Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الوطنية الخيار الاخير لإنقاذ البلاد
الثلاثاء, آب 20, 2013
عبد الهادي الزيدي

 

 

قال امير المؤمنين (عليه السلام): (تعمر البلدان بحب الاوطان)

      اتخذ النظام البعثي البائد مخططا تدميريا في تعامله مع المجتمع العراقي يروم به تغيير ثقافة المجتمع العراقي وقيمه الاخلاقية التي يؤمن بها، وتغيير ولاءاته وانتماءاته التي طالما كانت خالصة لقيادته الدينية بالدرجة الاولى، و لقياداته العشائرية بالدرجة الثانية، وقد نجح بدرجة ما في تحول البعض في الولاء لسلطة البعث. الا ان هذا المخطط لم ينفع مع فئة كبيرة من الشعب العراقي الذي ظل محافظا على ولائه وان كان لم يعلنه بشكل واضح وصريح؛ للقسوة والطغيان الذي كان يمارسه بحق الشعب العراقي. من ابرز المنعطفات التي مر بها المجتمع العراقي واظهر به ولائه بامتياز لقياداته الدينية والعشائرية في التاريخ الحديث هي القيام بثورة العشرين حيث اظهرت العشائر طاعتها لقيادتها الدينية ووقوف ابناؤها ببسالة ملبين نداء النصرة للدين والوطن عندما شعروا بخطر الاحتلال البريطاني على العراق ارضا وشعبا. وليس بعيدة عنا الانتفاضة الشعبانية في 1991 م في وسط وجنوب العراق، على الرغم من سطوة وجبروت النظام الحاكم في بغداد وقتئذ، حيث كانت تمثل حالة الرفض الشعبي لهذا النظام الجائر. وهذه الانتفاضة اجبرت النظام الحاكم ان يعيد حساباته بعد كل ما كان يخطط له من قتل للمواطنة وولاء عقائدي لأهل البيت (ع) والمرجعية الدينية، وجعل الولاء المطلق للقائد الضرورة. فبدأ يعمل على طريقة جديدة مغايرة للسابق فاعلن عن حملة ايمانية مزعومة من جهة، ومن جهة اخرى عمد إلى الاهتمام بالبراعم والاشبال محاولا افساد عقولهم بأفكار فاسدة يضمن بها ولائهم له لا غير. الا ان القيادة الدينية في العراق كانت ملتفتة لكل هذه الاساليب التي كان يعمل عليها النظام السابق منذ بدايته ولم تقف مكتوفة الايدي، فلاحظ التفاف الشباب وخصوصا الجامعي حول الشهيد الصدر الاول حيث كشف نواياهم منذ البدء مما اضطر النظام الحاكم ان يقتله كحل اخير بعد ان كانت هناك اكثر من محاولة لاستمالته، بعدها رأينا كيف التف المجتمع وخصوصا الشباب حول السيد الشهيد الصدر الثاني حيث انه كشف وهدد كل المخططات التي كانت معدة لإبادة الشعب العراقي فكريا، وايضا كان مصيره الشهادة. بعده اكمل المسيرة في مقارعة هذا النظام المرجع اليعقوبي واهتم بالمجتمع عموما و بشريحة الشباب والطلبة خصوصا وربطهم بقيادتهم الدينية، وما الدورات السريعة في العطلة الصيفية الا دليل وشاهد على تلك المواقف، في مقابل انواع التشكيلات التي ابتدعها النظام لغسل ادمغة الشباب وملاها بأفكار سلبية.

من اهم الطرق التي مارسها النظام البائد هي قتل المواطنة في داخل الانسان العراقي وبأساليب عدة، منها:

ـــــ التمييز العنصري والطائفي ومنع الفرد العراقي من تملك شبرا واحدا في بغداد اذا لم يكن من سكنة بغداد قبل سنة 57 في حين كان الاشقاء العرب يتمتعون بكل امتيازات المواطنة الكريمة. فاصبح العراقي غريبا في بغداد ومن المفروض انها عاصمة لبلده . فلو احترقت بالنار هذه العاصمة فانه اذا كان بمقدوره فانه يزيدها زيتا.

