على خطى صدام قام تنظيم داعش الارهابي بقطع آذان (70) من عناصره في نينوى لتخاذلهم في جبهات القتال .. حيث اصدر قاضي المحكمة الشرعية هناك قراراً بحق تلك العناصر لتركها مواقعها في خطوط التماس والمواجهة .
اللهم شماتة، فأولئك الذين انتموا الى داعش وآمنوا بفكره وتقبلوا سوء عمله وبرروا جرائمه انما هم سند له وسبب مباشر في استمراره وبقائه .. مصادر في المحافظة اشارت الى ان المعاقين الذين قطعت آذانهم هم من سكان المحافظة الذين انضموا الى التنظيم بعد دخوله الى الموصل ..
جرائم التنظيم الارهابي لم تتوقف فقد اصدرت محكمة الموصل حكماً بإعدام ثلاثة من عناصر شرطة محافظة نينوى .. كما حكمت باعدام احدى المواطنات المرشحات للانتخابات السابقة وهي المواطنة (فائزة احمد الشبلي) . وحكمت ايضاً باعدام مدير عام معمل السكر في الموصل (نوال الشهواني) بسبب رفضها تشغيل المعمل لصالح داعش .
هذه الجرائم التي ترتكبها داعش بشكل يومي ضد مواطني المحافظة انما تكشف عن الوضع السيء الذي يعيشه المواطنون هناك والضيم الذي يقع عليهم بسبب سيطرة التنظيم الاجرامي على مقدرات المحافظة .
الجريمة الاكثر بشاعة هي تلك التي اقدم عليها التنظيم الارهابي حيث قام مسلحون من التنظيم باعدام رئيس قسم الفيزياء بجامعة الموصل لامتناعه عن تطوير اسلحة بيلوجية لاستخدامها ضد القوات الامنية العراقية .. الجريمة تمت حسب شهود عيان في ساحة عامة وسط نينوى .. الشهيد الذي لم تفصح وسائل الاعلام عن اسمه ضرب مثلاً عالياً في الشجاعة والمواطنة الحقة والثبات على المبادئ وهو مثل في التضحية والاباء والايثار ونتاج شعب حي لا يرضى المساومة والرضوخ لرغبات العدو .
في حين خان الاخرون طوعاً عندما انتموا الى داعش وحاربوا معه وارتكبوا ابشع الجرائم بحق ابناء بلدهم . الدواعش اقدموا مؤخرا على اعدام ثمانية رجال دين من ائمة وخطباء الجوامع في الموصل .. ويبدو ان لا احد يفلت من جرائم داعش، فهؤلاء الائمة رفضوا منهج داعش واعلنوا صراحة رفضهم لما يرتكبه في مدينتهم لذلك نفذت المحاكم اللاشرعية احكامها الظالمة في هؤلاء الابرياء لانهم لم يتعاونوا مع عناصر التنظيم الاجرامي، مثلما نفذت محاكم صدام اللاشرعية حكم الاعدام برجل الدين السني عبد العزيز البدري الذي رفض منهج الطغاة ايام البعث المجرم .
في كتابه الموسوم (مأساة العنف في العراق) والذي يؤرخ للفترة من 1963 الى 2003 حيث استولى البعثيون على الحكم ونفذوا جرائم يندى لها الجبين، يقول عبد الرضا كاظم مؤلف الكتاب لقد بدأ النهج الجديد باحداث مبدأ الاغتيال السياسي الدموي للتخلص من الشخصيات المطلوب تصفيتها.
فقد تم تصفية (13) شخصية مهمة ممن ينتمون للبعث هم كل من : فؤاد الركابي مؤسس الحزب في العراق، محمد سليمان السوداني الجنسية عضو القيادة القومية، وصلاح صالح عضو المكتب العسكري، واللواء الركن عبد الكريم مصطفى نصرت، وطارق حمد العبد الله رئيس ديوان رئاسة الجمهورية. واستمر النهج الاجرامي للنظام حيث اغتال الفريق الركن حردان التكريتي وزير الدفاع الاسبق، والفريق الركن عدنان خير الله وزير الدفاع، وعبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية، وناصر الحاني اول وزير خارجية للبعث بعد انقلاب 1968، وسليم عيسى الزيبق احد قادة البعث، وعبد الوهاب كريم مسؤول تنظيمات الحزب في الفرات الاوسط، ومحمد ابن احمد حسن البكر رئيس الجمهورية آنذاك، ومظهر المطلك وهو صهر البكر.
كما تم اغتيال شخصيات دينية وسياسية مهمة لعل اهمها الشهيد السعيد محمد باقر الصدر و(24) شخصاً اخرين لا مجال لذكرهم والتفصيل عنهم، مع (20) ضابطاً كبيرا في الجيش العراقي هم كل من : اللواء الركن حامد الورد، والعميد ابراهيم الدليمي، والفريق طه الاحبابي، والعقيد كمال الراوي آمر معسكر الوشاش، واللواء جواد اسعد شيت قائد فرقة، والفريق صلاح القاضي والعقيد عبد العزيز الحديثي قائد فرقة، وسهيل الاعظمي قائد فرقة، واللواء محمد جواد قائد فرقة، والعميد برهان خليل قائد فرقة.
فضلا عن اعدام الفريق عمر الهزاع قائد فيلق، واللواء وضاح خليل امر لواء، واللواء عبدالزهرة المالكي قائد فرقة، واللواء بارق الحاج حنطة قائد فرقة قوات خاصة، واللواء عصمت صابر قائد فرقة، واللواء سفيان الغريري قائد فرقة حرس جمهوري، والفريق ثابت سلطان معاون رئيس اركان الجيش، واللواء طيار سالم البصو معاون قائد القوة الجوية، واللواء بشير الطالب امر الحرس الجمهوري، واخيرا اللواء الطيار محمد مظلوم الدليمي امر قاعدة جوية .
هذه المذبحة وغيرها من المذابح لمئات الالاف من العراقيين كانت سمة غالبة لجرائم البعث الصدامي وهي وفواحش داعش تعود لمصدر اجرامي واحد.
مقالات اخرى للكاتب