و.أ.أ: بعد موسم أخير ظهرت فيه إشارات واضحة على الإرهاق البدني والذهني للفريق بعد أن فاز بكل شيء، يعود برشلونة الجديد لينطلق من نقطة الصفر بقيادة المدير الفني لويس إنريكي، وهدفه الوحيد يتمثل في إعادة إحياء حقبة بيب جوارديولا الذهبية.
فقد عاش برشلونة بعد حقبة جوارديولا التي انتهت قبل ثلاثة مواسم، فترات غير مستقرة سواء بسبب أزمة تغيير إدارة النادي أو المدربين، ويرغب النادي، بعدما جدد دماء الفريق بصفقات مميزة، في العودة مرة أخرى لتحقيق النجاحات، بعد أن حُرم الموسم الماضي من الفوز بأي من البطولات الكبرى، ليخرج خالي الوفاض.
لكن الأمور الآن اتضحت كثيرا على مستوى الإدارة الفنية بعد موسم واحد لكل من الراحل تيتو فيلانوفا والأرجنتيني خيراردو مارتينو، تحت قيادة إنريكي أو "لوتشو"، فهو الآن من يأمر والجميع يطيع أوامره، وقد اختاره النادي لاستعادة ثقافة الفوز التي تراخت داخل الفريق، وعلى ثقة بأنه لن يرتعش أمام نجومه.
وبالفعل فقد أرسل إنريكي لاعبه جيرار ديولوفيو إلى إشبيلية على سبيل الإعارة، بعد شهر فقط من عودته إلى البرسا قادما من إعارة أخرى لإيفرتون الإنجليزي، وذلك عقب تحذيره في أكثر من مناسبه عامة وخاصة، بأنه لا مكان في فريقه للموهبة فقط وأنه ينبغي العرق كثيرا للحفاظ على مكان بالتشكيل الأساسي.
فمع لويس إنريكي الجميع يركضون، واللياقة البدنية تمثل أحد اهتماماته الكبرى، ولتفعيل نظامه الجديد على اللاعبين كان عليه اللجوء لجلستي مران في المدينة الرياضية طوال فترة الإعداد للموسم الجديد، بدلا من تلك الجولات المرهقة التي كان يقوم بها البرسا في الصيف والتي كان يجني منها ملايين اليوروهات.
ويمثل الضغط الخانق الذي كان يمتاز به برشلونة في عهد جوارديولا، أحد هواجس لويس إنريكي.
ويخطط المدرب الحالي للبرسا للعب بظهيرين يميلان للتقدم للأمام يتميزان بسرعة الارتداد، مع تأخير لاعب الوسط المدافع إلى موقع بين قلبي الدفاع لصناعة خط ثلاثي، على أن تختلف الخطة بحسب كل مباراة. كل هذا كي يصبح منافس برشلونة "أقل قدرة على التنبؤ بأسلوبه"، وهو ما أكد عليه خلال عملية تقديمه.
وإذا كان النادي سعيدا بشخصية لويس إنريكي والحافز الذي سينقله للفريق، فكذلك لا يمكن للاعب البلاوجرانا السابق أن يشتكي، فقد جلبت له الإدارة كل ما طلب، وينقصه فقط ظهير أيمن بنزعة هجومية ليكون داني ألفيش الجديد.
وتعد هذه الصفقة الأخيرة وإمكانية رحيل البرازيلي ألفيش وحل مستقبل الكاميروني أليكس سونج، اللاعب الوحيد المستبعد الذي لم يحدد مصيره بعد، هي القضايا الوحيدة المعلقة قبل أسبوع واحد على انطلاق الدوري.
لكن برشلونة لا يملك المزيد من الوقت، فإنريكي يواجه مسئولية توحيد فريق جديد تقريبا، بعد الصفقات العديدة التي أبرمها النادي الكتالوني.
فقد رحلت قطع أساسية ساهمت في النجاحات الأخيرة للفريق، على رأسهم القائد السابق كارليس بويول، الذي أعلن اعتزاله الكرة، والحارس فيكتور فالديس المصاب والذي لم يرتبط بأي ناد بعد، إضافة إلى رحيل علامات أخرى مميزة مثل سيسك فابريجاس (تشيلسي) والتشيلي أليكسيس سانشيز (أرسنال).
أما باقي العناصر التي رحلت فكانت تجلس عادة على مقاعد البدلاء أو كان لها دور ثانوي بالفريق، أمثال الحارس خوسيه بينتو (دون فريق)، وأوير أولازابال (غرناطة)، وإيساك كوينكا (ديبورتيفو لاكورونيا)، وإبراهيم أفيلاي (أوليمبياكوس)، وجوناثان دوس سانتوس (فياريال)، وكريستيان تيو (بورتو)، وبويان كركيتش (ستوك سيتي).
لكن في المقابل أصبح المدرب الجديد لبرشلونة يحظى بوفرة في حراسة المرمى، لتكون له حرية الاختيار بين ثلاثة حراس: الألماني تير شتيجن والتشيلي كلاوديو برافو والقادم من أكاديمية لاماسيا، جوردي ماسيب، إضافة لامتلاكه اثنين يقدران على شغل مركز قلب الدفاع، الفرنسي جيريمي ماتيو والبلجيكي توماس فيرمايلين، في انتظار تحسن أداء جيرارد بيكيه.
كما يملك الآن موهبتين أخرتين في وسط الملعب، رافينيا ألكانتارا، الذي أعاده معه من سلتا فيجو، والكرواتي إيفان راكيتيتش، إضافة للهداف الحاسم وصاحب جائزة الحذاء الذهبي، الأوروجوائي لويس سواريز.
لكن يبقى الاستفهام الأكبر هذا الموسم هو كيف سيجمع المدير الفني بين المهاجم الأوروجوائي في تشكيلة واحدة مع النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا.
وبالطبع فقد حرمت عقوبة سواريز وإصابة نيمار مدرب الفريق الكتالوني من إنهاء فترة الإعداد للموسم الجديد على أفضل وجه، لكن لويس إنريكي يدرك جيدا أن نجاح الفريق يعتمد بشكل أكبر على بذل المجهود في الملعب، الأمر الذي سيسمح للثلاثي المرعب بإظهار أفضل ما لديهم.