ــــ حكر الدخول في بعض الوظائف او اكمال الدراسات العليا على فئة دون فئة .

ــــ تهجير اعداد كبيرة من ابناء البلد إلى الخارج لأسباب عدة، تارة سياسية واخرى اقتصادية واخرى اجتماعية. مما ساعد وبشكل كبير على اضعاف الانتماء للبلد الاصل اذا لم نقل بانه قطع أي صلة تربطه بارضه الام واصبح ولائه لتلك البلاد الاجنبية.

ــــ وصل الحال بالمجتمع العراقي يتلذذ في تخريب أي شيء تابع للدولة، والوطنية اصبحت لا تهمة لان الوطنية تعني الولاء للسلطة الحاكمة، وما حصل من نهب وسلب خصوصا في العاصمة ما هو الا تعبير عن ذلك الكبت.

      بعد سقوط النظام الصدامي في العراق ووفدت الاحزاب بكل توجهاتها والتشكيلات التي كانت خارج العراق حاملين معهم وهمٌ كبير وهو ان الساحة السياسية والاجتماعية والدينية جميعها لهم، ولا يوجد في هذا البلد من يفهم في السياسة غيرهم، وان الشعب الذي بقي داخل العراق كله لا يصلح لتمثيل العراق او ادارة العراق الجديد؛ لانهم اما من اعوان النظام البائد، او لا يفقهون شيء من السياسة. ركزت هذه الاحزاب في بادئ الامر على النظام السابق وازلامه وما الحقوه من ضرر على تلك الاحزاب والتوجهات من تهجير وتقتيل وغيرها. وقد استطاعوا بها ان يحصلوا على ثقة الشعب العراقي. بعدها رأينا ان هذه الاحزاب نفسها تستعين ببعضهم بحجة انهم يمتلكون الخبرات الميدانية كبعض الوزراء والقادة العسكريين. بل ان بعضها تخلى عن معظم مبادئه ومتبنياته وانقلب من اسلامي إلى علماني وتخلى عن كثير من شخصياته وجاء بمن كان يعتقد انه مريض غير قادر على الحكم.  بعد انتهاء مفعول هذه الورقة واحتراقها لجأوا إلى الطائفية والعزف على هذا الوتر الحساس في نسيج الشعب العراقي وكلما تقترب الانتخابات سواء كان على مستوى مجلس النواب او المحافظات ترتفع وتيرة الطائفية وان الشيعة قادمون لسحق السنة والسنة قادمون لذبح الشيعة ، بالنتيجة فان المجتمع يصطف بشكل منظم خلف مثيري هذه الادعاءات ويوصلونهم إلى الاهداف التي سعوا اليها. وما ان تنتهي العملية الانتخابية حتى تخف وطئة التصعيد الاعلامي الطائفي.

فالذي ادعى الاسلام او المذهب (الا القليل) ووصل إلى الحكم تحت هذا العنوان بعيد جدا عن روح الاسلام والمذهب وتعاليمه، فقد كشفت حقائق كثير من كان حريص  دوما على شكل لحيته لجعلها هوية تبيح له نهب اموال العالم. وها هي تتساقط شخصية تلو الاخرى ولم يشفع لهم تاريخهم النضالي والجهادي. فالانتماء إلى الاسلام او إلى المذهب او إلى توجه اسلامي ما سهل يسير ما على الشخص الا ان يطلق لحيته ويقصر ثوبه او يلبس خاتما ومسبحة طويلة و يتمتم بشفتيه دوما امام الناس، بذلك ينتمي وبجدارة! اما حقيقته او كفاءته فإنها غير ملحوظة.

