الى كل الادباء والكتاب والمبدعين العراقيين والذين اغوتهم كتابة الرواية الجديدة بمنطلقاتها وتجليات طولها وتشعبات احداثها وسياقات القص وهو يحتوي صراعات العالم ويستوعب تناقضات الواقع المزري المعاش لبلد يملك عمقا حضاريا وله تأريخ وانعكاسات وضعه السياسي والفكري الخاص في انجاز المبدع المراقب....واخص بحديثي بالذكر الطيب الشعراء الذين تركوا غابة الشعر الجميلة الخضراء الباسقة وافاقه الرحبه الواسعة وعوالمه الغريبة وسماءاته البعيدة وضبابيته الجميلة وغرائبيته المتالقة وحرائقه المتوهجة ابدا والرحيل لذلك الواقع المرير المليء بالاحداث والتداعيات اليومية وتغيراتها المتعجرفة ..واقعنا العراقي بكل تناقضاته وتداخلاته وصراعاته وخرابه الذي تصنعه مفخخات الموت وانهيالاتها اليومية وتديمه انفجارات السيارات المفخخة والازمات المتلاحقة والانكسارات اليومية للشعب المسكين وخلال السيارات المضللة التي تتحول الى صاعقة لتتوزع الاثناء والازمات التي كرسها الفساد وسياسيو الصدفة والمباغته ...والطبقة السياسية التي انتجها التخلف وغذتها الطائفية السياسية والانتهازية والوصولية والعنصرية وكل امراض وسياسة الأحتلال وما تفرضه من دلالات ....تلك هي اهم واخطروابلغ رواية تكتب في عصر مابعد الحداثة واصعب احداثها ترسمها قلوب تبكي وترصدها اجساد تتهاوى وعيون تشرئب لتصعد الى السماء عابرة مدار الارض في عنفوانها لتنزل حائرة لا تدري اين تتجه والى اين تأوي ...ووجوه سائحة عائمة تبحث عن ملاذ آمن لها ولمن وراءها ...ودمارواندثار وانهيار قناعات .... ولو قرانا قصص المغقودين والجرحى وامعوقين بعد كل انفجار وما يعصف بعدها من مآسي وحكايات المشردين والنازحين والمهجرين والهاربين من الجحيم الاسود وجراء الحروب الاهلية واحتدام خيبات الشعب المتكررة في خراب المغامرات ..ايها الاعزاء الأجلاء ...اتركوا كاولوا باولو وخيميائياته وارنست همنغواي وبحره الجميل واليف شافاق وتداخلاتها مع جلال الدين الرومي واتركوا ماركيز وواقعيته السحرية واتركوا كل روئييى الكون الواسع القديم والجديد ...البعيد والقريب ...وكل خيال بعيد عن الواقع المر ...واتركوا الثقافة والقراءة الصعبة والسهلة وتجارب العالم المتنوعة و تعالو الى اية ساحة اوىشارع من الشوارع اوسوق من اسواق بغداد على سبيل المثال لا الحصر اوتجمع بشر فثمة قصص وروايات وحكايات واستذكارات وتنهدات ونثر عميق تتوقف عنده كل لغات العالم ....وتنحني له الجباه والروؤس ....وتخلع له قبعات الادب والثقافة احتراما واجلالاأجل ايها السادة ... فالباعة المتجولون مستهدفون وعمال البسطيات وعمال البناءواصحاب العربات والحماميل والعتالون والزبالون والكناسون واصحاب المهن البسيطة ...وكذلك الموظفون العاديون والفنانون الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه والادباء من امثالكم والشعراء وهم يتبعهم الغاوون وفي كل وادي يهيمون مستهدفون ايضا ... كذلك الخطباء وعلماء الدين ولا استثني الصحفيين واعتذر اذا نسيت احدا من العالمين ....فالابرياء دائما مستهدفون في وضعنا الديمقراطي الجديد وهم يشكلون خطرا محدقا على النظام برمته ومن يقف خلفه وليس ثمة سياسي مستهدف ابدا ...لا من قريب ولا من بعيد فقط المستهدف هو المواطن البسيط الكاسب قوت يومه وكده وخروجه بدايات الصباح الى اخر النهار ومن يحمل همه وقلبه وروحه لعيش عائلته بشرف وكرامه تليق بالوطن والحياة والناس لا القابع في خضراء الشؤوم ومن تمشي خلفه افواج الحمايات دون انقطاع هؤلاء مصانون محصنون من كل بلية وانفجار ومحاطون برعاية الله وحفظه فهم خلفاء الله في الارض وحاملوا لواء الحق والعدل والانصاف ينافسون ابي بكر البغدادي في تطبيقه لمفاهيم الدولة الاسلامية في قرننا العربي البائس الذليل ....ذلك هو واقعنا المريرالذي لم يكتب بعد وتلك هي الرواية العظيمة التي لا يجيد احد قراءتها .
مقالات اخرى للكاتب