العراق تايمز: حيدر الجزائري
فيما يطيب للآخرين النوم بهناء والتنعم بسكون الليل وهدوء الأصوات، يقضي الرجل الكبير بالسن نوري شمخي (63 عاماً) من أهالي قضاء الزبير غرب البصرة، ليله بالأنين والألم بسبب ظهور ورم كبير في بطنه، قض مضجعه وأنساه طعم الحياة لنحو 7 أعوام.
الورم ليس كغيره من الأورام، هو كتلة كبيرة تكاد أن تكون الأكبر في العالم، فوزنها يصل لأكثر من 25 كغم، جثمت على أحشائه وقلبه، غير ان نوعها لم يحدد بعد، حميدة كانت أم خبيثة، لكن من المؤكد أنها أخذت تخنق أنفاس هذا العجوز شيئاً فشيئاً حتى بات عاجزاً على تحريك جسمه وتقليب جنبيه.
يقول شمخي وهو أب لعائلة كبيرة، لراديو المربد، ان "الورم ظهر في بطنه عام 2007 وأخذ يكبر تدريجياً وبعدما عرض نفسه على الأطباء أكدوا له إن استئصاله في العراق أمر غير ممكن بسبب الإمكانيات الطبية، حتى أضطر ان يبيع داره ويسافر بماله إلى الهند عام 2013 وبالفعل قاموا بإزالتها بكلفة بلغت نحو 11 ألف دولار، لكنها ظهرت من جديد بعد عام وأصبحت على ماهي عليه الآن وبتضخم متواصل".
شمخي راجع وزارة الصحة برجاء شموله بالعلاج الحكومي خارج العراق الا انه جوبه بتجاهل ورفض لطلبه المتضمن استثناء حالته الخاصة، بعدها لجأ لديوان محافظة البصرة التي تسير وجبات المصابين بالإمراض المستعصية إلى الهند، لكنه اخبر أن هذه الخدمة المجانية للمواطنين توقفت لأسباب مالية، كما قال.
وعن نفسه، يقول بصوت خافت من شدة الألم ووقع اليأس بعد أن سالت الدموع من عينيه، "بدأت أعد نهاية أيامي وأتمنى خروج روحي من هذا البدن العليل المنتفخ بالورم الذي أخذ يضغط على قلبي ويخنق أنفاسي ويمنعني من تناول الطعام وشرب الماء بسهولة كالآخرين".
من جانبه، يبين ابنه احمد لراديو المربد، ان "من أشد ما يعانيه والده هو تقلب جسمه أثناء النوم، فلابد من معين يساعده على ذلك لعجزه عن التقلب بمفرده، فضلاً عن حاجته للمساعدة بالأكل والوصول إلى دوره المياه".
ويضيف ان "والده بحاجة لمن يلازمه الغرفة لخدمته بشكل متواصل فهو أشبه بالشخص المقعد، فحين يقضي الأبناء الثلاثة وقتهم في عمل البناء (العمّالة) تبقى الأم ترعاه حتى عودتهم كونهم القادرين على نقله وتحريكه".
ويشير إلى ان "تضخم الورم تسبب له مؤخراً بانتفاخ آخر في ساقه اليمنى وخروج منها سوائل غريبة، كما ان ذلك التضخم تسبب بالضغط على الأمعاء والشرايين سيما الشريان الابهر".
وتناشد عائلة نوري شمخي المنظمات الإنسانية والأيادي البيضاء بمد يد العون لوالدهم ومساعدته على شراء العلاج ونقله إلى إحدى الدول التي تشتهر بالطب المتطور لإزالة الورم الكبير من بطنه لإعادة الروح لهذا الرجل الكبير فضلاً عن بث الأمل لعائلته الكبيرة التي يعيلها.
المصدر: راديو المربد