عجيب أمر هذه الحكومة المهزوزة من الأعماق والمفككة والمسلوبة الإرادة ... عجيب وغريب أمر رئيس وزراء هذه الحكومة المشوهة الذي لا يريد أن يعطيها لغيره رغم عجزه وفشله القاتل.. عجيب وغريب أمر الأحزاب الإسلامية السياسية المسؤولة عن غرق بغداد ومدن كثيرة أخرى ولا تجد مبرراً لاستقالتها وإسقاط الحكومة الساقطة فعلاً والعاجزة عن تنفيذ أي إجراء ومشروع خدمي .. عجيب أمر هذه الأحزاب الأعضاء في البيت الشيعي التي ينخر في تحالفها حزب الدعوة ورأسه ولا تجد مبرراً للتخلي عنهما خشية سقوط بيتها الخرب المتفاقم في صراعاته والمتآكل يومياً عبر مسؤوليته عن تفاقم الإرهاب والفساد والموت المتعاظم لأبناء وبنات العراق في ارجاء كثيرة من العراق .. عجيب وغريب أمر جميع المتحالفين في هذه الحكومة المتهرئة الذين يشتكون منها ومن رئيسها ولكنهم لا يريدون تغييرها وتغييره أو لا يجرأون على إسقاطهما .. فمصالحهم الأنانية والذاتية تصبح، كما يعتقدون، في مهب الريح..
عجيب غريب موقف رئيس الحكومة من فقدان هيئاته وإدارته التنفيذية للمسؤولية في الكثير من محافظات العراق ويطالبهم في أن يكون المنقذ الأعرج لهم لحل إشكالياتهم وكأنه رامبو الذي لا يقهر .. عجيب أمر هذا المخلوق الغريب الذي يطالب بزيادة إيرادات العراق النفطية من خلال زيادة الاستخراج والتصدير وكأنه لا يعرف لا يعرف بالنهب الجاري يومياً لأموال الشعب فيريد الحصول على المزيد ليزداد النهب والسلب لأموال الشعب .. عجيب أمر من لا يحترم نفسه لأنه لا يحترم الشعب وإرادته ومصالحه وحياة الناس الذين يقتلون يوميا على أيدي قوى الإرهاب بمختلف أصنافهم وهوياتهم ومرجعياتهم. إنه يضحك بسخرية قاتلة على ذقون أبناء وبنات الشعب العراقي وعلى ذقون الأحزاب والقوى السياسية كافة. الشعب العراقي يعيش في بلد العجائب والغرائب.. في البلد المستباح من الحزب الحاكم الأول ، حزب الدعوة ...فهلهولة للدعوة الصامد ... هلهولة، رغم أنف الشعب وإرادته ومصالحه!!!
عجيب وغريب هذا وغيره من الأموال الحاصلة يومياً بالعراق .. ولكن هذا الشعب يمهل ولا يهمل. وكما تحمل الكثير من المصائب في فترات سابقة، ولكنه في المحصلة النهائية تفجر كالبركان ولقن الحكام دروساً لا تنسى. ومن هنا نقول: على حكام العراق أن يتذكروا وثبة كانون الثاني 1948 وانتفاضة تشرين الثاني 1952 وانتفاضة 1956 ومن ثم ثورة تموز 1958 حيث التحم الشعب بوحدات من الجيش العراقي وانتصروا لكرامتهم وحقوقهم. ليتذكر حكام اليوم بأن الظلم إن دام دمر، وإن العواقب ستكون وخيمة على حكام العراق إذا ما انتفض الشعب من جديد. ومثل هذا الأمر ليس ببعيد. عند ذاك لن تنفع عمليات تعميق الاصطفاف والاستقطاب الطائفي اللعين الجاري حالياً بين الشعية والسنة، بل سيكون الشعب وحدة واحدة كما كان في يوم الرابع عشر من تموز 1958 ليطيح بكل من يناهض مصالح الشعب وإرادته وبمن لا يبالي بحياة أبناء وبنات العراق، إذ الأهم عنده هو أن يبقى على رأس السلطة حتى لو تحول العراق إلى مقابر للشهداء وجرحى ومعوقين وثكالى وأيتام.
اللعنة ألف مرة ومرة على الحكم الاستبدادي البغيض وعلى المستبد بأمره الذي لا يرعى مصالح الشعب ولا يحمي حياة المواطنات والمواطنين من الإرهابيين وأعداء الشعب. اللعنة على من لا يتعلم من دروس الماضي ويمارس سياسات تقود إلى المزيد من الضحايا والخراب، ثم يؤول في النهاية إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.
مقالات اخرى للكاتب