نحو حملة وطنية لإنزال علم الاحتلال العثماني عن عشائرنا العراقية ورفع العلم الوطني العراقي !!!
على رأي بعض المؤرخين ؛ إنه شهد العراق خلال حكم الدولة العثمانية له للفترة من( 1534م ـ 1918م ) العديد من محاولات الإصلاح والبناء، كما شهد أول ثورة ضد الوالي العثماني في بغداد عام 1832م، ومن الأسباب الأساسية لهذه الثورة هي مطالبة المفتي عبد الغني آل جميل لرجال الحكومة بالكف عن الأعمال الوحشية والإساءة للناس ، ولكن الولاة لم يستجيبوا لندائه، وسميت ثورته بحركة المفتي عبد الغني آل جميل، ومهدت ثورته لكثير من الثورات من بعدهِ كثورة العشرين فيما بعد. غير أن الاضطرابات التي كانت تواجهها الدولة العثمانية بسبب الصراع الدائر بين المحافظين وتيار التجديد ومن بعد ذلك تيار التغريب، حال دون إكمال مشاريع الإصلاح في العراق .كما أستقل العديد من الولاة المماليك المعينين من قبل السلطان العثماني بمناطق من العراق في فترات مختلفة، وأستمر الحال على نفس المنوال حتى سقط العراق بأيدي الاحتلال البريطاني سنة 1918.(*)
لازال اثر الصراع العثماني الفارسي واضحا على العراق إلى يومنا هذا فلازالت تركيا تؤيد أهل السنة وإيران تؤيد جانب شيعة العراق منذ القدم وليومنا هذا , بل أن الحدود العراقية الإيرانية التي تم بموجبها تحديد الحدود بين البلدين لم يكن العراق طرفا فيها, فأول معاهدة تم بموجبها ترسيمها كانت وفق معاهدة أرضروم الأولى في تموز 1823 ( اثر الانتصار الذي حققه القاجاريون الفرس على العثمانيين في معركة أرضروم السنة نفسها ) التي تمت بين العثمانيين والفرس والدولة الكعبية بإشراف انجلترا وأعطت المعاهدة إيران المحمرة وميناءها والأراضي الواقعة على الضفة الشرقية من شط العرب. وعقدت معاهدة أرضروم الثانية في مايو 1847بين الدولتين بإشراف بريطانيا وروسيا والتي يعاني العراق إلى يومنا هذا من تأثيرها وهو لم يكن طرفا فيها وهاتان المعاهدتان ظلتا الأساس لكل معاهدة عقدت بعدهما.(1)
حكم العثمانيون ، العراق كونه ولاية من ولايات الخلافة الإسلامية ، أما المماليك فحكموا ولايات العراق الأربعة بين عامي 1775 - 1831م كولاة تابعين للدولة العثمانية ، وتميزت فترة حكم المماليك بظهور دور ملحوظ للقوى الأوروبية وعلى الأخص بريطانيا ، وذلك من خلال الدعم البريطاني السياسي والتجاري للحكام الأغوات المماليك ، الأمر الذي أضاف عاملاً جديدًا في إبقاء السلطة بيد المماليك وترسيخ السيطرة العثمانية غير المباشرة. انتهى حكم المماليك وقد في أكتوبر/ تشرين الأول 1810 على يد العثمانيين لأسباب تتعلق بمحاولة حكم المماليك للعراق بشكل مركزي بعيدا عن سيطرة الدولة المركزية في الأستانة. وظلت الأسر المحلية في العراق تحكم بموجب فرمانات من السلطة العثمانية كأسرة الجليلي في الموصل وأسرة البابانيين في السليمانية.(2)
لقد مر العلم العثماني بعدة مراحل ؛ حتى أستقر في عهد السلطان سليم الثالث الذي حكم الدولة العثمانية للفترة من(1203هـ ـ 1222هـ) ، وهو علم الدولة العثمانية الذي استمر يرفرف على جميع المستعمرات التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال العثماني ، ومنها العراق الذي بقي خاضعاً تحت هذا الاحتلال للفترة من (1534م ــ 1918م).(3)
والحالة هذه ؛ فمما تقدم ، يمكن أن نستشف حقيقة تاريخية ، مفادها أن العراق كان عرضة لنهب المحاولات الأممية الكبرى .. الأتراك .. الفرس .. الإنكليز ، وهذا ما جعل الصراعات تتعاقب والمحاولات تترى ، لأجل أن تبسط كلُّ أمّة سلطانها على العراق . وبقراءة سريعة ـ غير متسرعة ـ يتضح لنا كيف
أن لكل أمّة علمها الذي تميّزت به ، فهو الراية التي ترفرف على أرض انتصاراتها، وهو اللواء الخفّاق الذي يبقى شاهقاً على المستعمرات التي يخلفها الاحتلال . ومن خلال ما قرأناه آنفاً ـ دون إسهاب ـ نرى أن السلطان العثماني كان حريصاً على الإيحاء إلى خصومه المنافسين .. الفرس والإنكليز ، أن العراق له من أقصاه إلى أدناه .. من شماله حتى جنوبه .. ومن شرقه حتى غربه ، ما جعل السلطان العثماني يؤكد هذا بفعل التنفيذ على أرض الواقع ، فأجبر العراقيين، بواسطة ولاته المتعاقبين إلى حتمية رفع العلم العثماني على أرض السواد .. أرض وادي الرافدين ، لدرجة شملت حتى قبائل العراق وعشائره ، لا مؤسسات الدولة حسب .
