القبيلة، المنطقة، الإقليم، المذهب، الحزب، الطائفة ، العائلة، كل هذه العناوين اصبحت اهم من الوطن في يومنا هذا في خطابنا هذا، ماقيمة الوطن الذي نحوله الى أجزاء مبعثرة؟ ماقيمة الوطن بلا مواطن؟ ماقيمة الوطن بلا مواطنة؟ ماقيمة الوطن وعيون قادتنا وأفئدتهم تتجه الى اليمين بعد الحدود والشمال بعد الحدود؟!
ماقيمة المواطن الكسول الذي لايفكر بمستقبل اطفاله والاجيال القادمة؟ وماقيمة المواطن الاتكالي الذي يعتقد ان التغيير ليس من وظائفه؟ وماقيمة ان يبقى الجميع كمبارس او متفرج على مسرحية بيع الوطن؟!
الوطن الذي أكلته افواه فاسدة في اعماق السنوات الماضية لامنقذ له الا بثورة هادئة او ناعمة سمها ماشئت هي بداية النهاية لحقبة المحاصصة سيئة الصيت، تختلف هذه الثورة عن الثورات السابقة التي شهدتها البلاد، ثورة بلا عنف بلا دم بلا دخان بلا دبابات بلا جيش بلا عسكر بلا تهور بلا بيان رقم واحد فقد ولى الى غير رجعة زمن السحل والتقطيع والتمثيل والاعتقالات العشوائية واحتلال مبنى الإذاعة.
الثورة الناعمة فوهتها الديمقراطية ورصاصها ورقة الاقتراع، اجتثاث الكتل والأحزاب التي فشلت في إدارة البلاد ليس عبر الاقصاء والتهميش والمطاردة بل عبر ازاحة ناعمة تحققها صناديق الاقتراع لا غير.
قيمة الثورة الناعمة بالمواطن المتحرك وقيمة الثورة الناعمة بالتأكيد على ان التغيرات الكبيرة تحدث من خلال المنظومة الدستورية والقانونية ولامجال للفوضى ان تنتشر.
عزوف المواطنين عن الانتخابات يعني تجذيرا للخراب والدمار، يعني تأصيلا لاستمرار الواقع السيء الذي أنتج لنا المحاصصة والخراب الذي نعيشه والكتل السياسية الطائفية.
صناعة الديمقراطية العراقية مهمة عراقية وطنية فقد انتهى زمن المراقبة والهروب والتوصوص والاختفاء والانتقاد بلا حلول وجاء زمن الإزاحة الديمقراطية بهدوء بلا ضجيج.
مقالات اخرى للكاتب