أشتهر معاوية بن أبي سفيان بتصفية مخالفيه بطريقة الغدر الهادئة.. فبعد أن يعجزَ عن مواجهتهم في ساحة الوغى.. يلجأ الى غدرهم بطريقة شيطانية تنمّ عن جبن وخسّة ...يستخدم فيها سلاحاً لايُرى بالعين المجردة ولايُسمع له صوتٌ ..ولا يشبه كاتم الصوت في عصرنا المتطور ..بل هو سمٌّ يدسه في العسل ..وقد فعلها مع الكثير من خصومه ومن بينهم وأشهرهم مالك الأشتر... وكان معاوية في كل مرّة تنجح فيها خطته بتصفية أحدهم يسجد لاأدري لمن ؟ ولكن يسجد.. ثم يرفع رأسه بعدها ويقول إن لله جنودا من عسل ! مناسبة ذكر مناقب الخليفة الداعشي هو قرائتي لبيان أحفاده الدواعش وهم يعلنون فيه مسؤوليتهم عن جرائم الأمس في مناطق بغداد الشيعية ويشكرون ربهم على نجاح جنوده المفخخة بقتل الأبرياء من النساء والأطفال ! ولاأدري مَنْ هو ربهم الحقيقي ؟ كُل الدلائل القرآنية والنبوية تُشير الى أن أعمالهم الإجرامية لاتتصل إلا بالشيطان ...فهو ربُّهم ومديرُ أعمالهم..لأن ربَّنا كتب على نفسه الرحمة ...وربُّنا هو الذي يقول (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا...فكم ألف مرّة خالفوا الدواعش الله وقتلواالناس جميعا ؟ ثم يقول ربُّنا ومَنْ أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا...) فكم ألف مرّة كان بإستطاعة الدواعش إحياء الناس جميعا لو كانوا فعلاً مسلمين ويعبدون ربنا الذي نعبد ؟ ربّنا يقول (لاتزر وازرة وزر أخرى) وشيطانهم لايفرّق بين الطفل الرضيع والمرأة والرجل الكبير ! ربنا الذي يقول (نبيء عبادي إني أنا الغفور الرحيم) ويقول (قل ياعبادي الذين أسرفو على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) فأي خطابٍ يهزّ الوجدان الإنساني كهذا الخطاب المفعم بالرحمة والرأفة واللطف ؟ أين ربكم وشيطانكم من رحمة ربنا التي وسعت كل شيء ؟ ربُّنا الذي عنده حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة التي نعظّمها ونطوف حولها ...وأنتم تنتهكون الحرمتين معاً تسفكون الدماء البريئة وتهدمون وتحرقون بيوت الله ! فمن هذا الرب أو الشيطان الذي أجاز لكم فعلتكم حتى تعظّمونه وتشكرونه على إزهاق أرواح الأطفال والنساء الأبرياء ؟ أهو ربّ خليفتكم الأموي الذي يقتل ويغدر ويفجر ثم يتّهم الله؟ ويقول إن لله جنودا من عسل! وها أنتم اليوم على آثاره مقتفون تقتلون وتفجرون وتفجّرون ثم تشكرون الله على فعلتكم الشنيعة ! فإذا كان خليفتكم يقول إن لله جنودا من عسل .. فلكم أن تقولوا إن للشيطان جنودا مفخخة !!!
مقالات اخرى للكاتب