المقدمـــــــــــــــــــــة: حدث مهم ذلك الذي وقع يوم 15تموز1958 حيث قيل أن طائرة الرئيس المصري جمال عبد الناصر حامت في اجواء بغداد و مُنعت بأمر الزعيم قاسم من الهبوط... و اعقبه حدث أخر مهم في اليوم التالي عندما سُمح لميشيل عفلق بالتواجد في بغداد . هل كان لهما تأثير على ما جرى في العراق بعد ذلك؟....تابعونا لطفاً. نعـــــــــــــــــــــــــود للموضــــــــــــــــــــــوع : يقـــــــــــول السيد عبد الخالق حسين: (فالصراعات بدأت منذ الأيام الأولى من الثورة عندما طرح القوميون وبتعليمات من ميشيل عفلق، الأمين العام للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والقيادة المصرية، وتبنته قوى القومية العربية الأخرى، شعار الوحدة العربية الفورية. علماً أن هذا الهدف لم يكن من أهداف الثورة. فالقوميون رفعوا شعارا الوحدة العربية، واليساريون (الشيوعيون والوطنيون الديمقراطيون والمستقلون) رفعوا شعار الاتحاد الفيدرالي، وهو الأقرب للواقع والتنفيذ آنذاك.)انتهى أقــــــــــــــــــول: تقول : (علماً أن هذا الهدف لم يكن من أهداف الثورة.)انتهى كيف تثبت ذلك لطفاً ؟ و هل من المعقول ان العدد الكبير من الضباط القوميين الذين يشكلون الغالبية العظمى من الضباط الاحرار...لم يطرحوا موضوع الوحدة . هذا موقف يرفضه أي متابع او محلل ... اليك ما قاله العقيد الركن هادي خماس مدير الاستخبارات العسكرية الاسبق و أحد الضباط الاحرار في مذكراته : http://www.algardenia.com/ayamwathekreat/13994-2014-12-11-21-19-03.html (كان من مبادئ الثورة قبل قيامها والتي آمن بها الشعب العراقي السعي للقيام بالوحدة بين العراق والجمهورية العربية المتحدة وكان هذا مطلب رئيس لتوحيد الجيشين ليصبحا قوة دفاعية ضد المؤامرة التي تدبر للأمة العربية ولفلسطين بالذات. ولأجل أن تكون القيادة جماعية قررت اللجنة العليا للضباط تشكيل مجلس قيادة الثورة لإدارة شؤون البلاد بعد الثورة ويكون هذا المجلس ضماناً لمنع حدوث حكم فردي ديكتاتوري) أنتهى انا هنا لا اعتمد طرح هادي خماس و لكن اعرضه لتبيان ان هناك طرح اخر و عليه يجب ان يقدم كل من يطرح شيء ما يسنده...و نحن هنا نريد من السيد عبد الخالق ما يسند به قوله ((علماً أن هذا الهدف لم يكن من أهداف الثورة.)انتهى و أعتقد ان طرح هادي خماس مقبول لأنه لا يمكن ان لا تُطرح الوحدة قبل الثورة و اصحابها و اتباعها و احبابها هم الاكثرية من الضباط الاحرار و يُقال ان التفكير بتشكيل الضباط الاحرار في جزء منه كان بتأثير ثورة 23يوليو1952 في مصر. ثم تقول: (فالقوميون رفعوا شعارا الوحدة العربية، واليساريون (الشيوعيون والوطنيون الديمقراطيون والمستقلون) رفعوا شعار الاتحاد الفيدرالي، وهو الأقرب للواقع والتنفيذ آنذاك.)انتهى نسألك هنا متى رفع القوميون شعار الوحدة هل قبل الثورة ام بعدها؟...يُفهم من كلامك ان ميشيل عفلق عند زيارته العراق بعد الثورة مباشرةً بحدود يوم 16تموز1958 قد طرح هذا الطرح....