الجريمة لم تكن الأولى أو الأقسى بل فجع الموالين لأهل البيت ( عليهم السلام) بأقسى وأشد منها على مر تاريخهم المرير مع هذه المجاميع التكفيرية التي لا تقبل الأخر بل تريد من الجميع أن يعيشوا عبيداً تحت سلطانها وعصاها ، فتجربتنا مع الأخرين لم تكن وليدة لحظة أو نتاج أيام بل تمر في عمق التاريخ الذي يمتد لمئات السنين ، لهذا فكل فريق عنده خبرة كاملة مع من يتعامل ومع من يشارك في هذا الوطن ، فشطب تجربة بهذا العمق تكون من السذاجة بل الإنتحار لهذا يجب أن نستعين بدقائق تلك الأيام وما جرى فيها لأن الأيام تتقلب وتعود نفسها مع بعض التغيرات التي قد تطرأ بسبب تغير الظروف ، وأهم ظرف قد تغير هو وصول الأغلبية الشيعية الى الحكم بعد معانات لأكثر من 1430 سنة ، وقد وصلت هذه الأغلبية الى قمة الهرم الحكومي عن طريق صناديق الإقتراع التي أفرزت فوز الأغلبية المضطهدة بالإنتخابات ومن ثم تكوين الحكومة ، ولكن رفض المقابل للواقع بسبب تعوده على قيادة العراق قد أربك الساحة بل جعلها تغوص في إزمات حقيقية وهناك عوامل ساعدة على أستمرار هذه الإزمات كالمصلحة الكردية من وجود هذه الإزمات لكي تعيش بغداد في حالة غير مستقرة ومن ثم يمكن الضغط عليها وأبتزازها بالشكل الذي يريده الكرد وبالفعل تم لهم ذلك ، وكذلك المحيط العربي الرافض لوجود الأغلبية الشيعية على قمة الهرم في العراق ، بالإضافة الى عدم تفاهم أو إتفاق التنظيمات الشيعية نفسها مما جعلها جميعاً ضعيفة وغير قادرة على قيادة المرحلة ، وحتى الطريقة التي سلكتها الأغلبية الشيعية في الحكم غير واقعية ولم تستفد من التجارب المختلفة التي أختزنها التاريخ لنا إن كان من تاريخنا أو تاريخ الدول الإستعمارية وكيفية تعامل الحكومات مع أبناء شعبها أو الشعوب الأخرى ، بل سلك طريق المرونة المفرطة التي لم يتعود عليها أصحاب الحكم سابقاً مما جعلهم يأمنون محاسبة القانون بل أصبحوا جراء هذه المرونة فوق القانون ، وقد ظهر ذلك من خلال الخطابات والشعارات والأهازيج والشخصيات المشاركة في المظاهرات المستمرة لأكثر من شهرين بل تشيعيهم لجثث الإرهابين الذين طبق عليهم القصاص العادل بسبب قتلهم وذبحهم لأبناء العراق العزل ، علماً جميع المشاركين في العملية السياسية والغير مشتركين فيها من الأقلية السنية لم نسمعهم ينتقدون النظام الدكتاتوري السابق بل على العكس أغلبهم يمتدحه ويتأسف على سقوطه ، لهذا يجب أن تسلك الحكومة العراقية طريق القانون في أستتباب الأمن وليس هناك وسيلة غير القانون في السيطرة على الأوضاع ، لأن المقابل لا يقبل بالأمر الواقع بل يرفضه ويقاتل من أجل تغيره وما تفجيرات الثلاثاء إلا أبسط مثال على هذا الرفض ، أما ما يطرح من أسباب أو علل لهذا الوضع كتغير رئيس الحكومة أو العفو العام وغيرها من مطالب المتظاهرين الذين يرفعون كل شيء يرفض العملية السياسية ، فجميعها أسباب واهية ومن السذاجة الأخذ بها أو التفكر في تحقيق ما يخالف الدستور منها ، وحتى مسألة رئاسة الوزراء ما هي إلأ سبب واهي يراد منه تدمير العملية السياسية ، فهل تغير المالكي سيجعلهم يدعمون العملية السياسية أو يقبلون بحكم الأغلبية ؟؟؟؟ هذا من الغباء السياسي القبول به أو مناقشته ، لأن المراد ليس المالكي كشخص بل المالكي كأغلبية أي المطلوب الشيعة لا تسيطر على رئاسة الوزراء وهذا كل مبتغاهم وغايتهم ، أما من يفجر ومن يقتل ومن يسلب الأمن من عيون الناس يقال أنهم البعثية أوالقاعدة ؟؟؟؟ من البعثية ؟؟؟ ومن القاعدة ؟؟؟؟؟ أليس هم ، وهم الذين يصرحون بهذا ، أليس خطيبهم في الرمادي يقول نحن تنظيم القاعدة ونقطع الرؤوس والمتظاهرون يهتفون معه ويرقصون وغيرها من الأدلة التي تثبت قاعديتهم وبعثيتهم ، ولكن التجربة التي عاشتها جميع فئات الشعب العراقي لعشرات السنين تثبت وصول الأقلية للحكم من جديد سوف تتضرر جميع الفئات وخصوصاً الشيعة والكرد منها ، الكرد الذين تنعموا وعاشوا حياة مثالية منذ التغير الكبير عام 2003 أكثر من الشيعة الذين عاشوا بالتفجير والتقتيل وعدم الأمان وقلة الخدمات بشكل عام على النقيض من الكرد ، لهذا يجب أن يتعاون الجميع بدون أستثناء من أجل حياة أفضل لأنهم يريدون العراق يسبح بالدماء إذا ما وصلوا للحكم أو لم يصلوا فألأمر عندهم سيان لأنهم أعتادوا على لون الدماء الأحمر .
مقالات اخرى للكاتب