اما الاتجاه الاخر واعني به العلماني فانه لا يقل نهبا وفسادا عن غيره، فان نجم الشخص يسطع كلما اظهر فسادا اكثر او كلما انتقص من الاديان واستهزأ بالمعتقدات او كلما كان ترنحه اشد من الاخرين، فاذا كان بهذا الشكل فانه يكون من الشخصيات المبرزة والمسلط عليه الاضواء اكثر. بعدها فلينهب وليسرق وليفعل ما يشاء فانه محصن.

وان كان الجميع تقريبا يدعي الوطنية والولاء للوطن الا ان الحقيقة غير ذلك تماما، فالولاء اما للنفس الامارة بالسوء او للشرق او للغرب. وضاع هذا الوطن واهله الشرفاء بين تلك الولاءات والاهواء .

     فهل ان الاختيار على وفق هذه الاساليب سيرشح لنا الاشخاص الكفوئين القادرين على ادارة البلاد؟ هل ان الاختيار على وفق ادعاءات الانتماء للمذهب والطائفة يجدي نفعا ويحرك عجلة التقدم إلى الامام؟ هل بهذه العقلية يبقى العراق بلدا متماسكا موحدا ويأخذ دوره الريادي بين الامم؟

     اعتقد ان المجتمع بدأ يشخص ويمقت كل محاولات تجهيله وتسطيح افكاره، فلم ينفعه المتباكون على شهداء الحركة الاسلامية والمقابر الجماعية الذي جعلوا من دمائهم الزكية جسرا للوصول إلى غاياتهم وارضاء لغرائزهم. ولم ينفعه ايضا من يستخدم التخندق بخندق الطائفية وهو يتفق مع من يحذر الناس ويرعبهم منهم لتمشية مصالحه الشخصية. لم يبقى امام الاحزاب والتوجهات السياسية والمجتمع الا طريق واحد هو اختيار الاشخاص الذين لا يقدمون على وطنهم شيء غيره، لا مصلحة بلد اخر يعتقد انه عمقه المذهبي او السياسي، ولا يقدمون مصالح الفئة او المذهب الذين ينتمون اليه على الفئات او المذاهب الاخرى، كما انهم يتفانون في خدمة بلدهم واعماره لانهم يفتخرون بهذا البلد ويسعون إلى جعله افضل البلدان شعبا وارضا. وبغض النظر عن من يدعي الانتماء إلى الاسلام ويحاول ان يجعل نفسه ظل الله في الارض، كما ان من يدعي الانفتاح والحرية والتحرر من القيود والضوابط الاخلاقية والاجتماعية لا ينفع المجتمع؛ لأنه يحاول الهاء المجتمع بتوافه الامور ويدخله في صراع مع المكونات الاخرى ليبقى يعيث في الارض فسادا ويملئ جيبه وشهوته، ولا وجود لبنى تحتية ولا فوقية ولا تطور علمي لان المجتمع سيكون مشغولا في الصراعات ولا نجني منها الا المشاكل والويلات.

لذا فاني افهم قول المرجع الديني الشيخ اليعقوبي الذي وجهه إلى الاشقاء في مصر ان يختاروا الشخصيات الوطنية فان هذا التوجيه يشمل الشعب العراقي ايضا.

      ادعوا جميع الاخوة المثقفين والواعين والنخب ان تساهم في حملة لترسيخ روح المواطنة لدى الفرد العراقي. والضغط على السياسي العراقي ليتحرر من سطوة من لا يريد لهذا الشعب الخير وانما هدفه الرئيس مصالحه ليس الا وان كان الثمن دماء العراقيين جميعا. والضغط على رجل الدين العراقي ان يتخلى عن الافكار الهدامة التي قتلت الشعب العراقي وان يحترم تاريخ هذا البلد والارض ويفهمه بالشكل الصحيح . قال امير المؤمنين (ع) ( حب الوطن من الايمان) وقال ايضا (ع) : (عمرت البلدان بحب الأوطان).

والحمد لله اولا واخرا

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48976
Total : 101