و هو كسياسي و له اتباع مهمين في الضباط الاحرار و الوزارة و له علاقة قوية وقتها مع جمال عبد الناصر ...لا يمكن ان يطرح هذا الطرح بهذا الشكل في تلك الساعات التي ربما لا يوجد من يستمع اليه فيها...لخطورة الموقف و لتشابك الامور . ربما و هذا مجرد تحليل ان الصراعات بدأت منذ اللحظة التي حامت فيها طائرة جمال عبد الناصر فوق بغداد راغباً النزول و لم يُسمح لها بالهبوط رغم موقفه القوي(المنشور) في تأييد الثورة و يُقال أن الزعيم عبد الكريم قاسم هو من قرر ذلك... هذا خطأ استراتيجي هائل مهما كان من اتخذه ...فهو إهانة كبيرة لا تغتفر لزعيم أكبر و أهم دولة عربية...زعيم يَحْسب له العالم حساب وقتها و له اتباع و محبين حد التقديس ضمن صفوف الضباط الاحرار اكثر من محبي الزعيم قاسم نفسه وكذلك له تأييد واسع بين الشعب العراقي... لماذا لم يُسمح لطائرة ناصر بالهبوط ؟ ما هي الحكمة في ذلك؟ هل كان عبد الناصر يُشكل خطر على العراق؟ و الزعيم واعضاء جبهة الاتحاد الوطني يعرفون حجم تأثير جمال عبد الناصر في الضباط الاحرار و حجم الاتصالات معه قبل الثورة؟ الثورة كانت في ايامها الاولى و اعدائها كثيرون ... ملك الاردن يعلن نفسة رئيساً للاتحاد الهاشمي أي رئيساً للعراق و الاردن و يهدد بالتدخل العسكري بحكم موقعه الجديد...قوات بريطانية و امريكية تنزل في اماكن قريبة ...تركيا متحفزة للتدخل ...ايران يهمها التدخل ...و لم يعلن تأييده للثورة بقوة و وضوح سوى عبد الناصر المتواجد بقوة و زخم على حدود العراق الغربية و هو المنفذ الوحيد للعراق و سط محيطه المعادي للثورة التي كانت بحاجة الى أي دعم خارجي و كذلك الاتحاد السوفيتي البعيد...والكل يعلم حجم التأييد التي حظيت به مصر و جمال عبد الناصر من الشعب العراقي في العدوان الثلاثي 1956...قلنا ان هناك من قال أن الزعيم قاسم هو من رفض هبوط طائرة جمال عبد الناصر و لا اعرف هل هناك ما يؤكد ذلك أم لا ( نذكر في التالي رأي الاستاذ عادل حبه)... أن صح هذا القول فأن الزعيم لا يفهم لا في السياسة و لا في العسكرية و لا في موازين القوى و ربما اغراه الانتصار و مفاجأة نجاح الثورة فمنع عنه التفكير بشكل سليم حتى ولو كأمر لوحدة عسكرية في معركة و تحيط بها المخاطر من كل صوب.... أعتقد انه تصرف استفزازي غير مبرر اطلاقاً مهما حاول البعض تبريره او مساندته والعجيب أن محبي الزعيم هم من يتفاخرون بهذا الموقف الجريمة...هذه اهانة كبيرة لرجل كبير و مؤثر مثل جمال عبد الناصر.... دفع الشعب العراقي ثمنها باهضاً من يومها و لليوم و المقبلات... هذا التصرف هو الذي شق صفوف الضباط الاحرار و بالتالي انسحب الى الاحزاب السياسية و من ثم للمجتمع العراقي.(أن صح حدوثه). كان على الزعيم إن ثَبُتَ انه من اتخذ ذلك القرار الجريمة الكبرى و الحماقة الأكبر ان يسرع الى لملمتها بالسرعة القصوى و بكل السبل الممكنة...كان عليه معالجتها و الظروف مناسبة لذلك ...