يبدو أن قدرة الاستنتاجات والتقديرات الاحصائيه لدى حكومة المالكي والتابعون لها من موظفي مفوضيه الانتخابات"المستقله" قد فاقت في تطورها جميع دول العالم ومؤسساتها البحثيه ودليل ذلك هو الاعلان عن نسبة المشاركين في الانتخابات البالغه "ثلاثة وستون في المئه" بعد مرور أقل من 24 ساعه على انتهاء الانتخابات. ألاسئله التي راودت الالاف وربما الملايين من العراقيين والتي دوخت المراكز البحثيه الدوليه هي: كيف تم إحتساب هذه النسبه ومدى دقتها؟ ولماذا المبالغة الواضحة في الاعلان عنها والاصرار عليها؟
في محاولة مني لفهم هذه الارقام المبهره قمت بمراجعة الاحصائيات الديوغرافيه المنشوره دوليا عن العراق من قبل مؤسسات رصينه كالبنك الدولي والامم المتحده وموسوعة ويكيبيديا وسوف الخص في أدناه ما استخلصته من هذه الاحصاءات.
العدد المتفق عليه لنفوس العراق هو 35 مليون نسمه منهم مالايقل عن 44% دون سن الثامنه عشر فلا يحق لهم الانتخاب وبهذا يصبح العدد الكلي لمن يحق لهم الانتخاب بحدود 20 مليون عراقي.
إذا استثنيا إقليم كردستان الذي يبلغ عدد نفوسه بحدود الاربعة ملايين نسمه والذين لم يتم إدراجهم في نسبه الحكومه العجيبه والثلاثة ملايين عراقي المقيمين خارج العراق والذين لم تتجاوز نسبة تصويتهم 13% بسبب القيود المصطنعه عليهم إضافة الى أكثر من مليون مواطن من الانبار يرزحون تحت القصف العشوائي ناهيك عن أكثر من مليون نازح يعيش في الشتات الداخلي والخارجي فإن اعدد الكلي للذين يحق لهم الانتخاب المقصودين بنسبه الثلاثه والستون في المئه هم 11مليون عراقي.
دعونا نفترض أن جميع الاحد عشر مليونا هبو هبة رجل واحد ولم يكن فيهم أي مريض أو مقعد أو مسن أو يائس من الوضع المأساوي أو غير ابه بما يدور أم خائف على سلامته وسلامه عائلته وما الى ذلك أقول لنننسى كل ذلك ونحسب نسبه الاحد عشر مليونا الى العشرين مليونا مؤزره بنسبه 50 تصويت 50% في الاقليم و 13% في الخارج وصفرا في حالات الفلوجه والنازحين فإن النسبه الكليه سوف تكون أقل من 60% وهكذا تتبين الاكذوبه التي لها مقاصد لاحقه.
أن أكذوبة الحكومة الكبرى في الاعلان عن نسبة عالية جدا تفوق مايحصل في دول العالم ذات الديموقراطية العريقه والغير مدعمه بالارقام الصحيحه هي تمهيدا لاكاذيب كارثيه على العراق حيث سيتم تزوير الاصوات التي لم تشارك في الانتخابات أو التي تم شرائها وتجييرها لصالح حكومة المالكي دون الحاجه الى مشاركتها في التصويت.
أنني أدعو كافة الكتل السياسيه أن تحذو حذو الدكتور أياد علاوي, رئيس إئتلاف الوطنيه في التطرق الى هذا الموضوع وتعريته وإيضاح خلفياته.