لايختلف أحد فينا على وحشية الارهاب واستهدافه للانسانية بشكل عام وكلنا نعرف ان للارهاب اهداف ومستهدفين في كل بقاع الارض،أن اظهار اهداف الارهاب ووحشيته ومنهجيته والاساليب التي يتخذها والاعمال التي يقوم بها يعد واجب ومن صلب المهنية للإعلاميين ولكل المؤسسات الاعلامية بشتى انواعها،
لكن الذي يثلم تلك المهنية ويضعها في بودقة السياسية والسياسيين والتحيز لجانب دون اخر والوقوف مع جهة دون اخرى هو نقل تلك المؤسسات والاعلاميين للاحداث بصورة مغايرة عن ما تنقله في اماكن أخرى،
فأن الحدث الارهابي الذي حصل بباريس مؤخرا والذي احدث ضجة اعلامية وتغطية كانت بمستوى عالٍ سَلطت من خلاله تلك القنوات والمؤسسات كامل جهدها ووصفت تلك الاحداث بانها اعمال ارهابية ووحشية وفاجعة وبكل الاوصاف التي تطلق على الاعمال الارهابية بالمقابل لم نجد تلك المؤسسات والقنوات قد تعاطفت ونقلت وغطت ووصفت تلك الاعمال الارهابية الحاصلة في العراق وبعض مناطق الوطن العربي الاخرى بنفس الالية والطريقة والتوصيف والتوظيف التي استعملت في احداث باريس..!!
ولم نراها قد نظرت بنفس العين لجميع الاحداث في العالم بل نظرت بعين عوراء وبطريقة الاعلام الاعور..
ان هذا الاعلام الذي يوصف بانه اعلاما اعور يأتي وينتج لاسباب سياسية ودينية واقتصادية وجغرافية لسنا بصدد الحديث عنها الان،ان المهم مماتقدم هو الوصول للجزم بأن تلك المؤسسات والاعلامين والمنظومة الاعلامية عوراء وغير مهنية ولابد من التصدي لها والوقوف امامها من خلال خلق وايجاد اعلام مهني انساني.
مقالات اخرى للكاتب