بطرق كثيرة مُتاحة... بإرسال رسالة اعتذار شديد للرئيس عبد الناصر مع الوفد الذي ذهب الى دمشق لمقابلته يبين فيها اسفه لوجود اسباب قاهرة حالت دون السماح لطائرته بالهبوط يوم 15تموز1958 يختتمها بدعوته لزيارة العراق ... يسبق الرسالة محاولة الاتصال به و ابلاغ السفارة المصرية شديد الاسف و حتى ارسال مبعوث شخصي او ممثل له من الضباط الاحرار للسفارة لشرح الموقف و نشر ذلك بالصحف و الاذاعة و التلفزيون و تخصيص مؤتمر صحفي لبيان الاسباب و الاعتذار و استغلال الوفد الشعبي المصري الذي وصل بغداد بعد 12 ساعة من اعلان الثورة كما يقول السيد سيار الجميل فيما نشره تحت عنوان : العراق 1958 في الوثائق البريطانية الحلقة الثانية / نوري باشا السعيد الرابط http://www.sayyaraljamil.com/-print-article.html?id=2136 ...هذه الحكمة التي كان يجب على الزعيم ان يدير بها الموقف في ذلك الوقت الحرج و الخطير... يقـــــــــــــول السيد عادل حبه في : ( مطالعة في كتاب :ثورة 14تموز1958 و عبد الكريم قاسم/الدكتور عبد الخالق حسين) الرابط http://gilgamish.org/-print-article.html?id=2465 : (، حيث حاول جمال عبد الناصر ومنذ اللحظات الاولى للثورة النزول على الارض العراقية للتأثير على تطور الاحداث واحياناً بالسلاح لاحقاً لصالح اليمين القومي وحامت طائرته فوق بغداد يوم 15 من تموز عسى ان يتم السماح للطائرة بالنزول في بغداد. ولكن عبد الكريم قاسم فطن للنية ورفض السماح للطائرة وذهب عبد الناصر إلى دمشق لينظم اليه بعد حين عبد السلام عارف ليعده بالوحدة الفورية الاندماجية المعادية للديمقراطية ومزاج الشعب العراقي والتي سوف لا تكلفه الا "خمسة فلوس" لطلقة يغرسها في رأس عبد الكريم قاسم على حد تعبير عبد السلام عارف. وكان السفير المصري وهو رجل مخابرات يصر في الايام الاولى للثورة على حضور اجتماع مجلس الوزراء العراقي دون احترام لسيادة الدولة ولا العرف الدبلوماسي هذا ناهيك عن النشاط المحموم للسفارة المصرية في بغداد والتي اتسمت بالتخريب واثارة النزاعات بين العراقيين. والحكاية تطول عند الحديث عن تحالفات عبد الناصر مع الشيطان للإطاحة بالحكم في العراق. وعندما لم تتم زيارة عبد الناصر الى العراق توجه ميشيل عفلق في اليوم التالي الى بغداد في تظاهرة فاشلة سرعان ما ادرك انه غير مقبول على الساحة العراقية وغادر العراق وفي قلبه تراكم من الحقد على هذا الشعب. )انتهى أقـــــــــــــــــــــول: هذه اهانة كبيرة للرئيس جمال عبد الناصر الذي لم يبدر منه أي رد فعل سيء او عدائي من الثورة او الزعيم حتى تلك اللحظة و هناك بعض "المنشور" يقول ان الزعيم التقى بشكل او بأخر مع مبعوث لناصر قبل الثورة و استلم رسالة منه مؤيداً للتحرك المقبل. و الاهانة الاخرى له هو السماح بتواجد ميشيل عفلق في اليوم التالي. و هنا لا اعرف كيف عرف السيد عادل حبه ان عفلق غير مرغوب فيه؟ لو كان كذلك لماذا اذن سُمح له بالتواجد في بغداد؟ و ما هي دواعي "غير مرغوب فيه" و له من الضباط الاحرار و الوزراء و من السياسيين في جبهة الاتحاد الوطني و جميعهم في مواقعهم مهمين؟ كانت الامور اعتيادية و الضباط الاحرار القوميين لم يخفوا اعجابهم بناصر او اعتباره قدوة عند البعض منهم... و كانت الاتصالات بين الضباط الاحرار و الاحزاب السياسية او قادتها جيده كما يبدو من طرح الاستاذ الراحل ثابت حبيب العاني في : الايام الحاسمة التي سبقت و رافقت ثورة 14 تموز 1958 الرابط http://www.im-democrat.com/2013/07/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%B3%D8%A8%D9%82%D8%AA-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%82%D8%AA-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-14 و قد أثار الراحل ثابت العاني نقطة مهمة هي عدم السعي لعقد اجتماع لقيادة جبهة الاتحاد الوطني و كذلك عدم تسمية أي شيوعي في حكومة الثورة الاولى. فلماذا هذا التصرف العدائي و تلك الاهانة الكبرى(عدم السماح لطائرة جمال عبد الناصر بالهبوط)؟؟؟...ذلك التصرف الذي يقترب من "الجريمة الكبرى" عند احباب عبد الناصر. ربما كانت البداية في قتل الزعيم و الثورة و لا يزال تأثيرها لليوم. انها الخطوات الاولى التي شقت صفوف الثوار او جبهة الاتحاد الوطني و المجتمع العراقي و أقصد : 1. عدم السماح بهبوط طائرة عبد الناصر. 2. السماح بمجيء ميشيل عفلق. 3. عدم اشراك الحزب الشيوعي في الحكومة الاولى. 4. التهرب من عقد لقاء لأطراف جبهة الاتحاد الوطني. ...تلك الامور اكيد لها اسباب ...لكن مهما كانت كان بالإمكان التصرف معها بحكمة...الا ان الذي حصل اثار ربما الشعور بالغبن او التنكر للغير و ادوارهم مما دفعهم الى الظن بأن الزعيم و من يؤيده او أيده وقتها قد خانوا القسم و غدروا برفاقهم و انحرفوا عن الاتفاقات او التفاهمات و كل ما قيل عنهم بهذا الاتجاه يمكن تبريره. هنا يتحمل المسؤولية الكاملة الزعيم عبد الكريم قاسم إن هو من قرر او ساهم فيما ورد اعلاه و هذا كما اتصور هو الذي حصل. ...وما نُقل عن عبد السلام عارف من انه لا يخسر سوى خمسة فلوس في اشارة الى قتله للزعيم رد فعل اعتيادي و يعكس عمق الجُرح الذي اصيب به هو و التيار القومي و حجم الالم الذي كان فيه. و من هنا بدأ الانتقام من الزعيم بمختلف الطرق... توالت محاولات الرد على "جريمة" عبد الكريم قاسم بأشكال مختلفة....اغتيالات و محاولات انقلابية اضطرابات و اضرابات و مناوشات بين الاطراف السياسية...حيث كل مجموعة تعتقد ان الزعيم توجه باتجاه المجموعة الاخرى بالإضافة الى القرارات الثورية التي اصدرتها الثورة (الاصلاح الزراعي و الاحوال الشخصية...و العلاقة بالأحلاف و تسليح الجيش العراقي و المقاومة الشعبية)... حيث دخل رجال الدين و الاقطاع و بقايا النظام الملكي و الحقد او الغضب الناصري و القومي و العداء الرجعي العربي و العداء الاستعماري... هذه الامور انتجت محاكمات و اعدامات لأكثر من 40 ضابط بمختلف الرتب من التيار القومي بعضهم من الضباط الاحرار مما أجج الاحقاد و العداء بين مبتهج بها و رافضاً لها. و على فرض ان القوميون لم يطرحوا الوحدة قبل الثورة كما تقول و هذا لا اقتنع به شخصياً...