التطرف الديني الذي يضرب العالمين العربي والاسلامي و وصلت تأثيراته للدول الاوربية، صارت ظاهرة أکثر من خطيرة تهدد السلام و الامن و الاستقرار على أکثر من صعيد و إن الکوارث و المآسي التي خلفتها و تخلفها هذه الظاهرة تستسدعي تعاونا و تنسيقا و عملا و آلية من أجل مواجهتها و الوقوف ضدها و تخليص البشرية من شرها المستطير.
الهجمات الارهابية التي عصفت بالعاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة 13 نوفمبر، وماخلفتها من نتائج مأساوية والتي أثارت الغضب المفعم بالحزن و الکآبة في سائر أرجاء العالم و بينت مدى التهديد الکبير الذي يمثله التطرف الديني و الارهاب بالنسبة للمجتمع الدولي، ومن الواضح إن الجرائم الارهابية المرتکبة من قبل المتطرفين في بلدان المنطقة و التي لم تکن معروفة قبل 36 عاما، هي في الواقع غريبة عن مجتمعاتنا و عاداتنا و تقاليدنا بل وإنها غريبة و متناقضة تماما مع الاسلام الذي ألفناه و ألفه آبائنا و أجدادنا، ولهذا فإن الجمعة الدامية في باريس أثارت الکثير من الالم و الحزن في قلوب و نفوس شعوب المنطقة و أکدت لها بأن التطرف الديني صار بمثابة ظاهرة تهدد العالم کله دونما إستثناء.
التأثيرات و ردود الفعل العميقة و الواسعة التي أثارتها هجمات باريس الارهابية و المواقف و التصريحات المختلفة المدينة و المستنکرة لها بقوة، بينت و أثبتت بإن التطرف الديني و الارهاب غريب و مرفوض و مدان من قبل المجتمعات و الشعوب و البلدان الاسلامية، وهنا لابد من الإشارة الى ماقد جاء في البيان الذي أصدرته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والذي لفتت فيه الانظار الى ظاهرة التطرف الديني و الخطورة التي تمثلها و عدم وجود أية علاقة للإسلام بها حيث حددت حقيقة و واقع هذا التطرف عندما قالت:' التطرف المغطى بالإسلام سواء أكان في رداء الشيعة وولاية الفقيه أو في رداء السنة وداعش وجرائمهم المعادية للإنسانية لا تمت للإسلام بصلة وأن هذه الظاهرة المشؤومة حيثما كانت هي عدوة السلام والبشرية.'.
التطرف الديني الذي يرتکز على الارهاب و يستخدمه کوسيلة من أجل تحقيق غاياته، قد صار ظاهرة مرضية خطيرة تهدد السلام و الامن و الاستقرار في العالم کله و صارت قضية العمل من أجل القضاء عليه و إجتثاثه من جذوره تشکل أولوية لمعظم شعوب و دول العالم، ومن الضروري جدا أن يتم وضع آلية من أجل ضمان إنهاء هذه الظاهرة و قطعا فإنه بقدر ماهو ضروري و مهم العمل من أجل القضاء على داعش فإنه يجب أن لاننسى أبدا الخطر الذي يمثله نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و نظام بشار الاسد من حيث کونهما يشکلان أيضا بٶرتين خطيرتين لتصدير التطرف و الارهاب ومن دون إسقاط و تغيير هذين النظامين فإن خطر التطرف الديني و الارهاب سيظل قائما.
مقالات اخرى للكاتب