العراق تايمز: فيينا-عامر البياتي ــ أقام الدكتور مصطفى رمضان ممثل حكومة إقليم كردستان في النمسا حفل كبير في فندق مريديان بالعاصمة النمساوية فيينا، بحضور الدكتور سرود نجيب سفير العراق لدى النمسا والممثل الدائم بالأمم المتحدة والوكالات الدولية في فيينا، للاحتفال بالسنة الكردية الجديدة وأعياد نوروز المجيدة المزينة منذ يومها الأول بالربيع المتفتح بالأمل والسلام والمحبة.
وقد شاركت في الحفل الجالية الكردية والعربية، وممثلي الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني العراقية بكل أطيافها القومية والدينية التي تمثل النسيج العراقي المتآخي من أجل البناء والتنمية.
كما شارك في الحفل ممثلين عن وزارة الخارجية والدفاع والجامعات والأحزاب والعديد من الجمعيات النمساوية، بالإضافة إلى ممثلين عن السفارات الشرق أوسطية والعالمية خاصة من الدول المجاورة تركيا وإيران، بالإضافة إلى سفراء فنزويلا وفلسطين.
وفي هذا الإطار أكد الدكتور مصطفى رمضان على أهمية رأس السنة الكردية الجديدة وأعياد (نوروز) أو (اليوم الجديد) في الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة للشعب الكردي، لما تتضمنه من قيم ومعاني سامية بالنسبة للحرية والعدل والتفاهم بين كافة الشعوب، ثم ألقى الدكتور سرود نجيب كلمة حيا فيها مناسبة الأعياد الكردية وأهميتها بالنسبة للوحدة الوطنية ومستقبل العراق الزاهر بكل أطيافه القومية والدينية.
وفي بداية الحفل قدمت فرقة أطفال المدرسة الكردية في فيينا أناشيد وطنية، وبهذه المناسبة البهيجة قدمت الفرقة الموسيقية الشرقية أغاني كردية وعربية، كما أبدعت المغنية الصاعدة الشابة تارا جاف من خلال تقديمها ألوان من الفلكلور الكردي، نالت أحسان الجميع وتألقت في عاصمة الفن والموسيقى فيينا.
جدير بالذكر أن عيد نوروز لدى الأكراد، يعتبر عيداً قومياً يحتفلون به في كردستان العراق ومع أصدقائهم في جميع أنحاء العالم، ويعد مناسبة رسمية إذ تعطل كل الجهات الحكومية والأهلية اعتبارا من 20 آذار/مارس ولمدة أربع أيام، ويتم إيقاد شعلة نوروز في كل المدن الكردية، والتي تسمى شعلة كاوة الحداد التحررية من الرق والعبودية ورمز للثورة والتمرد على الظلم والطغيان، التي عرف بها الشعب الكردي العريق منذ قديم الزمان.
وعيد النوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية 21 آذار/مارس، هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة، وهو من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريين، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة المتجذر في ثقافات العديد من الشعوب الأسيوية، لكنه يحمل في نفس الوقت لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر، وفق الأسطورة العريقة بأن إشعال النار كان يمثل رمزاً للانتصار والخلاص من كل أشكال التسلط والعبودية، الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين في العهود الغابرة، يحتفل به الأكراد عام بعد عام للتأكيد على الأنعتاق والأصالة والهوية، وحمل شعلة الحرية باستمرار وبلا هوادة من أجل السلام والتعايش والتنمية.
*كاتب في الصحافة النمساوية