في كل عام ومع اقتراب العاشر من محرم أو أربعينية الامام الحسين(ع) تبدأ دوائر ومؤسسات الدولة ( مع التحفظ على هذه المفردة لأن أحد نواب رئيس الجمهورية قال اننا لسنا في دولة بل يمكن تسميتها باللادولة ) بالإغلاق قبل بدء المراسيم الحزينة على مأساة سيد الشهداء باسبوعين او عشرة ايام وخاصة في مدينة البصرة حيث يبدا المشاية بالمسير الى كربلاء، وفي بغداد قبل اسبوع تبدأ كثير من مؤسسات الدولة بالاغلاق فعلى سبيل المثال أغلقت عدد من مديريات التربية في بغداد ودائرة التقاعد العامة ونقابة المحامين والعديد من الجامعات والكليات وغيرها من دوائر ومؤسسات الدولة ، بعض هذه الدوائر يراجعها مواطنون من محافظات او مناطق خارج مدينة بغداد فيجدونها مغلقة ولربما عدد منهم ليسوا شيعة بل من اديان ومذاهب اخرى فلِمَ تغلق هذه الدوائر لتوقف مصالح العباد وتضرب اقتصاد الاقتصاد. ماهي الرسالة التي يريد أن يوصلها رؤساء هذه الدوائر والنقابات للمسؤولين الذين هم اعلى منهم في المناصب الذين جاءوا بهم وثبتوهم في المناصب ؟ هل يريدون أن يقولوا لهم اننا شيعة اصليين حد العظم ليرضوا عنهم . ما هو موقف الحكومة والامانة العامة لمجلس الوزراء من هذه الفوضى التي تحصل من جراء دوائر ومؤسسات الدولة ؟الامام الحسين لا يرضى عن هذه الممارسات فأنتم تسيئون اليه بأفعالكم هذه ، وهو الذي قال (جئت لإصلاح أمة جدي) في الوقت الذي انتم فيه تخربون ، فهل تريدون ارضاء رؤساءكم واغضاب إمامكم وانتم المدّعون بأنكم من المخلصين لآل البيت الاطهار ؟وإذا كان المراجع وأولهم السيد السيستاني قد افتى منذ سنوات بأن ترك الموظفين لدوائرهم والذهاب الى المراسيم والطقوس مما يؤدي الى الاضرار بالعباد لا يجوز لأنه يجعل الناس يتذمرون ويكرهون هذه المراسيم التي تحيي ذكر اهل البيت ، فمتى تتوقفون عن النفاق والخداع وفي نفس الوقت تسيئون الى منهج اهل البيت عليهم السلام ، وانتم في الحكومة الضعيفة التي تستجدي عطف الطائفيين ، لماذا لا تكون اجراءاتكم موحدة وتعليماتكم واضحة لكافة الوزارات ومؤسسات الدولة بأن يكون الدوام كاملاً حتى نهاية يوم الخميس 17 تشرين الثاني وتبدأ العطلة لغاية نهاية يوم الاثنين 21 تشرين الثاني ، وأن تتم محاسبة من أغلق دائرته قبل هذه التواريخ للحفاظ على سمعة المراسيم الحسينية المقدسة ومن الحفاظ على ما تبقى من مفردة اللادولة.
مقالات اخرى للكاتب