ومن هنا نبدأ ؛ فما دام العلم العثماني الذي كان يرفرف على الأرض العراقية منذ الإحتلال العثماني ، لماذا إذن ؛ هو يرتفع حتى يومنا هذا على رؤوس شيوخ عشائرنا وفي (مضايفهم)و(عراضاتهم) و(هوساتهم) و(جوادر الفصل والنزاعات).. أليس هو العلم التركي الذي لمّا يزل مرفرفاً على الجمهورية التركية وسفاراتها وقنصلياتها في العالم .. هل العراق مازال تابعاً لسلطة الحكومة التركية ، بحيث تحمل العشائر العراقية راية ً عثمانية أكل الدهر عليها وشرب ، ولم يبقَ في العالم ما يؤشر لإحتلال عثماني إلا ما تؤشره عشائرنا العراقية العزيزة اليوم !!!؟ وأنا على يقين مطلق؛ بأنّ عشائرنا الكريمة لم تقصد من هذه الراية رفع الراية العثمانية ، ولكن ربّما هو الإعتزاز بالإثم ، أو عدم الإلتفات والإنتباه إلى الأبعاد القومية والوطنية لهذه الكارثة الكبرى .. عشائرنا تحمل راية الإحتلال العثماني الغاشم رآيات ٍ لها !!!
ثم؛ ...
لماذا لم يلتفت أيّ من المسؤولين الحكوميين منذ عام 1918م حتى اليوم إلى هذه الكارثة الوطنية ؟!!!
لماذا لا يدعو الوطنيون من أبناء العراق إلى توجيه شيوخ عشائرنا الأجلاء إلى الالتفات لهذه المأساة ؟!!!
أليست هي موضوعة وطنية جديرة بالإهتمام ؟!!!
أليس الأولى بعشائرنا العراقية أن تحمل علم الوطن العظيم .. راية العراق الموحد .. راية الله أكبر ؟!!!
هل راية العراق ؛ بما تحتويه من معان تاريخية ومضامين اعتبارية، أولى بعشائرنا الكريمة من حمل راية الإحتلال العثماني الغابر؟!!!
أليس الراية الحمراء ذات الهلال والنجم الأبيضين هي راية الجمهورية التركية، لا راية الجمهورية العراقية ؟!!!
ومن هنا أيضاً ؛ أدعو كافة العشائر العراقية ،ومنظمات المجتمع المدني ، والمجالس الثقافية ، والإتحادات كافة ، ووزارة الثقافة والإعلام ، والبرلمان العراقي ، والأمانة العامة لمجلس الوزراء ، ورئاسة الجمهورية إلى إيلاء هذه الدعوة كامل الأهمية ، ومساعدتنا لإطلاق الحملة الوطنية الشاملة لإنزال العلم العثماني ورفع العلم الوطني العراقي ، بحيث تقوم كافة عشائرنا العزيزة إلى كتابة إسم العشيرة باللون الأبيض (أو أي لون تشاء)على الثلث الأسود الأسفل من العلم الوطني العراقي النافذ ، وهذا ما يوحي إلى أمرين مهمين جداً هما:
أولاً : إنهاء التبعية للإرادة العثمانية
ثانياً : تأكيد الوحدة الوطنية ، من خلال قيام عشائرنا العراقية برفع علم واحد (العلم الوطني الموحّد) مع احتفاظ كل عشيرة أو قبيلة بإسمها الذي تعتز به تاريخياً ، إذا لا عزّة لعلم المحتل الأجنبي ، حتى وإن طال به الزمن !
***
المصادر :
(*) الموسوعة الحرة
(1) نوري الدهلكي ـ الصراع الفارسي العثماني في العراق
(2) المعرفة
(3) تاريخ العلم العثماني ـ أحمد تيمور
مقالات اخرى للكاتب