رحم الله شاعرنا ابو القاسم الشابي الذي كتب قصيدته المشهورة إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر، الى آخر القصيدة التي صرنا نحفظها عن ظهر خاطر منذ كنا في مرحلة الابتدائية، بل لحنت لتكون نشيداَ حماسيا َ يخاطب ويناجي الشعوب العربية وتحفزهم على رفض الظلم والجور والطغيان والمطالبة بحقوقهم التي سلبتها الطغاة من الحكام المستبدين، وبفعل كلمات ابيات الشعر الحماسية راحت الشعوب المضطهدة تخرج وبعفوية في تظاهرات مرة واعتصامات مرة اخرى تطالب بحقوقهم المشروعة والمسلوبة وبالتالي حققت مرادهم في إخراج المفسدين والظالمين والفاشلين وازاحتهم من كراسي الحكم والادارات التي لم تجلب لشعوبهم الا الويلات والدما وسلب حقوهم ، نعم الشواهد كثيرة على انتفاضات الشعوب العربية التي خرجت مطالبة بحرياتهم وتوفير مايضمن لهم العيش احرار كرماء يتقاسمون الحقوق والواجبات بعيدا عن كل المعتقدات والانتماءات وتستبشرا خيرا واملا في ضمان مستقبلهم الذي يتطلعون وينشدون ، ولايخفى علينا جميعا مامر به العراق وشعبه ومنذ تاسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا من متغيرات وانقلابات ومآمرات وويلات سمعنا وقرأنا عنها واخرى وهي الغالبية بل ربما الاسوء والاكثر وجعا هي التي عاصرناها وعشنا تفاصيلها بحلوها ومرها وان كان حلوها مرا على شعب يعد من اغنى شعوب الكرة الارضية لما وهبه الله عزوجل من خيرات عمت ارض العراق حتى سال لعاب دولا عالمية لتخطط في مشاركتنا الخيرات عندما خططت باحتلال العراق والتاريخ هو الشاهد الاكبر على تلك الحقب التي مرت على العراق واهله الذي ذاق بسبب تلك الخيرات مر المؤامرات التي توغلت بين اهله ليسهموا بمد يد العون للمحتل الاجنبي من اجل مصالحهم الشخصية ، نعم ويلات ومؤامرات وانقلابات ودسائس سجلها التاريخ الذي لايرحم مرتكبيها ولا المساهمين والمشجعين لها بالتالي يصطدموا بارادة الشعوب الثائرة التي سرعان ما تفضحهم بل وتحاسبهم اشد حساب في الدنيا قبل الآخرة ، واليوم ومايجري من احداث بطلها الشعب الذي قررر وبارادته ان يثور على حكامه من المفسدين والفاشلين، اعتصامات ومظاهرات عمت شوارع العاصمة بغداد والمحافظات تطالب باقالة كل مسؤول لم يتمكن من قيادة دفة زاويته بل راح يطمع بالفساد مرة ويتكاسل ويتهرب ويتمادى بمسؤولياته مرة اخرى بعد ان وضع اصوات الجماهير اصواتها في صناديق الاقتراع لتنتخب ممثلين لهم يدافعون ويقفون مناصرين لهم وبعدما لمسوا خيبة الامل بمن صوتوا له واختاروه ممثلا لهم ، وبعدما مل صبرهم من خلال الوعود الكاذبة التي يطلقها الساسة في مناصبهم كافة ، تاتي العاصفة المدوية التي كشفت ملفات الفساد والفشلل والمؤامرات التي تحاك ضد شعب آمن بالله والانبياء واهل البيت عليهم السلام، نعم شعب لاحول له ولاقوة يبحث فقط عن لقمة العيش والامن والامان والعيش حرا كريما له حقوق وواجبات اسوة بشعوب العالم التي تنعم بالحرية والامان، نعم اليوم تاتي صاعفة دوية تقتلع وتشلع من الجذور المفسدين والفاشلين وبارادة الشعب الذي عرف بصبره وجهاده وقوته ليخرج اليوم وغدا مرددا ابيات قصيدة الشاعر الشابي (اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابـــد أن يستجيب القــدر ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر .. فتحية لشعب صبر وصبر وصبر وثار .
مقالات اخرى للكاتب