي في رفحاء ان الأخير قام مع مجموعة من القتلة باستجواب احد المواطنين العراقيين الذين هربوا من بطش الطاغية صدام مع زوجته وأطفاله أيام الانتفاضة الشعبانية المباركة في احدى خيم المعسكر بتهمة الارتباط باستخبارات الجهاز البعثي. ولما لم يستجب الضحية لابتزاز وتهديد الزرفي وزمرته الباغية تناوبوا على ضربه حتى فارق الحياة بين ايديهم ولغرض اخفاء الجريمة قامو بجريمة أخرى يندى لها جبين كل غيور وشريف حيث قاموا بتقطيع الجثة الى اوصال وقطع صغيرة ووضعوها في اكياس ورموها في مكب النفايات ولم يعود الرجل الى زوجته وأطفاله وبقيت تنتظر حتى يومنا هذا لان الزرفي قرر ان يكون الحاكم والجلاد .. ولما لم تجد الزوجة اثر لزوجها اتصلت بشقيقه في احدى دول المهجر وكان شاطرا وذكيا وعند وصوله الى رفحاء تتبع خيوط الجريمة الى ان القي القبض على المجرمين يتقدمهم ألزرفي فأودعوا في احد سجون المملكة العربية السعودية وبعد سنتين اطلق سراح ألزرفي وغادر الى أمريكا ليعود بعدها مكللا بغار الشرف والزهو والجهاد ضد الطاغية صدام في شوارع أمريكا وحاناتها مفتخرا بعمالته الى ربيبته دون خجل او حياء. ولان العراق بلد العجائب والغرائب والفوضى والحواسم هذه السنوات فليس غريبا ان نجد الزرفي مسؤلا لتجمع سياسيا يدعي فيه الوفاء الى مدينته لكن المصيبة الكبرى ان يكون محافظا للنجف الاشرف بكل قدسيتها وارثها يتحول بين ليلة وضحاها من قاتل للأبرياء الى مدافع عن البعثية المجرمين متخذا من بائعات الهوى والرذيلة هو وشقيقه شرفا ضائعا يبحثون عنه للنيل من المجاهدين والرموز الدينية والوطنية. وليس الخلل في الزرفي وأمثاله بل الخلل في الذين جاءوا بالزرفي ووضعوه على رأس الإدارة المدنية في النجف الاشرف فلا أعمار ولا خدمات ولا بناء ولا امن ولا ازدهار وان كان من شيء يرى الزرفي ان يفتخر به فهو ان محافظة النجف الاشرف حصلت على المرتبة الأولى في الفساد المالي والإداري وتعذيب الأبرياء وربما يكون فشل مشروع النجف عاصمة الثقافة العربية هو الاسوء بتاريخ هذا الرجل لان فشل هذا المشروع كان القصد منه تغييب النجف الاشرف عن الواجهة الاسلامية والعربية وقد نجح الزرفي في فشله.
مقالات اخرى للكاتب