لقد لعب وعاظ السلاطين أخبث وأسوء دور عرفته الإنسانية في أحداث المنطقة والعالم ، فهم الذين صبغوا جميع المخططات التي دمرت الأمة وزرعت فيها الطائفية والقتل والدمار بصبغة شرعية ، وجعلوا أبواب الجنان مفتحة أمام الإرهابيين بعد أن تستقبلهم الحور العين بصدور مفتوحة ، وأدخلوا المواطن العربي في دوامة الطائفية البغيضة وأبعدوه عن جميع القضايا التي تهم الأمة وفي مقدمتها فلسطين ومواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية التي تريد تمزيق الأمة ونهب ثرواتها ، وجعلوا من الأعداء اصحاب ومن الأصحاب والإخوان أعداء حتى غيروا كل قضايا الأمة و أولوياتها وجعلوا بوصلتها تتجه الى إيران والشيعة بعد أن كانت متجهة الى تحرير القدس الشريف ، فكل حدث يحدث يجب أن يترجم بصورة طائفية حتى مزقت الحرب جسد هذه الأمة ودمرت دول بكاملها بعد أن قتلت شعبوها وهجرت ممن بقى منهم الى دول الجوار ، ولقوة وشراسة الحرب الطائفية التي زرعها وعاظ السلاطين في جسد الأمة حتى أصبحت هذه الحرب غطاء لكل الأعمال القذرة التي يقوم بها الأمريكان والغرب وإسرائيل وأذنابهم ممن يدعون الإسلام كالترك والسعوديين والقطريين ، فتدمير سوريا وقتل شعبها ذات الأغلبية السنية وكذلك ليبيا واليمن تم تحت هذا العنوان والإرهاب الذي تعيشه مصر وكذلك تونس جميعه يدخل تحت عنوان الطائفية ، هذا العنوان الذي غسل عقلية المواطن العربي وجعله يتقبل أي فعل أو حدث يعنونه وعاظ السلاطين تحت هذا العنوان ، علماً إن أكثر الضحايا الذين سقطوا نتيجة طرح هذا العنوان هم من أهل السنة الذين قتلوا بيد أهل السنة ، فأغلب الدول التي دمرت بيد العصابات الإرهابية وفتاوى التكفير ذات أغلبية سنية وبعضها لايوجد فيها غير أهل السنة بل الأدهى من ذلك تنتفض المؤسسة الدينية لوعاظ السلاطين عندما قامت الطائرات الروسية بقصف مواقع الإرهابيين وأصدرت فتاوى الجهاد ضدهم ، وفي نفس الايام يقوم اليهود بتدنيس الحرم المقدسي الشريف بصورة استفزازية وتقوم قواتهم بقتل المقدسين بدم بارد ولا تحرك هذه التصرفات العنصرية مشاعر وضمير وعاظ السلاطين بل أغمضوا العين وسدوا الآذان عن معانات إخوانهم من أهل السنة في فلسطين ، وهكذا تصبح المؤسسة الدينية في أغلب الدول العربية وخصوصا في السعودية وقطر عبارة عن جهاز يعطي الشرعية للمخططات التي ترمي الى تدمير الأمة ونهب خيراتها ، ولكن السؤال الذي يحير العقول ويمزق القلوب الى متى سيبقى المواطن العربي أسير لهذه الطبقة السيئة التي مزقت الأمة ودمرتها ، ألم يئن للمواطن العربي أن يُحكّم عقله في فتاوى ومواقف وعاظ السلاطين التي قتلت إخوانهم ودمرت بلدانهم وأصبحت هذه الفتاوى الوسيلة السهلة لتمرير كل مخططات الأعداء بل قلبت كل الموازين في هذه المنطقة ، وينتفض على هذه الطغمة القذرة التي دمرت نتاج ألاف من السنين من التآخي والمحبة ما بين فئات شعوب هذه المنطقة
مقالات اخرى للكاتب