العراق تايمز/ خرج الى النور مؤخرا كتاب جديد، لأحد القياديين السابقين بجماعة الاخوان المسلمين يتحدث عن خفايا العلاقات السرية بين مؤسس الجماعة حسن البنا وقائد الثورة الإيرانية الخميني في إطار من الروابط التي جمعت الرجلين بإسرائيل والمخابرات الغربية.
هذا وقد شن القيادي الإخواني السابق والمحامي المعروف ثروت الخرباوي على قادة جماعة الإخوان ووصفهم بافتقاد الثقافة وضحالة الفكر، قائلاً حين كنت في الجماعة لم اندمج فيها وهكذا لم ابتعد عنها، بل كنت مثل "هدهد" سيدنا سليمان، حين "مكث غير بعيد"، وحين انتخبني الإخوان على مستوى الجمهورية كرئيس للجنة إدارة الأزمة بعد اعتقال عدد من قادة الجماعة، اقتربت من القادة وجلست معهم ووجدتهم يفتقدون للثقافة، حتى أني أتعجب كيف يحملون شهادات الدكتوراه، لذلك لم يكن غريباً ان يسيطر خيرت الشاطر عليهم.
هذا فيما خاض كتاب ثروت الخرباوي"أئمة الشر" في تفاصيل مخفية في تاريخ الاخوان الذي اتسم بالسرية والغموض، وكذلك ربطه بين فكر حكم المرشد في إيران وطموحات مرشد الإخوان، والأهم كشف العلاقة بين الإخوان والشيعة في إيران والتي تعود إلى عشرات السنين وليست وليدة اللحظة.
في الفصل الأول من الكتاب الصادر عن مركز المزماة للدراسات والبحوث ومقره الإمارات، الذي عنون بـ "Why not"، تقف أمام العلاقة المخفية بين القوة العظمى، تحديداً الولايات المتحدة، وجماعة الاخوان، حيث يقول الكاتب إن خطة المخابرات الامريكية لمساعدة الإسلاميين للوصول إلى كرسي الحكم، كانت تحت عنوان "لمَ لا"، بتدبير وتخطيط من كبير مستشاري الأمن القومي.
ثم ينتقل ليتناول إرهاصات الثورة الإيرانية، التي أيضا لم تنطلق من الشارع، إنما من معهد "تافيستوك" البريطاني المتخصص في صناعة الرأي العام، ثم يكشف في الفصل الأول عن العلاقات الوثيقة السرية بين إيران وإسرائيل والتي كانت في أعلى درجات توافقها.
هكذا ازاح الخرباوي الستار عن الأسرار الهامة التي تخللت علاقة الإخوان بالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ليتيح للقارىء التعرف على أسرار الجماعة التي لا يعلمها الكثير من أبناء الوطن.
الكتاب به مستندات ووثائق لم يكتبها الخرباوي كما يقول بطريقة تنظيرية جافة، بل بأسلوب به حياة وضمنه جزء من تجربته وخبرته مع الإخوان.
وفيما يخص العلاقة التي كانت تجمع البنا بالمخابرات البريطانية والأمريكية، قال الخرباوي أن المخابرات البريطانية من أقوى وأقدم المخابرات في العالم، وحين بزغ نجم الولايات المتحدة سلمت بريطانيا الراية إلى السيد الجديد وتولت أمريكا المهمة، مؤكداً أن الكتاب يجيب عن علاقة البنا بالمخابرات ولفت إلى أنه استعان بوثائق من السفارة الأمريكية ووزارة الخارجية البريطانية وهي وثائق أفرج عنها، لكن الاستعانة الأولى كما يقول كانت بمذكرات حسن البنا.
نفى الخرباوي عن البنا أن يكون مجدداً أو فقيهاً لأنه لم يضع كتاباً واحداً في الدين أو الفقه أو السيرة، مؤكداً انه قد قرأ من قبل تراث البنا بعين المحب وعين الرضا التي هي عن كل عيب كليلة، لكن رسائله وتراثه على قلته يحوي خطاباً تكفيرياً، لذلك طلب الخرباوي من الأزهر ان يعيد تقويم تراث حسن البنا لأنه التراث التكفيري الأول.
وملامح التكفيركما يقول الكاتب تخرج من خلال الرسائل، ويؤكد الخرباوي أن الكتاب يجيب عن لماذا يطلق على البنا لقب الإمام، وعلى من يكون إماماً، ولماذا يسمونه الإمام الشهيد، وماذا قال عنه عمر التلمساني حين قتل.
رداً على تساؤل أحد الحضور إذا كان حسن البنا له أصول يهودية، أجاب الخرباوي بأن العقاد كتب عن هذا في أواخر الأربعينيات، فوالده هاجر من المغرب إلى مصر وكان يعمل ساعاتي، ولفت الخرباوي إلى أن حسن البنا اسمه الساعاتي ولقب البنا خاص به وحده.
واكد الخرباوي ان نظرية المؤامرة في هذه الفترة غير مستبعدة فالاستعمار كان يعرف أنه خارج من المنطقة آجلاً او عاجلاً ومن ثم كان لابد له من السيطرة.
وعلقت الحوفي قائلة أن التآمر على المنطقة قديم، وأحالت إلى ضرورة قراءة المقالة الأمريكية بعنوان "خطة أوباما البديلة بعد سقوط الإخوان في مصر" كتبها محلل استراتيجي أمريكي وحدد فيها أن خطة اوباما لامتصاص صدمة خروج الإخوان من الحكم في مصر تتمثل في الضغط عى مصر اقتصادياً والتلويح بمنع المعونة، ودعم الإخوان لمواصلة اعتصاماتهم حتى مع قلة الحشد، والدفع في طريق إجراء انتخابات مبكرة قبل وضع الدستور.