تشير التقارير الغربية الى ان هناك تقارب محتمل بين الولايات المتحدة الامريكية وايران محوره المعلن تقييد البرنامج النووي الايراني بما يفضي الى منع ايران من انتاج السلاح النووي وايقاف تخصيب اليرانيوم مقابل الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على ايران والاعتراف بالجمهورية الاسلامية كدولة نووية .جاءت هذه المساعي بعد اجتماعات عديدة وعقيمة عقدت في اكثر من عاصمة كادت تحول خيار التفاوض الى خيار الحرب او على الاقل توجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية في ايران ولكن حصول مستجدات في الهرم الحكومي الايراني ساعد على ابعاد شبح الحرب والضربة هذا المستجد تمثل في تسنم حسن روحاني رئاسة الجمهورية في ايران وسعيه الى تفاوض جدي مع الدول الخمس وبعث رسائل متعددة يفهم منها رغبة الحكومة في ايجاد صيغة لتقارب امريكي ايراني على اساس المصالح االمشتركة والتفاهم حول ملفات النطقة الساخنة . ولنسلط الضوء على هذه التقارير وبيان مدى مطابقتها للنهج السياسي للولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية
الولايات المتحدة الامريكية تعلم جيدا من خلال متابعتها الدقيقة لحركة النظام السياسي في ايران على الصعيد الداخلي والخارجي وعلى مراكز القوى في الهرم السياسي والمرتكزات الاساسية في السياسة الايرانية ان ماحصل من تغير بعد الانتخابات الايرانية هو مجرد تبادل ادوار ليس الا وان حسن روحاني لايملك ادوات تغير نهج النظام السياسي الايراني بل هو احد حراسه المخلصين وان جنوح الادارة الامريكية ومن خلفها الماكنة الاعلامية لتوكيد الاشارات الايرانية على انها يمكن ان تكون بداية في الاتجاه الصحيح ويمكن البناء عليها من خلال اتفاق اولي بالملف النووي هو لابعاد حالة العجز الواضح والضعف في معالجة السياسة الايرانية المتنامية على الاقل في عدد من دول الاقليم .كما ان حالة الارتباك وعدم المصداقية والتراجع التي بانت بشكل صارخ على الادارة الامريكية تجاه الاحداث الكبيرة التي عصفت بدول المنطقة وخير مثال تخليهم عن نظام محمد حسني مبارك ومباركة اخونة مصر والبلاهه امام سقوط محمد مرسي واعتقاله بانقلاب عسكري بامتياز وهو رئيس منتخب ناهيك عن اوضاع لبنان وتحرك مقاتلي حزب الله لاول مرة في وضح النهار الى سورية لمساندة الاسد بغطاء ايراني .
كما ان المعارضة السورية المسلحة على الارض والمعارضة السياسية وقفت حائرة امام الادارة الاميركية المرتجفة فلا اصدقاء سورية كما يدعون ولا الجامعة العربية المتهالكة ولا الاتحاد الاوربي التي ترعى كل هؤلاء الادارة الامريكية استطاعوا ان يحدوا من الثقل الايراني الغعلي في دمشق والغطاء الروسي الثقيل في الاروقة الدولية مما جعل الاسد يستعيد عافيته على الارض وان استمرت السياسة الامريكية المتخبطة على ماهو عليه الادارة الامريكية على ماهو عليه سيدحر الاسد المعارضة المسلحة في الداخل ويفرض سيطرتة على كامل الارض وترجع المعارضة في الخارج الى الفنادق الفخمة في العواصم الاوربية تستجدي العطف والمال . وفي المقابل ستؤسس الجمهورية الاسلامية موقعا متقدما في سورية ولبنان وتكون مرتكزا في اي حل سيطرأ على القضية الفلسطنية تزيح بذلك الدور التقليدي للمملكة العربية السعودية . وهذا ما يشكل قلق حقيقي لااسرائيل التي كانت اكثر واقعية في قراءة التقارب الامريكي الايراني ومعارضه له بالرغم من عدم تحمسها لاسقاط نظام الاسد بسبب سيطرة التيار الاسلامي المتطرف على المعارضة السورية . الا ان الولايات المتحدة بدفعها الامور باتجاه الحل السياسي للملف النووي الايراني في الواقع توهم نفسها والناخب الامريكي وحلفاءها بان ايران مستعدة للتنازلات في مجال برنامجها النووي والصحيح امريكاه غير قادرة على ايقاف العجلة الايرانية والمقود الروسي وتسعى من خلال الاتفاق الى الوقوف عند الاشارة الايرانية لااعادتها الى الوراء.