قال ؛ لن يسامحنا الله على ما فعلناه ببلدنا
قلت ؛ أصبت ياحاج . فأن شعباً يسمح للأجنبي أن يغير له نظامه لن يرى الراحة ولن تفارقه المآسي والأحزان ! كان حواراً قصيراً مع شيخ جليل من احبائنا ابناء الأنبار عند مدخل بغداد وهو في حال يرثى لها نتيجة لما حل به من تعب وحزن على خلفية العرض المتواصل للفلم العراقي ( جئنا لننتقم ) على قول شاعرنا الرائع موفق محمد ! وكان ما كان .
أتفق العرب على قتل العراق ففتحوا اجوائهم لغربان الشر لتستبيح العراق . فالعرب مبدعون وبشكل مفرط في قتل بعضهم لبعض ومتفوقون تآمر بعضهم على البعض الآخر وتلم مأساة الشعوب العربية !
ومن فرط مانحمل من طيبة تصل حد السذاجة توهمنا حين صدقنا للوهلة الأولى ان أمريكا جاءت لتحررنا .. ومفردة التحرر هنا فسرتها سذاجتنا تفاسير وتعاريف مختلفة تبعاً لما نحمل من طيبة تفترض حسن الظن لدى المقابل وهي صفة من صفات طيبة الشعب العراقي فكان تفسيرنا الأول . ان الحرية تعني انها ستجعلنا احرار ونحن بلد ذو تقاليد سيجعل من الحرية نموذجا في التعامل الإنساني . والثاني أن الحرية ستأتي لنا بنظام يصون كرامتنا ويحفظ خيراتنا طالما انها أي امريكا قد اسقطت نظاماً قالت عنه دكتاتورياً خرج عن طوعها ! وثالثاً ان الحرية ستجعلنا اسياد في أرضنا بحكم الكم الهائل من الثروات التي تحويها بطون ارضنا من نفط وغاز وفوسفات وكبريت وزجاج وزراعة و وو الخ الخالخ !!
وخلال ستة اشهر اعقبت الاحتلال كانت حالة من الترقب لانتظارالوليد ودعواتنا ان يكون سليماً معافى ينسجم وتطلعات ذلك الرجل الوقور الذي امسك بصورة رئيس النظام السابق وقد انهال عليها ضرباً ( بنعله ) وهو يقول هذا الذي دمر العراق ....
لكن حقيقة امريكا ونتانتها وغبائها قد انكشف بسرعة وجاء حاكمها المجرم ( بول بريمر ) ليباشر بعملية تهديم العراق بشكل منظم بمساعدة عملاء جاء بهم على دباباته القذرة فأصدر اول قراراته بحل الجيش العراقي ليتحول العراق من بلد محرر الى بلد محتل ثم حل اجهزة الشرطة والاستخبارات ليبقى العراق مفتوحاً لدخول الضباع تنهش خيراته وابناءه وليصبح العراق في مهب الريح فارغاً من الحس الوطني ومستباح من ال CIA والموساد وغيرها من مخابرات السوء لتنطلق مرحلة جديدة من تصفية الحسابات الإقليمية عبر ارض العراق بمساعدة ذيول وعملاء باعوا انفسهم من اجل الدولار وبدأت عمليات تدمير البنى التحتية والتأسيس للمحاصصة الطائفية من خلال شخصيات عميلة لاهمَ لها سوى نهب ثروات الشعب وفق خطط رسمت بشكل وحشي وشوفيني وليبدأ صراع الأفاعي !
وضمن هذا البرنامج الخبيث انطلقت عملية تصفية العلماء بطرق مختلفة شملت القتل والتغييب والتهجير وليصبح العراق خالياً من علمائه وما ينطوي على تلك العملية من تداعيات كانت واضحة من خلال تدمير الصناعة والقضاء عليها بشكل كامل ومن ثم تدمير الزراعة وليتحول العراق الى بلد مستورد لكل شيء وتلك جزء من المؤامرة الخبيثة !
وفي وجه آخر من أوجه المؤامرة تم ويتم استهداف كل من يحمل روحاً وطنية تحب العراق وبطرق مختلفة سواء بالتصفية الجسدية او التغييب او فبركة الملفات ومن ثم زجهم في السجون والمعتقلات ولتترك الساحة العراقية لمن جاء من خلف الحدود ليشيع التقسيم والسلب والنهب والقتل بين العراقيين وهو ما حصل فعلاً اذ نهبت من العراق اكثر من 1000 مليار دولار لتتحول الى حسابات وعقارات خارجية بينما الشعب يموت جوعاً وفقراً وليواجه ارهاباً مفتعلاً !
هذه هي سياسة العملاء في العراق وهي كسياسة الأفاعي التي حتى وأِن شبعت لاتترك طباعها في ان تلدغ في كل زمان ومكان ! وهذا مصير كل بلد يسمح للأجنبي أن يغير له نظامه !!! فالأجنبي يعتمد عملاء له والعملاء دائما يكونوا فاقدي الوطنية وبالنتيجة لايهمهم سوى قبول اسيادهم عنهم وليذهب الشعب الى الجحيم !!!!!
ولذا نجد وبدون غرابة ان بوصلة الأحزاب الحاكمة او المشاركة في حكم العراق منذ العام 2003 تتجه صوب من ساهم في صناعتها او دعمها فالبعض اتجه صوب امريكا وحليفتها اسرائيل والبعض الآخر اتجه نحو السعودية وقطر والبعض الآخر نحو ايران وتركيا ! ليصبح العراق فريسة ينهش بها نهباً وسلباً وقتلاً كل هؤلاء دون استثناء ! ومن يعتقد ان الأمور سوف تتحسن بودود تلك الآحزاب فهو واهم فان قادم الأيام ستكون اسوأ بعد ان تحول العراق الى ارض جرداء وموازنة خاوية لاتستطيع تأمين حتى رواتب الموظفين رغم ان الموازنات السنوية تزيد عن 100 مليار دولار كل عام ! وحسبنا الله ونعم الوكيل
مقالات اخرى للكاتب