قالوا بان العراق اول دولة في الفساد وقالوا ان الفساد بكل اشكاله هو راس البلاء في كل ما وصل اليه العراق مما لم نتوقعه ولو بالاحلام . وقالوا بان الفساد ينخر بكل مفاصل الدولة وقالوا بان العراقيين لم ياسسوا لدولة مؤسسات فيها فساد كباقي الدول بحدود المعقول وانما اسسوا لدولة مبنية على الفساد بمستوى غير معقول.وقالوا بان الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة يغذي احدها الاخر. ولولا الفساد لما كان هناك ارهاب في العراق ليتطور الى داعش بالتحالف مع البعث واعوان النظام السابق والمتعاطفين معه.وقالوا بان الجميع تقريبا فاسد من اعضاء البرلمان واعضاء مجالس المحافظات واعضاء مجالس الاقضية والنواحي والوزراء واجهزتهم والهيئات المستقلة( بالاسم) والهيئات واللجان الخاصة وحتى المفتشين العامين وهيئات ولجان النزاهة وحتى القضاء والرؤساء ونواب الرؤساء ونادرا ما يستثنى احد.وكذلك منضمات المجتمع المدني والاحزاب والجمعيات وغالبية موظفي الدولة . وكذلك طبعا الشركات ورجال الاعمال واصحاب المهن وحتى المواطن الذي يذهب لصندوق الاقتراع لا يفتش عن النزيه الكفوء بل الذي يغريه بمصلحة شخصية مهما كانت بسيطة وتافهة ولا يتحيز للوطن والشعب ويربط مصلحته بهما بل يربط مصلحته بمصلحة شيخ العشيرة او المرجعية الدينية والمذهبية والمناطقية والعلاقات الشخصية. فان كان الشعب العراقي بهذا المستوى من الفساد فالنقرا على وطننا العراق السلام. معقولة الشعب العراقي المشهود له بالغيرة الوطنية وعزة النفس والكبرياء والطيبة والكرم والحكمة والذكاء بالاضافة للطاقات البشرية الخلاقة والثروات الطبيعية الهائلة التي تشبع الجميع بدون التصارع عليها يصل لهذه الدرجة من الانحدار لحافة الهاوية ان لم يكن الهاوية بعينها؟ اذن كل هؤلاء الفاسدين ساعدوا وخدموا الارهاب بتقويته واوصلوا البلد الى ما وصل اليه ويستحقون اشد العقوبات من ناحية المبدا والعرف والقانون.ولكن هل يستحقون ذلك ان فكرنا بواقعية وانصاف عندما نرجع للاسباب والمسببات والاوليات التي افسدت الجميع؟ هل ذاكرتنا مثقوبة ؟ الم ياسس نظام البعث للفساد بكل اشكاله منذ اليوم الاول لاغتصابه الحكم ولعقود؟ فخرب نفوس العراقيين جميعا الا ماندر.الم ياسس لاستغلال النفوذ للمصلحة الشخصية؟الم يشرعن للرشوة والمنسوبية والمحسوبية؟ اليست كل الممارسات التي ادت بنا لهذا التدهور والخراب امتدادا لممارسات النظام السابق فاستفحلت؟وحتى جرائم حليفته داعش سبق وان قام بها جميعا بدون استثناء .هل الشعب العراقي كان بهذا المستوى من الفساد قبل حكم البعث ومنذ الحكم الملكي وحكم الشهيد عبد الكريم قاسم وعبد الرحمن عارف ؟.علينا الا ننسى المجرم الحقيقي الذي اسس للفساد بكل اشكاله ورب الشعب تربية فاسدة وهو نظام البعث والمجرم الذي ياتي بعده هم الامريكان الذين تولوا الامور من بعده وشجعوا الفساد بكل اشكاله واما العراقيون الذين تولوا الاموربعد الامريكان لم يتمكنوا من مقاومة الفساد الطاغي باعلى صوره فضعفوا امام المغريات وانجرفوا مع تيار الفساد المستشري كعرف سائد لا بد منه.ماذا نتوقع في مجتمع عندما يصبح النزيه نشازفحتما يهمش .فالمخرج الوحيد للنزيه هو الاستقالة .الاستقالة ايضا ليست الحل في هكذا وضع لان البديل ايضا فاسد ان لم يكن البديل الاسواء اي استرداد البعث لحكمهم الاسود.علينا ان نكون واقعيين ولا داعي للمكابرة كل من يطالب باعدام الفاسدين لا يمكن ان نضمن نزاهته لو حل محلهم مهما كان نزيها فما بالكم باننا نسمع زعيق الفاسد يقول للفاسد انت فاسد يجب ان تعدم؟