لكن احتمال طرحهم لها بعد الثورة وارد جداً... فماذا كان الجواب؟ اعتقد ان الجواب كان طرح ما وصفتهم باليساريون : (واليساريون (الشيوعيون والوطنيون الديمقراطيون والمستقلون)...هو ما اشرتم اليه... السؤال المهم هنا: ما هو موقف الزعيم قاسم من الطرحين؟ المعروف انه يرفض الوحدة الفورية و يرفض الطروحات القومية...كيف تصرف وفق ذلك؟ هل صعد فوق الميول و الاتجاهات (انني فوق الميول و الاتجاهات) أي فوق الوحدة الفورية و الاتحاد الفدرالي؟ الجواب نعم ...و اتبع قوله الذي قيل انه طرحه على الوفد الشعبي المصري : ( لن أكون تابعاً لأحد)...برفض الدعوة لزيارة مصر. اعتقد ان الزعيم رفض الطرحين و هو على حق هنا لكنه لم يكن حكيماً أو سياسياً في طرحه و هو يعرف ان اعداءه و اعداء الثورة كُثر و يتوحدون مع الوقت...لم يسمع للطرفين و لم يناقش الطرفين كما ظَهَرَ...و هذا خطأ كبير أخر حيث كان على الزعيم الاستماع و تشكيل لجان تديرها قيادة الاتحاد الوطني لا ان يترك الامور لتتحول من الطرح المكشوف في حلقات ضيقه الى الطرح تحت الارض المصحوب بالشعور بالغدر و الغبن الذي ادى الى تحريك الجماهير و تهييجها و اندلاع فوضى متنقله ادت الى ضياع الاستقرار. هنا يأتي دور الزعيم الذي كان محترماً من الجميع في بداية الثورة و قبلها و الدليل تشكيله الوزارة الاولى... فماذا جرى حتى يغادر القوميون و يمتنع الديمقراطيون و يُبعد الشيوعيون و يبقى الزعيم وحيداً يسمع من الفقراء الثناء و الشكر و الزعيم الاوحد و يقدم لهم ما يستطيع من المنجزات. نتجاوز الان موضوع رفض الوحدة (الفورية او الفدرالية)... لكن هل من المعقول التهليل لفشل الوحدة بين سوريا و مصر...رغم كل التآمر الذي شجعه و نظَّمه جمال عبد الناصر ضد الثورة من اراضي الوحدة أي عبر سوريا ...لكن بالمقابل فأن من عمل على تحطيم تلك الوحدة هم اعداء الزعيم و الثورة...ولم يحسم الزعيم أمره مع اتباع الوحدة المحيطين به و الذين يديرون اهم المواقع الحساسة في العراق الحكومية و الشعبية... العسكرية و السياسية. ...يقول هادي خماس / مدير الاستخبارات العسكرية الاسبق الرابط http://www.algardenia.com/ayamwathekreat/13994-2014-12-11-21-19-03.html (لقد حدث ما ليس بالحسبان إذ قام الانفصاليون في الإقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة بانقلابهم في 28 أيلول 1961 وذلك لتفتيت الوحدة مع الإقليم الجنوبي وكان من الفئات التي ساهمت في هذا الانفصال حزب البعث العربي الاشتراكي. لقد هلل الشيوعيون وفرح عبد الكريم قاسم لهذا الحدث الخياني فشكل وفداً يرأسه العميد الركن عبد الكريم محمد آمر اللواء التاسع عشر لواء عبد الكريم قاسم لزيارة سوريا و كنت احد اعضاء هذا الوفد...)انتهى هل هذا ما حصل فعلاً؟ لا استغرب من ذلك لحصول الانفصال في عام جداً مهم من أعوام الثورة اي 1961 العام الذي شهد احداث كبيرة و خطيرة (استقلال الكويت و قانون80 و عودة القتال الى كوردستان العراق و غيرها.....). هنا يأتي دور الزعيم الذي أصبح الزعيم الاوحد... لم يحسم أمره بهذا الموضوع و بمواضيع كثيرة ...لا نعرف الاسباب.. ملاحظـــــــــــــــــة: نحن نتكلم الان و لا نعرف ما كان يدور في السر ذلك الذي اوصل الامور الى حد التقاتل لكن عدم حسم الزعيم لهذا الموضوع او التدخل فيه بقوة ساهم بتأجيجه و اتساعه. يقـــــــــــــــــــــــول : (الواقع هو أن البلاد كانت تمر في مرحلة ثورة وطنية لو قدر لها البقاء، لكانت ثمارها عظيمة للجميع، ولكنها كانت مهددة بالأخطار. وقد توسل قاسم بكامل الجادرجي (زعيم الحزب الوطني الديمقراطي)، أن يقبل منصب نائب رئيس الوزراء خلال المرحلة الانتقالية إلى أن تجرى الانتخابات البرلمانية فرفض الجادرجي ذلك، كما رفض التعاون مع قاسم. أما وجهة نظر محمد حديد وأغلب أعضاء قيادة الحزب فكانت مع دعم الثورة والوقوف مع قاسم. )انتهى أقـــــــــــــــــــــــــــــــــول: الثورة منذ اليوم الاول قلبت موازين القوى داخلياً و اقليمياً و عالمياً و كانت ردود الافعال قد صدرت من الجميع مما جعل الثورة في محيط معادي لها بقوة...و هذا متوقع.... هذا عند عقل (الاركان العسكرية) يستدعي السير بحذر و دقة و حسم لا بتراخي و "توسل". لماذا رفض الجادرجي طلب قاسم؟ يجب عدم المرور على هذا الموضوع بهذا الشكل؟ و كأنك تضع اللوم على السيد الجادرجي في محاولة لتبرأت الزعيم و القاء اللوم على غيره و تحميلهم الاخطاء؟ تقول (أغلب اعضاء قيادة الحزب فكانت مع دعم الثورة و الوقوف مع قاسم)...أذن لماذا لم يكلف الزعيم شخصية اخرى من " أغلب اعضاء قيادة الحزب..."؟ و ذكرنا في الجزء السابق عن حسين جميل الشخصية الثانية بعد محمد حديد الذي استقال من الحكومة...فأين بقية قيادة الحزب الوطني الديمقراطي المتعاونة؟ اليكم من الويكيبيديا : http://www.alabasianews.com/news.aspx?id=4823&group_key=persons_with_a_history&lang=ar [( بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 دعا الجادرجي الى تحقيق اهدافها في الحرية والديمقراطية وكذلك المحافظة على جبهة الاتحاد الوطني الا انه مع الاسف فقد لفظت الجبهة انفاسها وبعدها اصيب الجادرجي بنوبة قلبية سافر على اثرها الى الاتحاد السوفييتي للاستشفاء انتقل بعدها الى الدول الاوربية). (وقد رشح قاسم الجادرجي للاشتراك في وزارة الثورة وزيرا للاقتصاد لكن الجادرجي اعتذر بشدة مشيرا الى تجربته السابقة الفاشلة مع بكر صدقي الا ان زيارة الجادرجي لقاسم بعد الثورة تكررت حيث شارك الحزب الوطني الديمقراطي باكثر من وزير وتعاون الجادرجي مع قاسم تعاونا وثيقا)] انتهى يبدو لي مما قرأت ان الجادرجي يومن بالانقلاب العسكري على ان يتم بعده الانتقال الى الحياة الديمقراطية و يظهر ايضاً انه متواجد في الاحداث الساخنة على الساحة العراقية و يساهم فيها من خلف الكواليس و يساهم في حالة نجاحها في ادارتها ومن ثم يزن الامور فيستقيل كما حصل مع انقلاب بكر عام 1936 صدقي و ثورة 14 تموز1958 و لم اجد له اشارة عن دورة في حركة رشيد عالي الكَيلاني 1941 يبدو انه يساهم و عندما يستشعر الخطر يسافر خارج العراق. لذلك تراه من السياسيين القلائل الذي واصل نشاطه قبل وخلال و بعد كل المنعطفات التاريخية الخطيرة في العراق حتى بعد جريمة 8شباط 1963 حيث استمر في عمله السياسي. حاله في ذلك حال رشيد عالي الكَيلاني....