لم يكن احد يتوقع عودة الرئيس جلال الطالباني ، الذي غادر مستشفى مدينة الطب في بغداد يوم " 20 كانون الأول 2012"، متوجهاً إلى ألمانيا لتلقي العلاج بعد أن تدهورت صحته ودخوله في حالة غيبوبة ، الى أرض الوطن معافى في هذا الوقت الحرج بالذات وبدون سابق انذار
وبالتالي فأن عودته التي هي بالطبع مرحب بها هل ستحل العقد أم تزيد الطين بله لان الجميع يعرف ان المشهد السياسي العراقي اتسم بدرجة عالية من الاحتدام، في ظل مضي ائتلاف دولة القانون بالاصرار على ترشيح المالكي للولاية الثالثة الأمر الذي قابله رفضا من أغلب الكتل السياسية
فضلا عن مايشهده العراق من تدهور أمني أفقده عددا من المدن المهمة ومنها الموصل التي سقطت فريسة بين ليلة وضحاها بيد الدواعش
ناهيك عن الاغراءات التي خلفها منصب رئيس الجمهورية المسيل للعاب ، والذي أضحى أول هذه العقد من حيث التنافس بالرغم من ان الجميع يعلم انه من حصة الاكراد الذين هم أيضا باتوا أول المتسابقين عليه فقد تضاربت الانباء حول الاسماء المرشحة من قبل الاكراد وبخاصة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني لشغل هذا المنصب حيث تم استبعاد "برهم صالح ونجم الدين كريم" من التنافس على المنصب، و طرح اسمي القياديين في الاتحاد "فؤاد معصوم وعدنان المفتي" للتنافس وماأدراك ماستخفي الايام القادمة
رافقه اعلان مهدي الحافظ عن ترشيح نفسه لشغل هذا المنصب تحت ذريعة المحافظة على النبض العربي ووحدة العراق والذي اكد في تصريحاته أن "وجود شخص عربي على رأس الدولة العراقية أمر مهم لمستقبل البلاد"، مشدداً على ضرورة أن "يشق العراق طريقه بروح ديمقراطية وان يتمتع الكرد بكامل حقوقهم لكن لا ان يكون ثمن ذلك بقاء وضع العراق مهزوزاً ومعرضاً للمخاطر مشيرا الى "وجود تفاهمات مع بعض الكتل السياسية بشأن ذلك " وبناءا على تلك المعطيات غير المتوقعة في هذا الوقت بالذات فأن الازمات حتما ستفتح ذراعيها من جديد وتجعل الباب مفتوحا على مصراعيه للعديد من الاحتمالات
ولكن لعل عودة الطالباني في ظل هذه الظروف الحرجة ستحل تلك الصراعات وبخاصة انه يحظى بمقبولية بين أغلب رؤساء الكتل السياسية وبالتالي فأنها ستفكك كافة العقد وبخاصة منصب رئيس الوزراء الذي مازال حجر العثرة ليس كمنصب بذاته بل بالشخصية التي ستشغله فضلا عن تعزيز دوره كرئيس للدورة الثالثة على التوالي وبالتالي ينهي الجدل بين اعضاء حزبه نفسه وبين من يطمعون بكرسي الرئاسة من الكتل الاخرى
أم العكس انها ستضع العقدة في المنشار و تفتح النار في جميع الاتجاهات ، اذن ماعلينا سوى انتظار عما سيقوله الرئيس العائد بعد طول غياب !!!