يعد الازدهار الثقافي لمختلف الفنون والاداب مؤشرا مهما واساسيا في قياس رقي الامم والشعوب ومدى تحضرها لانه يعكس بشكل واضح ما وصل اليه تطور العطاء الفكري والابداعي واتساع مدياته وتاثيره المباشر في الثقافات الاخرى .
ولابد لهذا العمل الابداعي لاوجه الثقافة ان تشرف عليه موسسة او هيئة ترعاه وتحدد مساراته ومنهجيته وتسعى لنشره بصورة واضحه وتكون عونا في تطوير انشطة وزارة الثقافة والتعريف بالشخصيات الادبية والفنية في البلدان العربية والدولية والمساعدة بالتنسيق مع الوزارة في اقامة الاسابيع الثقافية وتنظيم المشاركات في المهرجانات والفعاليات التي يدعى اليها العراق .
وفي بلدنا حيث تزدهر منذ الازل الفنون والاداب والمسرح والفنون التشكيلية الا انها تفتقر وجود ذلك المجلس والهيئة .. واعني به المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الذي كثر عنه الحديث منذ سنوات طويلة وتعثر اعلان تشكيلته التي لم تر النور لحد الان .
ولاهمية وجود هذا المجلس لابد ان يحدد بقانون وتشريع لكي يكتسب صيغته القانونية والاعتبارية والمعنوية وياخذ شكله ومسمياته واهدافه .. وسبق لي ان عرضت هذا الامر ومقترحات اخرى خلال مقابلتي للسيد وزير القفافة الاستاذ فرياد رواند زي في الاسبوع الاخير من العام الماضي واقترحت عليه ان تبدأ الوزارة وتشرع بالخطوات التمهيدية لتكوين الارضية الخصبة والنواة الاولى بتشكيل هيئة عليا تضم الشخصيات الاعلامية والثقافية والادبية والفكرية والتشكيلية والمسرحية والخبراء لتبدأ اعمالها بالمساعدة في وضع اللبنات الاولىى لصياغة قانون المجلس تمهيدا لعرضه على الجهات القانونية والتشريعية والاستفادة من تجارب الدول التي سبقت العراق في هذا المجال ودراسة قوانينها واجراءاتها في هذا الشان .
وللحقيقة والانصاف تجاوب السيد الوزير وتفاعل مع طروحاتي ولمست لديه الحماسة حول هذا الموضوع واهمية العمل بخطواته الاولى ليرى هذا الصرح الثقافي النور ... ولكن لم اسمع ولم اقرأ ولم يصدر اى امر واى خطوة لحد الان بالرغم من الوعد الذي قطعه بتحقيق هذا الحلم الكبير اذ ليس من المقبول ان يبقى البلد بدون وجود المجلس الوطني للثقافة والفنون
والاداب بالرغم من ازدهار النتاج الثقافي المتنوع ... واكرر الان اقتراحي واعرضه مجددا امامه باختيار لجنة متخصصة من المستشارين القانونيين واهل الخبرة والمشورة تعمل تحت اشرافه لصياغة قانون هيكلية المجلس واهدافه واغراضه ومهماته ليسجل ذلك انجازا لوزارة الثقافة واقول لمعالي الوزير . ان مسيرة الالف ميل تبدأ بالخطوة الاولى التي طال انتظارها ليسجل لك انجازا ثقافيا كبيرا .
مقالات اخرى للكاتب