لا ننسى بان الكثير من سياسيينا كانوا مناضلين قارعوا نظام البعث ولم ينجرفوا مع فساده فلم يكونوا فاسدين بطبعهم او بالفطرة كازلام البعث لكنهم وقعوا في فخ الفساد المنصوب لهم من قبل نظام البعث والامريكان. لذا ليس من الانصاف معاقبة قسم منهم بالاعدام اوالسجن
كاكباش فداء على طريقة حكم البعث لاننا لا يمكننا الوصول لجميع الفاسدين ومحاكمتهم . الافظل حجز ومصادرة اموالهم الحرام. لذا على البرلمان تشريع قانون استثنائي يقضي بالعفو العام عن الفاسدين الذين يسترد منهم اموال الشعب وخاصة وانهم بالالاف ومعاقبتهم لا تخدم مصلحة الشعب والوطن وتدخلنا في دوامة لا تحمد عقباها وتلهينا بانفسنا. الاحسن ان نتصالح مع انفسنا ونتسامح بدون انتقام ونبدا صفحة جديدة بعقوبات صارمة لكل فاسد بعد فترة العفو. اليس من الواجب ان يراجع كل منا نفسه ويهذبها ويعيدها لاصالتها الوطنية وشيمتها العراقية النبيلة قبل ان يحكم على الاخرين؟عندما راى المسيح جماعة ترجم امراة فنهرهم وصاح بهم بنبرة المعلم (كل من ليس له خطيئة فاليرجمها اولا بحجر..) فتراجع القوم جميعا بعد ان راجع كل نفسه. الا تلاحظون حتى المرجعية الموقرة النبيلة وقفت حائرة امام الفساد الطاغي باعلى صوره الذي عم البلد ولم تتحرك طيلة 12 عام بالرغم من مسؤوليتها عن وصول هؤلاء الى الحكم؟ الى ان بدات الشرارة الاولى للمظاهرات. الم يكن من واجب المرجعية الطلب من المواطنين الاحتجاج وخاصة اثناء الزيارات المليونية للعتبات المقدسة منذ البداية لالا يستفحل الفساد ؟
على حكومة العبادي العمل فورا على استرداد اموال الشعب المنهوبة في داخل وخارج العراق ومنذ بداية حكم البعث ولحد الان. نسينا مثلا هروب حسين كامل مع نسيبه عز الدين المجيد باكثر من مليار دولار الى الاردن وهي بحوزة رغد صدام حسين لحد الان تمول منها الارهاب والحكومة ساكتة؟ان لم تتعاون حكومة الاردن لاسترداد اموال الشعب هذه فلا حاجة لنا لعلاقاتها الطيبة .على الجميع مؤازرة ومساندة ودعم اجراءات الاصلاح التى تبناها حيدر العبادي والبرلمان و تمشي تدريجيا وبمراحل بحكمة وعقلانية ولا داعي لتخريب العملية السياسية او حل البرلمان لتادي الى الفوضى ونحن في حرب مع داعش والبعث.على العبادي ان يكون جريئا اكثرويسرع بالاجراءات ولا يبالي للاصوات النشاز التي تفضح نفسها بنفسها عندما تعترض او تنتقد الاصلاحات لان دافعها معروف لا تريد الاصلاح الذي يمس مصالحها واجندتها وان ادعت بانها مع الاصلاح والتغييرلان الجميع انحنى امام العاصفة .و حيدر العبادي مدعوم من الجميع فاليستند الى الشعب لان الاستناد الى الشعب ما بعده سند.ومصلحة الشعب فوق الدستور والقانون.ولا يهادن او يداري الكتل بل يضر ب المحاصصة عرض الحائط وخاصة وان الكل يذم ويلوم المحاصصة.لانها بوجود الفساد ادت الى المنافسة بين الكتل والاحزاب والاشخاص على النهب وليس على خدمة الشعب.
مقالات اخرى للكاتب