لم تصدق عندما اخبرتها والدتها ان ابن عمها واهله سيأتون بعد ايام قليلة لخطبتها فغمرها فرح عارم بحيث انها طلبت من والدتها ان تعيد ماقالته مرات ومرات كي تستوعبه لتدور بعد ذلك وترقص منتشية بهذا الخبر الذي انتظرته سنوات طوال وانتبهت فجأة لتدخل مسرعة الى غرفتها ولتسأل دموع الفرح المشوب بالخوف..كيف يتقدم لخطبتي وانا اعرف انه على علاقة حب مع زميلته التي كانت معه في الكلية واستمرت هذة العلاقة بعد التخرج الذي مضى عليه ثلاثة اعوام وانها رأتهما بأم عينها قبل سنة في احد المتنزهات اذ قدمها وهو سعيد جدا..هذة حبيبتي وزوجتي في المستقبل فابتسمت وهي تحاول اخفاء المها وباركت لهما لتغادر بعد ذلك بسرعة لانها كانت تحبه جدا وتمني النفس بالزواج منه لكنها احترمت رغبته ومرت الايام ثقيلة وهي ترفض كل من يتقدم للزواج منها ومحاولة في ذات الوقت ان تنساه لذا تفاجأت عندما اخبرتها والدتها بالخطبة وتساءلت..طيب كيف؟ هل تركها ام هي ؟لماذا وماالذي جرى؟ثم تداركت نفسها وقالت ليس هناك مشكلة ساتكلم معه واعرف كل شيء لاني لاارضى ان اكون بديلا عنها او ان يتزوجني لنسيانها فيكون الفشل مصاحبا لزواجنا واسترسلت في تساؤلاتها حتى استغرقت في نوم عميق لتستيقظ صباحا وتتصل به طالبة رؤيته فوافق على ذلك وجاءها فجلسا سوية لتبادره بالسؤال الذي اتعبها..الم تكن عندك حبيبة وقلت انها ستكون زوجتك فاجابها بهدوء نعم..فقاطعته.
اذن ماالذي حدث واين هي؟فاخذ نفسا عميقا واجابها..الحب شي والزواج شي..فردت عفوا لم افهم؟ماذا يعني هذا؟قال ..هذا ما قالته لي بعد ان تعبت من انتظاري وانا احاول ان اجمع المال كي نتزوج وبعد ان تقدم لخطبتها رجل غني اذ قالت وبصريح العبارة آسفة لقد تعبت ولن اقدر ان اتحمل اكثر واهلي والناس يتساءلون عن سبب رفضي للكثيرين..لقد تعبت وسيضيع عمري وانت براتبك المحدود ومسؤوليتك تجاه اهلك لن تستطيع ان توفر لي الحياة التي اريدها وستجد المشاكل طريقها الينا بسهولة لتنهي علاقة حب رائعة وهذا ما عرفته بعد تفكير طويل فلذا انا قررت الزواج برجل غني لاعيش حياتي وكما قلت لك..الحب شي والزواج شي فاعذرني وسامحني ورحلت وتركتني اعاني ولكن كرامتي لم تسمح لي للحاق بها او مناقشتها لانها كانت حسمت امرها وانتهى الموضوع وهنا اقتربت منه ابنة عمه ومسكت يده وقالت انها الخاسرة لانك اغلى من كل اموال الدنيا ولكن انا لست هي ولن اكون بديلا عنها فهل اخترتني نكاية بها فوقف بسرعة وقال لها ابدا ابدا لم افكر بهذا ولم اتقدم لخطبتك الا بعد قناعتي ورغبتي بذلك وانا واثق من اختياري وانت ابنة عمي وتاج رأسي فهل تقبلين الزواج مني نظرت اليه بخجل واجابت نعم انا اقبل الزواج منك فقبل يدها وليتم زفافهما بعد ذلك باشهر قليلة ليفرحا بعد عام بمولودة جميلة لكن ورغم انها لم تلمس منه الا الخير والمودة والاحترام الا انها كانت تشعر انه يسرح كثيرا وربما يتذكر حبيبته ولكنها لم تحاول ان تثير المشاكل في هذا الامر بالذات وتركته للايام وكانت تبقى دائما قريبة منه ولاتبخل باسناده ومرت الايام هادئة الى ان جاء يوم لبيا فيه دعوة احد العوائل الصديقة لهما بالحضور الى مأدبة عشاء ليتفاجىء بوجود حبيبته هناك التي ما ان رأته حتى تقدمت منه لتسلم عليه فتسمر بمكانه وجحظت عيناه لتبادر هي وتسأله عن احواله فاجابها انه بخير وعرفها على زوجته ثم سألها عن اخبارها فردت قائلة..انا بخير وسعيدة رغم ان زوجي كثير السفر مما يتسبب في بقائي وحيدة لفترات طويلة ولكنه يعوضني عندما يعود بالهدايا والمال فضحكت زوجته وقالت الهدايا لاتعوض الانسان عمره والعشرة الطيبة والمودة تخلق الحب والاحترام وليس تبادل المصالح بين الزوجين..فقاطعتها..الحب شي والزواج شي..فردت زوجته..ابدا هذة مقولة خاطئة لان الحب ينمو بالعشرة والاحترام والمواقف الجميلة ويموت ايضا بسببها لانه مطلوب سواء قبل الزواج او بعده واسمحي لنا ان نشارك اصدقاءنا فرحهم واذهبي انت لتبحثي عن الحب عسى ان تجدينه ونظرت لزوجها فقال لها الان توضحت الصورة وما كنت اعتقده حبا ما هو الا سراب وكنت بحاجة ماسة لهذا الاختبار ثم حضنها برقة جعلتها تثق انه عرف الحب الحقيقي ولو بعد حين.
مقالات اخرى للكاتب