عبدو الصومالي بيته مقابل بيتي بالضبط. يوميّة يطلع خمس مرات يرفع الأذان بالحديقة. المصيبة أنه يوذّن بالطريقة الصوماليّة ويظلّ يعيد ويصقل بالأذان مناااا لحد ما الله يهدي مرته وتصيح عليه من شبّاك المطبخ ملوّحةً بالچفچير: هااااوووو، ألّا يسكت. المسكين يعاني من فوبيا الچفچير. البارحة طلع وقت الغروب يوذّن، الله لا يچذّبني عاد الأذان أربعة وخمسين مرة. الظاهر مرته ما موجودة. طلعت بالباب صحت عليه: يمعوّد، يَ الحبيب، ابو الشباب. إلتفت عليّ وهو مغمّض عيونه وحاط إيديه على اذاناته، گتله: كافي إگطع مرگ، افتهمنا، وحياتك افتهمنا، كافي صياح لخاطر مقاديشو. گال "هايااااا آلاااااا سالاااااااااا" يمكن يقصد حيّ على الصلاة. المهم، أيّست منه، طبّيت للبيت، فتحت شبّاك المطبخ وصرخت ملوّحاً بالچفچير: هاااوووو، وچانلك الحبيب يگطع ويدخل للمهجوم.. شنو الفائدة؟! باچر يعيد نفس الفيلم.
بصراحة: هالعبدو ملّلني وسوّد عيشتي، لذلك أفكّر أجمع شباب المنطقة وأطلع عليه مظاهرات نرفع بيها الچفاچير كشعار للسلام والطعام، ونهوّس على المنصّة: "طُب جوّه وأذّن عبّودي". بس بيني وبينكم خايف. خايف يجيب علينا الجالية الصوماليّة وينزلهم بالهراوات والسچاچين، وتالي ما يلحگلها أكبر چفچير بالمنطقة! حيرة بشرفي.
أزهر جرجيس