شخصيتان محيرتان يمثلان شقي المجتمع (مدني و عسكري). يقـــــــــــــــــــــــول: (وعندما أجيزت الأحزاب للعمل العلني، رفض وزير الداخلية إجازة حزبين فقط، وهما حزب التحرير الإسلامي، والحزب الشيوعي العراقي، الذي أجيز حزب داود الصائغ بدلاً عنه، ولكن اعترض حزب التحرير الإسلامي على قرار الوزير وقدم شكوى على الحكومة إلى محكمة التمييز، فأصدرت المحكمة قراراً بإجازة الحزب، ولم يتدخل قاسم بقرار المحكمة رغم أن هذا الحزب كان يجاهر بعدائه لقاسم وحكومته وانتهى دوره مباشرة بعد إسقاط حكومة الثورة في انقلاب 8 شباط 1963. لذلك كان على الحزب الشيوعي أن يحذو حذو حزب التحرير، فيقدم شكوى إلى محكمة التمييز للنظر في قرار إجازته، إلا إنه لم يعمل ذلك. )انتهى أقــــــــــــــــــــــــــــــــــــول: من هو وزير الداخلية؟ و لماذا رفض؟ و هل تتوقع ان الحزب الشيوعي غفل تلك الحالة أي تقديم الالتماس؟ و هل كان لو قدم الالتماس سيُجاز؟...لماذا لم يفعل ذلك؟ هل لأنه يريد أحراج قاسم او تشتيت الاطراف السياسية؟ انت تقول أنه تم منح اجازة لحزب داود الصائغ...فهل تتوقع ان تقوم المحكمة بمنح اجازة لحزب شيوعي آخر؟ يبدو لي انك لا تُقدر خطورة قولك هذا و لا تربطه بما قدمت اليه من شق الصفوف و توسلات قاسم لرص الصفوف ...و كأنك تقول ان الشيوعيين تعمدوا عدم تقديم الاعتراض ليثيروا المشاكل للزعيم و تُبين ايضاً ان حتى حزب التحرير الاسلامي هو اكثر وطنية و اخلاص و حرص على الثورة و الزعيم من الحزب الشيوعي. الصافي حتى تلك اللحظة هو : القوميون و احزابهم ضد قاسم...الحزب الوطني الديمقراطي ضد قاسم...حزب التحرير الاسلامي ضد قاسم ...الحزب الشيوعي العراقي غير معترف به...أذن من بقى مع قاسم؟ اقوالك تلك تعني ان الزعيم شق الحركة السياسية و نَّفرها لتعاديه كل اطيافها...هل في ذلك حكمة او نضج او كفاءة؟ يقـــــــــــــــــــــــــــــــــول: (ثقافة قاسم لم يتعرض كاتب سياسي أو ناقد إلى ثقافة أي حاكم، سواء في العراق أو في البلاد العربية، كما تعرضوا لثقافة عبدالكريم قاسم. فبعد أن فشلوا في الطعن بوطنية قاسم وإخلاصه ونزاهته وحبه للشعب والوطن، حاولوا الطعن في عروبته وإخلاصه للشعوب العربية، ووصموه بالشعوبية، ولما فشلوا في إثبات هذه التهم، فلم يبق أمامهم سوى اللجوء إلى الطعن بثقافته. فهل حقاً كان قاسم غير مثقف؟)انتهى الى اللقاء في الجزء التالي الذي سيبدأ بالمقطع اعلاه.
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
اخبار العراق اليوم تصلكم بكل وضوح بواسطة العراق تايمز