1
من ارقى وابهى واسمى تجليات الخلق النبوي ان زينب عليها السلام تتحفظ حتى عن نعت يزيد بن معاويه قاتل الحسين ع واهل بيته بالكفر حيث تقول (( ليس ذلك لك الا ان تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا)) الى التكفيرين بجميع انواعهم ان كانت لهم عيون او عقول.
2
تصور كربلاء بدلا ان تسمعها اذهب الى هناك حيث عمق التاريخ كن شاهدا حيا عليها بعين القلب والفكر عندها ستقترب ولو قليلا من عظمة الموقف اغمض عينيك وتصور انك في سفر ومعك ولدك الصغير في يوم قائض من ايام الصيف وقد اجهده الحر والعطش فاقتربت من مجموعة من الناس لتطلب له قليلا من الماء فقام احدهم بصفعه بشده بدل ان يعطيك الماء كيف ستشعر في تلك اللحظه ... عندها لك ان تتصور بعض الالم الذي جرى على قلب الحسين عندما ذهب ليطلب الماء لرضيعه فذبحوه عطشانا في حضن الحسين.
3
الاف الخيل والرجال غبار يغطي عين الشمس اصوات تطبق عنان السماء كلها حول رجل واحد هو ثمالة ذرية الانبياء وقد قتل كل اخوته واولاده وصحبه وليس خلفه الا العشرات من النساء الخائفات والاطفال المذعورين وبينه وبينهم تقف امرأة ارهقتها المصائب والسنون تجول بعينيها بين اخيها الوحيد الغريب وبين عياله الخائفين وبين عشرات الالاف من الاعداء المتكالبين عليه ترى هل لعقل بشري مهما بلغ من مبلغ ان يتصور الالم والحزن والاسى الذي تحمله قلب هذه المرأة. انها زينب وماادراك مازينب
4
نحن على يقين لايتزلزل بان ثورة الحسين العظيمه كانت اهدافها سامية بسمو الحسين وعظيمة حتى استحقت ان تراق لها كل تلك الدماء الذكية وتبذل دونها كل تلك الارواح النورانيه ولكن هل كان الصراع من الجانب الاخر المعادي للحسين كما يتصوره البعض هو صراع من اجل السلطة والحكم فحسب لو كان الامر كذلك لكان كافيا على القوم ان يقتلوا الحسين ليصفو لهم الملك ولايجدون من منازع لكن بماذا يمكن ان يفسر قطع الرؤوس وتسييرها على الرماح وسحق الاجساد الزكية بحوافر الخيول وسبي النساء والعيال ونهب تراثهم وتعريضهم لمختلف السب والشتم والالام انه سبب اخر اكبر من الحكم والملك والخلافه ترى..... ماهو السبب؟
5
إن العلاقة بين الحسين ع وانصاره ومحبيه لايمكن قياسها بأي مقاييس دنيويه عاديه الا ان يقال عنها انها هبة الله للحسين ع جزاء على ذاك العشق الالهي العظيم الذي قدم الحسين لاجله كل مافي وجوده المقدس وجزاء الهيا لانصار الحسين ع لتعلقهم به وبتضحيته العظمى والا من يفسر لي ان شبابا في ريعان الصبى يقتحمون الموت بصدورهم العاريه وهم يهتفون بصوت توجف له القلوب وتقشعر له الابدان لبيك ياحسين وما ان يسقط احدهم مضرجا بدمه حتى تسمعه يتمتم في لحظاته الاخيره فداك ياحسين
مقالات اخرى للكاتب
