الاستقرار المطلوب في محافظة ديالى من الناحية الامنية يتطلب الكثير من الجهود فهو مفقود كليا او جزئيا من العام 2003 والى اليوم ولابد من فهم واقع تلك المحافظة والاسباب التي تدفع بهذا الاتجاه فهي لم تعود الى ما كانت عليه في تسعينات القرن ا والى ما قبل سقوط النظام البعثي القذر ، واذا كانت تلك المحافظة ترفل بالأمن والامان في فترة ما قبل التغيير فذلك يعود لضغوط النظام السابق على كل واجهات المجتمع العراقي في المحافظة باعتبار التغيير الديمغرافي الذي اوجده النظام السابق اثر كثير في الوضع الذي نعيشه اليوم نتيجة التداخل الكبير الذي حصل في التركيبة السكانية المتنوعة التي فرضها النظام البعثي .
هذا التغيير الديمغرافي اوجد حالة من التنازع بين مكونات تلك المحافظة ورسم مساحات جغرافية تكاد تكون هي الحاضنة الرئيسية لمجرمي القاعدة والتي تنطلق منها عملياتها المسلحة ضد المدنين العزل وخصوصا ضد الطائفة الشيعية باعتبار ان المناطق التي تتكون منها محافظة ديالى تبرز وكأنها معزولة عن بعضها البعض فالمناطق الشيعية مفرغة تماما من اهل السنة والمناطق السنية مفرغة تماما من الشيعة وهذا هو الذي ولد حالة الاحتقاق وان تكون الاوضاع على صفيح ساخن، ومن جانب اخر فان القفز على الاستحقاقات الانتخابية في منصب المحافظ ومجلس المحافظة كانت ايضا السبب الذي دفع بكل اولئك الشباب بتبني ثورات الغضب الشعبية التي انطلقت في عدد من المناطق ثأرا لشهداءها الذين سقطوا على يد الارهاب الاعمى وهذه الثورات سوف لن تكون بهذا الاطار فقط ان تقاتل نيابة عن الدولة في الدفاع عن نفسها وانما سيكون الامر اشد واصعب هذه المرة لو فكرت القاعدة واجنحتها بالعودة الى المربع الاول مربع الحرب الاهلية لأنهم كما يبدو من الواقع سوف يجنون على أهل السنة والجماعة ويضعوهم في موقع حرج هم بغنى عنه لان المعادلة يبدو قد تغيرت عن الاعوام الماضية لان الوضع الاقليمي والداعم الخليجي لن يكون على استعداد تام للاستمرار نتيجة الوضع الملتهب في المنطقة وكذلك عناد القضية السورية التي باتت تؤرق حكام السعودية وقطر وبحد ذاته هذا عامل مؤثر بشكل كبير لأن الارهاب يحتاج الى ادامة الدعم المالي كي ينفذ اجندته في الشارع العراقي كي يقتل وينفذ ما مطلوب منه كما ان الشارع اليوم اوعى من قبل وله القدرة على حل الامور دون التوقف في أي محطة وهذه حالة دفاع عن النفس وعندما يقتل هؤلاء الشباب اربعة من كبار قادة القاعدة فذلك يعني تطورا كبيرا قد حدث على ارض المواجهة بين قوى الشر الارهابي والقوى الشعبية الجماهيرية كما لا ننسى ان الارهاب الذي ضرب اطناب المدينة لم توقفه سوى المجاميع الشبابية الثائرة التي ملت من وعود قوى الامن الداخلي.