مازال الانسان هو من يدفع الثمن باهظآ نتيجة الحروب التي يقودها الحكام او رؤوساء الدول سيطر عليهم جشع جمع الثروات ومركز دولتهم من حيث كونها عظمى او غيرها ان الحروب التي تحدث في هذا العالم نتيجة ماتملكه بعض الدول من مال ورجال وعلم تستطيع بهذه العوامل ان تكون دولة لاتقهر ولاخوف عليها حينما تقرر ان تكون طرفآ في الحرب ان المال الذي تمتلكه الدولة تستطيع ان تشتري النبوغ من العلم والعلماء والمخترعين والمستكشفين الذين يساعدونها في تجهيز جيوشهم باحدث الاسلحة والعتاد اذ ان العلماء والمخترعين والكتاب اصبح يباع ويشترى كالسلع المعدة للبيع والشراء ولامتلاك الدولة هذا الميراث العلمي تستطيع اضافة ماتمتلكه هذه الدولة من قدرات تكتيكية وعلمية وفلسفية عاليه تستطيع ان تخوض الحروب وهي ضامنة للنصر …
ونلاحظ ان الدول التي تستطيع السيطرة على شعوبها لانها جعلت احتلال دولتها امرآ صعبآ او مستحيلا لانها وفرت لدولتها او شعبها المدافع الكافية والتحصينات وكذلك المؤن اللازمة من مأكل ومشرب ووقود بحيث تكفي حاجات اهلها لسنة كاملة او اكثر واودعته كلها في المخازن العامة حتى ترضي عامة الشعب دون ان تحمل الخزينة اي خسائر احتفظت دائمآ بالوسائل الكافيه لتشغيلهم سنة كاملة في تلك الاعمال التي تؤلف حياة المدينة وعصبها الحساس …كذلك احب ان اضيف احدى النقاط التي تسعد الدولة في نجاحها هو الحاكم او الرئيس الدولة الذي يكون مسؤولا عن الدولة المعينة لايعرض نفسه لكراهية رعاياه وان الرئيس او الحاكم الشجاع القوي يتغلب دائمآ على الصعاب او المتاعب التي تحدث بسبب الحروب تكون دولته طرفآ فيها عن طريق رفع معنويات الشعب وتشجيعه هذا من ناحية وكذلك يؤكد لهم ان شرور الحرب لن تطول وتخويفهم من فظاعة العدو وقسوته اذ توفرت هذه المزايا او المؤهلات بالشخصية القيادية المتمثلة بالرئيس او الحاكم فأن المهاجم يضطر الى التراجع وقد لحق به الخزي والعار اذ لايمكن لأي شيء ان يدوم وهذا ماتحدث عنه احد مؤسسي عصر النهضة (نيقولا _ ميكافيلي.. في كتابه_الامير) حيث بين في موضوع (كيف تقاس قوة جميع الدول) بين في احدى شروحه (ان الامير الفطن بعد دراسته لجميع الاحتمالات لن يجد من الصعوبة بمكان المحافظة على شجاعة رعاياه سواء عند بدء الحصار او إبانه اذا توفرت لديه المؤن اللازمة للدفاع.
اما بالنسبة لجيوش الدولة الذي يعتمد عليه الحاكم او الرئيس في الحرب وفي المحافظة على دولته ,يكون هذا الجيش اما جيش خاص به او مرتزقة او رديفآ او مزيجآ ان المرتزقة او الرديف هي قوات غير مجدية بل وجوده خطر اذا اعتمد عليه احد رؤوساء او حكام الدول في دعم دولته لانه لايشعر قط بالاستقرارية او الطمأنينة لان هذه القوات تكون مجزأة وطموحة لاتعرف النظام ولاتحفظ العهود والمواثيق تتظاهر بالشجاعة امام الاصدقاء وتتصف بالجين امام الاعداء لاتخاف الله ولاتراعى الذمم مع الناس .ان الحاكم او الرئيس الذي يعتمد على هذه القوات قد يؤجل دماره المحتوم وذلك لكون المرتزقة تفتقر الى الولاء او الى اي حافز اخر من الحب يحملهم على الصبر او الصمود في جبهات القتال بأستثناء الراتب القليل الذي يتقاضونه وهو اقل شأنآ من ان يحملهم على التضحية بأرواحهم في سبيلك وكذلك هم على استعداد تام ليكونو جنودآ لك طالما لاتثير حربآ او تشترك بها اما اذا جاء الحرب فانهم يعمدون الى الفرار من الحرب او رفض القتال كليآ لذلك كان سبب دمار ايطاليا هو اعتمادها على المرتزقة في الحرب .
مهما كانت سياسة الدولة في الحروب وغايتها تبقى الحروب هي الابشع لان نتائجها ليس فقط تدمير البنى التحتيه وموارد الاقتصادية والفوضى الداخلية التي تسبببها وضياع القانون بل المجازر والخسائر الانسانية التي تحدثها الحروب من خلال جردة بسيطة مدعومة بالارقام نرى مدى الكوارث التي حصدتها هذه الحروب ..ان مجموع الخسائر البشرية بلغ لغاية الان ثلاثة ملياران ونصف المليار ضحية.
وبلغت الخسائر البشرية في القرنيين الثامن عشر ستة ملايين ضحية ام في القرن التاسع عشر فلقد بلغ عدد الضحايا ستة عشر مليونا ونصف المليون ضحية في حين تجاوزت الخسائر البشرية في الحرب العالمية الثانية ستة وخمسين مليونا بالمقارنة مع عشرة ملايين ضحية خلال الحرب العالميه الاولى …
وان اكبر مجزرة بشريه حدثت في روسيا بين عامي 1936- 1938بحجة تطـــــهير البلاد من المعادين للثورة وقد بلغ عدد ضحاياها (12مليون ضحية).
واليوم الوطن العربي دوره في هذه الحروب التي سببها الساسة المخربون في زج الدول في حروب ابتدئت على اساس طائفي عرقي كما في العراق . وتوسطتها ادخال مغول العصر الحديث المتمثل (بداعش)الى الاراضي السورية العراقية.
والنتائج كانت واضحة هي استيلاؤهم على الاراضي وبث الدمار في والارض وقتل الانفس بابشع الوسائل واليوم الحكومة تقف موقف المتفرج على مايحصل من فوضى غير مباشرة لانعلم متى تنتهي.
مقالات اخرى للكاتب